فجر صباح: “أبرا كدابرا”.. أكثر من عرض مسرحي
فجر صباح★
عودنا بدر الشعيبي في السنوات الأخيرة على تقديم ما هو مختلف ومتميز، في الوقت ذاته لن يقتصر على كونه مسرحاً، بل أكبر من ذلك، وهذا بالضبط ما حدث في “أبرا كدابرا”، فقد قدَّم عرضاً متكاملاً وإبداعاً بشل رائع.
ولكن السؤال، هل ما قدّم يسمى “مسرحية”؟، من وجهة نظري الخاصة بأن مسمى مسرحية، سوف يظلم ما يقدم من جهة، ويُحبط المتفرج الذي أتى من أجل أن يشاهد مسرحية لا أكثر. على الرغم من أن تعريف المسرحية هو: وجود شخص يمثل أمام جمهور، ولو كان شخصاً واحداً.
فما حدث في ” أبرا كدابرا” أكثر من ذلك بكثير، بداية من التناغم الذي سطرَّه المخرج في تشكيلة ممثليه طوال المسرحية، دون أن يسقط الإيقاع، مطعماً في الكثير من التقنيات مثل الشاشات، التي توزعت بشكل ذكي، والمؤثرات التي خدمت سير العرض، والإضاءة التي كانت مُوَظّفَة بطريقة جميلة وذكية، وزاد العرض اِبهاراً وجمالاً تصميم الأزياء، وتنفيذها بطريقة تناسب المحتوى، وتُبرِزُ المضمون، الذي قدم على شكل أغانٍ متنوعة ورائعة، ولكن ارتفاع صوت الموسيقا سبَّب ضياع بعض الكلمات، وأرى أن مشكلة الصوت موجودة في أكثر المسرحيات، وعلى مَرِّ السنين، وأعتقد أنها مشكلة مسرح، لا مخرج، أما الديكور، فعلى الرغم من عدم وجوده إلا أنه كان حاضراً بلوحات ذكية، تتعاون مع الإضاءة، والشاشات، والموسيقى، والمشهد نفسه.
ووجود المقاطع على الشاشات كان مفاجأة جميلة، وإبداعاً أضاف كوميديا لطيفة، مثل ما أبدع المخرج في اختيار أدوار الممثلين، على الرغم من عددهم الكبير، الذي لو نقص لن يؤثر، إلا أن لكل ممثل مساحته، التي احترمت عمله ودوره، مثل الفنان يعقوب عبد الله، وذكر مسيرته، وربطها بفكرة العرض، التي تمحورت حول افتقار وجود مكان لتقديم الإبداع، فعلى الرغم من أهمية الفكرة، إلا أنها كانت تناسب مسرح الكبار أكثر من مسرح الطفل.
وأخيراً على الرغم من اختلاف الكثير، مع تأكيد شركة ترند في كل مسرحيه، بأنها الأقوى إلا أنني أراها فكرة إعلانية جيدة، مثلها مثل الإعلانات المدفوعة في الأعمال التلفزيونية، ولكن بطريقة أكثر ذكاء وجاذبية.
فالمسرحية في الشكل العام مسرحية مميزة ومتكاملة من جميع العناصر المتناسقة مع بعضها، ولكنها عرض غنائي حركي يحمل في طياته الكثير من الرسائل القيمة، التي تتمحور حول الشغف والإبداع والطموح، إلا أن مشكلة الصوت كانت عائقاً امام إيصالها، وصوت الموسيقى العالي أضاع الكلمات، والمشكلة الأهم، أن تلك الرسائل القيمة لن تصل إلى وعي الأطفال الذين اقتصر حضورهم على مشاهدة نجومهم المفضلين، والاستمتاع في “الشو” الذي يجعلهم متفاعلين بشكل مستمر دون إدراك لقيم، أو غرس مفاهيم تدوم معهم إلى مواسم مقبلة.
ــــــــــــــــــــــــــ
★ كاتبة ــ الكويــت