محمد الشحات: ما أسباب انخفاض إيرادات الأفلام المصرية؟
محمد الشحات★
تعاني السينما المصرية منذ سنوات من أزمة إيرادات، حيث انخفضت أعداد الجمهور، والإيرادات بشكل كبير، وتتضح أسباب هذه الأزمة بوضوح، حيث تشكل العديد من العوامل التحديات الكبرى، التي تواجه الصناعة السينمائية في مصر.
تأتي أبرز هذه العوامل في بعض المخرجين، الذين يفتقرون إلى المهارات، والجهد الكافي لإنتاج أفلام ذات جودة عالية، وتقديم قصص مثيرة وملهمة، وبالتالي فالجمهور يأبى التخلي عن الأفلام الأجنبية، ذات الإنتاج المتميز، والجودة العالية، والتي تعرض بشكلٍ دائم في دور العرض.
ليس افتقاد الجودة في الأفلام عاملاً لابتعاد الجمهور عن دور العرض، ولكن مستوى الأسعار المرتفع المتعلق بتكلفة تذاكر الدخول، وأسعار المشروبات، والوجبات الخفيفة، كما أن البنية التحتية للدور العرض، غالباً ما تكون ضعيفة، وتفتقر إلى الراحة، والمرونة التي تفيد الزائرين.
علاوة على ذلك، تواجه السينما المصرية تحدياً آخر في شكل الإقبال المتزايد على التقنيات الحديثة، مثل منصات البث الإلكتروني، وتطبيقات الهاتف المحمول، التي تسمح بمشاهدة الأفلام في أي وقت، ومن أي مكان بالنسبة للمستخدمين، وبالتالي يصبح الجمهور غير محتاج للوقوف في طوابير، لشراء تذاكر الدخول، ولا إلى اتباع جداول زمنية محددة لزيارة دور العرض.
تؤثر جميع العوامل المذكورة على السينما المصرية سلباً، وقد تكون هذه الأزمة، أحد العوامل الرئيسية في تراجع تطور الصناعة السينمائية المصرية، وتعكس تحديات من أجل حفظ مكانتها كواحدة من الأهم في المنطقة، ولكي تتجاوز هذه الأزمات، تحتاج السينما المصرية إلى التكيف مع التحديات، عن طريق السعي نحو إنتاج أفلام ذات جودة عالية من حيث السيناريو والتقنيات، والعمل على توفير المرافق الحديثة، وبالتالي استعادة ثقة الجمهور في دور العرض، للعودة إلى المكانة السابقة للسينما المصرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
★ كاتب ــ مصــر
