موسيقي

محمد فهمي: ” إيهاب توفيق”..فنان بدرجة دكتور!

محمد فهمي ★

بمجرد ذكر اسمه بين مجموعة من الأصدقاء؛ وبالأخص إن كانوا من مواليد التسعينيات، يتذكرون على الفور واحداً من أهم المواهب في جيل التسعينيات، والألفية الأولى في مصر، والوطن العربي، وعلى الرغم من فترات الصعود والهبوط؛ التي مرت بها مسيرته الفنية؛ إلا أنه ما زال يحظى بمكانة كبيرة بين محبيه في الوطن العربي.

تفوق دراسي منذ الطفولة

عُرِفَ عن “إيهاب توفيق” في طفولته تميزه في الغناء، وحفظ الأغاني، وحرصه على المشاركة في الحفلات المدرسية، والمناسبات الإجتماعية، وبعد فترة الثانوي، قرَّر الفنان الذي بداخله أن يبدأ سلم المجد والشهرة على أسس تعليمية؛ تجعله الأرقى بين أقرانه في الوسط الغنائي؛ فالتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية ، وخلاله تفوق في دراسته، وعين معيداً في المعهد، وبعدها شارك في مسابقة للمواهب الغنائية الجديدة، وكان من ضمن لجنة التحكيم موسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب”، وكما فعل “عبد الوهاب” مع “ميادة الحناوي” أعجب كثيراً بموهبة “إيهاب توفيق” وهو من قام باقتراح اسمه الفني “إيهاب توفيق” وفاز بالمرتبة الأولى في المسابقة؛ ليبدأ مسيرة مهنية رائعة طيلة عشرين عاماً.


اِنطلاقة، ولا أروع

بدأ مسيرته الاحترافية؛ بإطلاق أولى أغانيه بعنوان “الأسمراني” عام 1989، وكانت من ضمن أغانٍ لمجموعة من الأصوات الشابة، وانتشرت الأغنية بشكل واسع، وهو ما جعل شركة “سونار” للإنتاج الفني تقوم بإنتاج أولى ألبوماته عام 1990 بعنوان ” إكمني”، لم يتوقف النجاح عند هذا الحد بل إن الألبوم حقق نجاحاً أكبر؛ ما جعل شركة الإنتاج تُقدِم على فكرة إنتاج ألبوم آخرعام 1991 بعنوان “مراسيل”، ويستمر التعاون لعام 1993 ، وتطلق ألبوماً بعنوان “رسمتك”، ومن شركة “سونار” لشركة “البلجون ” في عام 1994 التي أنتجت له ألبوم “هتعدي” ثم  أنتجت له شركة “هاي كواليتي”  ألبوم “عدَّى الليل” وفي عام 1996 أصدر ألبوم “الدنيا” وكان المنتج,، شركة”   StarGate Music”  وتوالت النجاحات، وأمام تلك النجاحات جاءت حملات التشويه المدفوعة ؛ التي جعلته يفكر في الاعتزال؛ ولكنَّ المقربين أقنعوه بضرورة الاستمرار، والرد بموهبته وفنه فقط.

النجاح الساحق

في عام 1999 حقق نجاحاً ساحقاً من خلال ألبوم “سحراني” الذي تَصَدَّر المبيعات، واستمر رحلة النجاح أيضاً ؛ في عام 2000 صدر ألبوم “حبيب القلب”، وفي عام 2002 قدَّم ألبوم “هما كلمتين” وفي عام 2003 ألبوم “ليه الخصام”، أما التعاون الأكبر كان مع شركة “روتانا” في عام 2004 وقدَّمته في ألبوم “اِسمك إيه”، وفي عام 2005 قدَّم ألبوم “حبك علمني”، وفي عام 2007 قدَّم ألبوم “أحلى منهم” مع شركة “عالم الفن”، ولم تتوقف مساهمات “إيهاب” ومسيرته الفنية في أغاني الطرب فقط، بل وشارك في ألبوم “إلا رسول الله” في عام 2008 ، وهو الألبوم الديني الأول؛ الذي قدَّمه “إيهاب توفيق”، وفي عام 2009 قدَّم ألبوم “لازم تسمع”، وفي عام 2010 عاود التعاون مع شركة “هاي كواليتي” في ألبوم “أحلى سمرة”، وبعد نجاح ألبومه الديني الأول “إلا رسول الله” قرَّر تكرار التجربة بألبوم “أرحنا يا بلال” مع شركة “ديلايكا”، وتوقف قليلاً عن إصدار ألبومات جديدة حتى عام 2016 ، فأصدر ألبوم “كل يوم حلو” من إنتاج شركته “إيهاب توفيق للإنتاج”.

تألق فردي، ودويتو، وأوبريت

من أشهر أغاني “إيهاب توفيق” أمرك يا جميل، مراسيل، على كيفك، الحلوة عيونك، سحراني، الأيام الحلوة، تترجى فيا، الله عليك يا سيدي، ونجح أيضاً في تقديم دويتو ناجح مع النجوم “هشام عباس:، و”حميد الشاعري” و”مصطفى قمر” وهو زحمة الأيام، ومن الأغاني الخالدة في مسيرته هلال رمضان، مسحراتي، أرحنا يا بلال، وطمعانين في رحمتك، كما له مجموعة من المساهمات الوطنية؛ فشارك في اوبريت “الحلم العربي” بالمشاركة مع مجموعة من الفنانين من مختلف الدول العربية. 

حقائق

لم تعجب أغاني المهرجانات النجم “إيهاب توفيق”، وأعرب عن استيائه منها، وأنها لا تَمُتُّ للشعبي بِصِلَة، ويرفض أن يستمع أولاده لهذه النوعية من الأغاني، تعرَّض أيضاً لاتهام من قِبَل جهاز حماية المستهلك بالاشتراك في حملة إعلانية لمنتج مضلل، واتهموه بالتضليل، وفي عام 2001 حصل “إيهاب” على درجة الدكتوراه، وكانت رسالته عن الفن في مصر من جيل أم كلثوم حتى جيله، وفكر “إيهاب” في الاعتزال عدة مرات في ظل حملات تشويه كانت ضده في الإعلام، وله تجربة سينمائية وحيدة؛ حيث شارك في فيلم «من القاهرة إلى الزقازيق» عام 1997 وكان أول بطولة مطلقة له في الغناء، والتمثيل، وشاركه في التمثيل، كل من  نرمين الفقي، وحنان ترك، وخالد النبوي، وحمدي غيث، وإنعام سالوسة.

  الدكتور بين أبناء جيله

لاحظنا في الفترة الأخيرة، اختفاء كبير للنجم “ايهاب توفيق” سواء على مستوى الطرب، أو التمثيل، أو حتى الظهور في البرامج التليفزيونية، وكذلك الأفراح كما جرت العادة مؤخراً في الأفراح الكبيرة، وخاصة لأبناء المشاهير؛ فيقوم بإحياء حفل زفافٍ، واحدٌ، أو اثنان من النجوم الكبار، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها هو الدكتور نفسه؛ ففي فترة توهج “إيهاب” على الساحة الفنية لم يستغلها بالشكل الأمثل، ولم يقم بتكوين علاقات وطيدة مع شركات الإنتاج الجديدة، ولم يبنِ علاقة تواصل مع الأجيال الجديدة؛ سواء بتغيير اللوك الخاص به، أو حتى ستايل الغناء، أو اقتحام عالم التمثيل مرة أخرى، وكأنه اكتفى بمحبيه في فترة شبابه، ومن الأسباب أيضاً هو الظهور النادر للدكتور في البرامج التليفزيونية؛ فهناك الكثير من النجوم على الساحة نجاحهم وتألقهم قائم بِشكلٍ كبيرٍ على مناوشاتهم مع الجمهور في الوطن العربي؛ سواء الظهور بالمظهر الكوميدي، وإلقاء الدعابات السمجة في حلقات تلك البرامج، أو الظهور بالمظهر المتواضع بسبب التلقائية في أحاديثه، أو الظهور بقصة كفاح محمد صلاح، من النجريج إلى ليفربول، وفي الحقيقة قصته بعيدة كل البعد عن كفاح الملك المصري.

روشتة “نقد × نقد”

الفنان الكبير “إيهاب توفيق” ما زال يتمتع بشعبية كبيرة؛ وخاصة بين أبناء جيل التسعينيات، والألفية الأولى، فالعودة لن تكون صعبة، فالظهور المتكرر في المناسبات الاجتماعية، والإفصاح عن شخصيته؛ سيشعل محركات البحث عنه، إحياء الأفراح حتى لو مجاملة؛ يزيل الحواجز الخرسانية بين النجم وجمهوره، والأخيرة قد تكون بعيدة عن “إيهاب” كثيراً؛ ولكنها آفة هذا الزمن، ومصدر رزق العديد الآن بالظهور، والتفاعل على السوشيال ميديا.

النجم “إيهاب توفيق” هو موهبة فنية خالصة؛ نفتقد لتواجدها على الساحة الفنية، وما زال في جعبته الكثير من التوهج؛ ليقدمه لجمهوره.


★ كاتب ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى