مشاركات شبابيةموسيقي

حصة الحمدان: الملتقى الثقافي يؤبن الصوت الجريح

حصة علي الحمدان★

ثلاث ساعات فقط ساهمت في إنبات الورود ما بين ضلوعي، حيث سعدتُ كثيراً بالفرصة الجميلة، التي قدمتها لي الدكتورة سعداء الدعاس بدعوتي إلى أمسية الملتقى الثقافي للأديب طالب الرفاعي، التي خصصت لتأبين الفنان الراحل عبد الكريم عبد القادر، الذي أغرمتُ بأغنياته، إذ قابلت هناك أرقى وأسمى الفنانين الكبار، من بينهم الملحن أنور عبد الله، والشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي، الذي لطالما استمتعتُ وتعمقتُ بكلماته الملامسة للروح، والفنان جاسم النبهان، والشاعر خالد البذال، وبالطبع الروائي طالب الرفاعي صاحب الأمسية، والناقدة التي غمرتني بعفويتها ونظافة قلبها ليلى أحمد، والكاتب مظفر عبد الله راشد، الذي أخجلني بتواضعه وتشجيعه الجميل، والإعلامية القديرة أمل عبد الله، والفنان فيصل خاجة، الذي تحدث عن طبيعة ألحان تلك الفترة، ومنها أغاني الراحل، وكان ممن قابلتهم أيضاً، جمع كبير من المثقفين والإعلاميين، منهم وكيل وزارة الإعلام المساعد د. يوسف السريع، الذي أشار إلى بعض الأعمال النادرة للراحل في الإذاعة، والناقد فهد الهندال، وحرمه القاصة هديل الحساوي، والقاص يوسف خليفة، والسيدة حرمه، والإعلامية أفراح الهندال، والفنانة الأردنية مكادي نحاس، إضافة إلى زملائي من بعض خريجي وطلاب قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، بدر الأستاد، ويوسف العصفور، وشيخة الحبيب.

صورة جماعية للحضور

اِستمتعتُ كثيراً باللوحات التي رسمها الفنان إبراهيم العطية للراحل وبالكلمات الجميلة، التي من خلالها قدَّموا لنا صورة سامية، لفناننا الراحل عبد الكريم عبد القادر، حيث ذكروا في حديثهم عن روحه الطيبة، وكيفية جديته في أدائه الغنائي، بالإضافة إلى شخصيته الصارمة باتخاذ قراراته، كما تطرقوا لبعض المواقف الإنسانية، التي بيَّنت كم كان الراحل كريماً على المستوى المادي مع الجميع، خاصة الشعراء والملحنين.

الملحن الكبير أنور عبد الله

فتحدث الملحن الكبير أنور عبد الله عن أكثر الملحنين الذي لحنوا للراحل، وعرض قصائد مكتوبة بخط يده، وذكر عدة مواقف إنسانية نبيلة لا يعرفها أحد، وتحدث الشاعر أحمد الشرقاوي عن خفة دم الراحل، وطيبته مع الجميع وتشجيعه الشباب، وأشار الشاعر خالد البذال عن مواقفه معه، وطبيعة شخصيته المحبوبة من الجميع، وتحدثت الإعلامية أمل عبد الله عن ذكرياتها معه من خلال معرفتها بعائلته، وأشار نجم الغريب إلى مدى عمق علاقته بعبد القادر وتوثيقه لمسيرة حياته، وذكر الناقد علاء الجابر معلومة عن علاقة الراحل بمسرح الطفل، وأنه غنى بعض أغاني مسرحية (الأرنب الجائع)، وتحدثت الناقدة ليلى أحمد عن مصداقية الراحل، وعدم مجاملته بالفن حتى لو كان مع ابنه، كما تحدثت عن طبقة صوته، وبعض المواقف الطريفة معه، وطالبت الكاتبة إقبال الأحمد، بأن تقوم وزارة الإعلام بعمل حفل تأبين للراحل.

الناقدة ليلى أحمد تتوسط طالبات النقد ود. سعداء الدعاس

 وشكر جميع الحضور، الكاتب طالب الرفاعي، لإقامته هذه الأمسية، لأنها أول أمسية تأبين له في الدولة.

حديث طويل تنقل ما بين قلبه الطيب، ومواقفه الصادقة مع الناس، ولم تتوقف الأمسية عند هذا الحد فحسب، بل أصبح المكان الذي أقيمت فيه الأمسية (بيت الرفاعي)، كأنه (زوارة عائلية)، يتاح فيها للجميع الحديث عن المواقف، والتعبير عن مشاعر الحب الذي يتملكها، والذكريات البريئة والجميلة والخفيفة على القلب، بعيداً عن أصحاب النفوس السوداء، حيث امتلأت القاعة بالأرواح الرحبة، التي تعطي مجالاً للجميع من كبار في السن وشباب، لم يترفعوا، بل تساموا بأخلاقهم وتواضعهم الذي يُدَرَّس، وزينت بروح د. شروق الصوان حرم الأديب طالب الرفاعي، التي كانت تتنقل بين الضيوف، بروحها الطيبة الكريمة.

الشاعر أحمد الشرقاوي يتوسط علاء الجابر، د. سعداء الدعاس، وطلبة وخريجي النقد حصة الحمدان وشيخة الحبيب، بدر الأستاد، ويوسف العصفور.

يوم أمس لم ولن أنساه طوال حياتي، حيث انتهيت صباحاً من اختبار مشروع التخرج، ثم في المساء، أخذتني د. سعداء الدعاس بمصاحبة زوجها الكاتب والناقد علاء الجابر، ذي القلب الكبير، الذي من خلال كلماته الأبوية اللطيفة، المساهمة في غرس شعور الفرح والبهجة والثقة في النفس، ولا أنسَ تحفيزاته الصدوقة والواضحة لي بالاستمرار دون الاستماع للطاقات السلبية.

طالب الرفاعي بين د. يوسف السريع، ونجم الغريب

لا أعلم كيف أعبر عن مشاعر الفرح التي غمرتني، وأنا أقف بين الكبار من الملحنين والشعراء والشخصيات الإعلامية، التي غُرِست في قلوبهم سمات التواضع وتشجيع الشباب، حيث شجعوني كثيراً بعد كلمة بسيطة مني، عبرت فيها عن حبي للفنان الراحل عبد الكريم عبد القادر، الذي حتى وهو في قبره، جمع الناس على الحب والخير، كما كانت سيرته الخيّرة بيننا، وكان سبباً في كتابة أول مقال لي بعنوان (عبد الكريم عبد القادر سنظل نسأل: وينك)، والذي حصل على عدد كبير من القراءات، وها هو الفنان الراحل يصبح محور ثاني مقال لي على صفحات مجلة (نقد x نقد).

الحمدان متحدثة

ختاماً: سأبقى أعبر عن حبي للصوت الجريح، ولإنجازاته الجميلة، وأغنياته الممزوجة بمشاعر الحب والفخر والامتنان، للإنسان والوطن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ طالبة في قسم النقد والأدب المسرحي ــ الكويت

 

 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى