موسيقي

أسماء الدعاس: اِستعدوا للحرب المخيفة، التي يقودها الذكاء الاصطناعي

أسماء الدعاس★

بشكل غير رسمي، وفي ظل غياب القانون، الذي يحفظ الملكية الفكرية والأدبية والأخلاقية، أمام تجارب تكنولوجية جديدة، تشهدها الساحة الفنية وغيرها، وتعتبر آخر صرعات التكنولوجيا، يأتي إلينا اليوم الذكاء الاصطناعي!

فعبر تقنية نسخ طبقة الصوت تم طرح أغنية جديدة لكوكب الشرق أم كلثوم، وذلك باستحضار صوتها، بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي بعنوان أفتكر لك إيه، للملحن عمرو مصطفى، وأغنية أخرى للعندليب عبد الحليم حافظ بنفس التقنية، للمطرب عمرو دياب، التي أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الفنية، ومنصات التواصل الاجتماعي، واستفزت هذه التجربة، كلاً من عائلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، الذين  توعدوا  باتخاذ الإجراءات القانونية، ضد كل من تجرأ على تشويه تراث رموز الفن العربي، والتعدي على حقوق ملكيتهم الفكرية، تحت ذريعة مواكبة التطور العلمي، وليت الأمر يقف عند هذا  الحد!

 بل تجاوزه بكثير، حتى خرج عن السيطرةة، فلم يقتصر الذكاء الاصطناعي على الساحة الغنائية، إنما اتسع بشكل مخيف، وبات يكتسح مجالات عمل عديدة، أصبحت هناك نشرات أخبار، تقدم من خلال مذيعة ذكاء اصطناعي، تحل محل المذيعة، ولك أن تتخيل روبوتات من الجيش، ورياضيين، ومهندسين، وأطباء وغيرهم، أسرع في إنجاز المهام بدقة وجودة عالية، لا يمكن أن تخطر على بال أحد، وقيل بأن الذكاء الاصطناعي يخطئ، إنما لا يكرر الخطأ!

إذن هذه هي الحرب القادمة على جميع البشر، وصراع البقاء للأقوى، بعد مرحلة تمهيد، وإتمام لفايروس كورونا، حرب مخيفة، ستقصيهم من حياتهم وأعمالهم، وقد تستعبدهم بقراءة أفكارهم وسلوكياتهم، ويحل الذكاء الاصطناعي مكانهم، وقد تدعم تلك الأفكار والسلوكيات، الإرهاب والسرقات، ليس فقط نسخ طبقة الصوت، بل أشكالهم وهوياتهم، الذكاء الاصطناعي خرج عن السيطرة، وأصبح متداولاً تجارياً ، بشكل ملفت للأنظار، بلا رقيب أو حسيب، ولكم أن تتخيلوا العقول البشرية وتوجهاتها، التي تفعلها وتحركها  وتغذيها، والخطير أن الذكاء الاصطناعي، كفيل بأن يعلم نفسه بنفسه، هذا غير الجوانب النفسية والسلبية، التي سيعاني منها البشر من جراء هذا النظام، ووجوده في حياتنا اليومية، يتطلب تدخل الحكومات، وإيجاد قوانين تضيق من استخدامه، وتحدد استخدامه في الأمور الإيجابية، مع مراقبة لهذا السلاح الفتاك، وإن كان ذا حدين، إلا أن هذه المرة مختلفة، حيث إن السيطرة على الذكاء الاصطناعي ليست بالأمر الهين، فصاحب الشركة التي انتجت هذه التقنية، يعبر عن مخاوفه من أخطار هذه التنقية، ولم يتوصلوا بعد إلى طرائق لحل التصدي له.

إذن لابد من تكثيف الدراسات، حول تأثير الذكاء الاصطناعي والوعي عند المجتمعات، بكافة فئاته، للاستعداد لمواجهة هذه التقنية، وطرائق استخدامها، وتحديد مجالاتها السلمية، دون التعدي على  حقوق الملكية والأخلاقية للفرد والمجتمع، والتصدي لسلبياتها.

ـــــــــــــــــــــــ

★ كاتبة ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى