مشاركات شبابية

محمد القلاف: الشهادات المزورة في الدراما المحلية

محمد علي القلاف

الفن رسالة تتحدث عن أفعال الإنسان، سواء بالسلب، أو الايجاب، بالحزن أو الفرح، وتحاكي أفكاره، وتبين إبداعه، فهو كذلك مرآة عاكسة لحياته.

عندما قرأت تصريحاً بصحيفة القبس بتاريخ 29 أكتوبر 2019 لعضو مجلس الشورى السعودي السابق موفق الرويلي، صاحب أكبر حملة لمحاربة الشهادات المزورة، والوهمية على شبكات التواصل الاجتماعي، يدعو فيه دول الخليج، إلى الاقتداء بالكويت في سن تشريعات، لتجريم الشهادات غير المعادلة.

غلاف نص مسرحية الكويت 2000

تذكرت استشراف المستقبل في الدراما الكويتية، كمسرحية كويت 2000، حول الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وفي مسلسل (الدكتور) عام 1979، لحياة الفهد، وجاسم النبهان، وخالد العبيد، وعبدالعزيز الحداد، وغيرهم، حيث تناول ذلك المسلسل، قضية الشهادات المزورة، عندما قامت حياة الفهد، وهي الأم المثقفة والمتعلمة بمحاولة إقناع ابنها، لاستكمال الدراسات العليا لكي يصبح دكتوراً تفتخر به، وتكون له وجاهة عند المجتمع، لكن الابن رفض قبول طلبها رفضاً تاماً، مما اضطرها بأن ترسل أحد موظفي الشركة عندها ــ وهو جاسم النبهان ــ ببعثة دراسية مدفوعة التكاليف، وعند حصوله عليها، تقوم بتزوير الشهادة على أنها لابنها.

على الرغم من أن المسلسل كان يحمل عدة ثيمات، وهي الصراع ما بين الأبناء والوالدين في اختلاف النظرة للتخصص، فمن جهة، ترى الأم أن يحصل ابنها على شهادة الدكتوراه، بينما يريد الابن دراسة التخصص الذي يعجبه، فيحدث الصراع بينهما، وهذا الأمر مازال موجوداً إلى يومنا هذا، والصراع مازال مستمراً بين الرغبة والوجاهة، أما الثيمة الثانية: وهي مسألة طغيان المادة في حياة الأسرة لتصبح همهم مع الجاه والانتقال، إلى طبقة عالية وليست متوسطة أو متدنية، والثيمة الثالثة: وهي الأساس لمقالنا مسألة (الغش والتزوير).

مشهد من المسلسل الكويتي الإخطبوط

ففي مسلسل آخر وهو (الأخطبوط) الذي عرض عام 2004، من إخراج البيلي أحمد، وتأليف زهير الدجيلي، بمشاركة العديد من الفنانين وهم: غانم الصالح، وأحمد جوهر، وجاسم النبهان، وأسمهان توفيق، وإيمان محمد علي، وعبد الإمام عبد الله، وغيرهم.

نجد ان إحدى الثيمات، كانت تزوير الشهادة، الذي جسده الممثل القدير أحمد جوهر بشخصية (ناهي)، حيث تقوم الشخصية بتزوير شهادة الدكتوراه، ويصبح دكتوراً بالتزوير، فيمارس الغش والخداع، مستغلاً شهادته المزورة، في السيطرة على البيت، أو خارجه، وعلاقته مع الشركاء.

مشهد من المسلسل الكويتي الدكتور

من هنا نجد أن الدراما قامت بدورها في توعية المجتمع والمسؤولين، لخطورة هذه القضية، وهي الشهادات المزورة، وكيف كان للدراما دور في استشراف المستقبل، خاصة بعد توسع هذه الظاهرة، واختلاط الحابل بالنابل، بين من حصل عليها بجهده وتعبه، وبالطرق القانونية، ومن حصل عليها بطريق الغش والتزوير، وبالطرق غير المشروعة، ومنها كتابة الآخرين للرسائل، لبعض حاملي الشهادات.

ومع استفحال تلك الظاهرة، وتأثيرها سلباً على المجتمع، أعتقد أنه حان الوقت، ليقوم الكُتَّاب والمؤلفون بتسليط الضوء أكثر على هذه الظاهرة، ومناقشتها، سواء بالمسلسلات، أو المسرحيات، فهذه القضية من إحدى القضايا المهمة، التي تعاني منها المؤسسات، والبلد، وبالمقابل على الجهات المعنية، مواصلة محاربة هذه الآفة، والقضاء عليها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأختتم أيضاً من نفس اللقاء، إشادة عضو مجلس الشورى السعودي السابق موفق الرويلي بالإجراءات، التي اتخذتها وزارة التعليم العالي خلال العامين الماضيين، تجاه ضبط جودة التعليم، قائلاً: أتابع الملف منذ سنوات، ولاحظت صرامة وشجاعة في فتح هذا الملف، داعياً في الوقت نفسه، إلى مزيد من الجهود، لمحاربة هذه الآفة، التي أصبحت مشتركة بين دول الخليج، وتهدد مستقبل التعليم في هذه الدول.

ـــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى