موسيقي

محمد فهمي: “محمد رحيم”.. موهبة خلف الظل.

محمد فهمي

لا شك أن هناك فجوة كبيرة بين المشهور والمعجب، فالأول مسلط عليه هالة إعلامية لا حدود لها؛ تلقي ضوءها على كافة تفاصيل حياته؛ بداية من طفولته إلى مراسم عزائه، وتلك الهالة قائمة على موهبته، وتنوع مسيرته، والمعجب يظل في خانة الظلام لا يتعدها، وفي النهاية، الطرفان يتقَبَّلان تلك الحقيقة، ولكن ما يثير الدهشة هو تواجد الكثير من الموهوبين في تلك المنطقة المظلمة، فلا يأخذ أحدهم  حقه من الثناء، ولا يُسلط الضوء عليه ، ولكن نكتشف مسيرته عند رحيله؛ وحينها فقط نعلم بأن هناك موهوباً عاش في الظل، وترَكَنا في صمت.

المبدع محمد رحيم

رحل عن عالمنا أمسِ الملحن “محمد رحيم” عن عمر يناهز خمسة وأربعين عاماً، في صمت تام دون ضجيج، أو إثارة الجدل، عاش لفنه، وترك إرثاً لابأس به؛ نظراً لصغر سنه.

وكانت انطلاقة الملحن “محمد رحيم” مع الهضبة “عمرو دياب” في عام 1998 ؛ حيث قدَّمه في أغنية “وغلاوتك” وهو شابٌ صغيرٌ لم يتخطَ الثامنة عشرة من عمره، ويستمر بتقديم نفسه مع كبار المطربين في تلك الفترة، منهم النجم “محمد محي” في أغنية “ليه بيفكروني”، ومع المتألقة “نوال الزغبي” في أغنية “الليالي”.

نقطة التحول

وكان عام 2001، نقطة تحول للمبدع “محمد رحيم” ؛ حيث قدَّم مجموعة من الأغاني، التي نالت نجاحاً كبيراً، وحققت شعبية بين الجمهور، فعاد للتعاون مع “عمرو دياب” في أغنية “حبيبي ولا على باله”، وأغنية “أخبارك إيه” للفنانة “مايا نصري”، وقدَّم أغنية “أحلف بالله”  للمطرب “هيثم شاكر”، ولكن الأغنية التي نالت نصيب الأسد أغنية “إحساس” للفنانة “إليسا”، ومنها أصبح “محمد رحيم” واحداً من المبدعين القلائل في عالم التلحين.

حزنه الدائم

عانى الملحن “محمد رحيم” ؛ بسبب ما شعره به من زملائه من الوسط الفني، فلم يكن يحصل على حقه الأدبي والمعنوي من بعض النجوم، الذين شاركهم في الكثير من الأعمال والنجاحات، فلم يتم ذكر إسمه إلا نادراً على الرغم من أنه كان سبباً رئيسياً لتلك النجاحات.


فالكثير من المطربين يصطحب فريق عمله إلى الحفلات ليقدِّمهم إلى الجمهور؛ كنوع من أنواع العرفان الذي يبذله هولاء الملحنون؛ من أجل نجاح ساحق لزملائهم النجوم، وكثيراً ما يدع هولاء النجوم أحد الملحنين في تقديم وصلة غنائية للجمهور، ولكن لسوء حظه، لم يحدث ذلك مطلقاً في مسيرته.

مؤشر للرحيل

أصيب الملحن “محمد رحيم” بذبحة صدرية دخل على إثرها المستشفى في يوينو الماضي، وظل راقداً في العناية المركزة لعدة أيام؛ قبل أن يتعافى، ويخرج من المستشفى، ويكمل مسيرته الفنية؛ وبسبب تلك الأزمة قرَّر اعتزال التلحين، وترك الوسط الفني بأكمله ،والسفر إلى فرنسا ليعمل بأي مجال عمل آخر.

ولكن كان للجمهور رأي آخر، وطلبوا منه الرجوع عن هذا القرار؛ لإكمال مسيرته الفنية، وبالفعل استجاب لتلك الدعوة المقرَّبة إلى قلبه، وأعلن عن استعداده لتقديم مجموعة من الألحان الجديدة مع “محمد منير”، و”نانسي عجرم”، و”مايا دياب” وغيرهم، من الفنانين، ولكن لم يسعفه القدر، ورحل عن عالمنا إثر أزمة قلبية مفاجئة في منزله، عن عمر يناهز الخمسة وأربعين عاماً


★كاتب ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى