★محمد علي القلاف
على الرغم من أهمية الموسيقى، وتحليلها، إلّا أن بعض النقاد، إذا ما قلنا أكثرهم، وأنا واحد منهم، ممن يجهلون ، أو يبتعدون عن تحليل الموسيقى في نقدهم لأي عمل مسرحي، وهذا يدُّل على نقص في معرفة، وأهمية الموسيقى، في الأعمال الدرامية.
فالموسيقى تُستعمل عادة في عملية الإخراج، سواء كانت مؤلفة خصيصاً للمسرحية، أو كانت مستعارة من مواد موسيقية موجودة سابقًا، أو كانت تشكل عملًا ذاتياً مستقلًا، أم لا وجود لها، إلا كمرجع في الإخراج.
تُستخدم الموسيقى عادة، في البدايات والنهايات، وفي الفواصل، أو في الأوبرا، فاللحن الموسيقي يعتبر جزءًا من النص والعرض المسرحي، فهي تعكس الصورة والمعنى، الذي يريد الكاتب أو المخرج إيصاله للجمهور ، فكثيرون الموسيقيين الذين شاركوا موسيقاهم في أعمال المسرحيين مثل: بيتهوفن مع غوته، وماندلسون مع شكسبير.
ويُعتبر التحليل مُهمًا، في الساحة الفنية والثقافية، كالفنون المسرحية، فلها دلالات، ومعانٍ، وعمق معرفي في كتابة النص، أو عرضها من المخرج، ولكنها بعيدة كل البعد، عند النقاد المختصين، والكتّاب المهتمين بالمسرح، الذين نادرًا ما يهتمون بها .
في إحدى المحاضرات، حين كنت طالبًا، سألتنا د.”سعداء الدعاس” ( أستاذة النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية): «لماذا في تحليلاتنا، لا نتطرق إلى تحليل الموسيقى، في النصوص التي نقرأها؟»
فكانت الإجابة، أنها ليست مهمة، هنا قامت بإعطائنا عدة أمثلة، على أهمية الموسيقى، ودورها في العرض المسرحي .
و إذا ما رجعنا للتاريخ، نجد نماذج كثيرة ممن ساهمت في ألحانها بالمسرحيات، فمثلاً لحن (في قصر ملك الجبال) التي قام بتأليفها وتلحينها الموسيقار النرويجي إيدفارد هاغيروبن، وكانت جزءاً لمسرحية هنريك إبسن (بير جينت).من هنا يتبين لنا أهمية كبيرة للموسيقى، وتحليلها لكي يعرف القارئ، ماهي الغاية من الفكرة المسرحية بشكل متكامل، فهذا يتطلب من الناقد والكاتب المهتم، أن تكون لهما ذائقة موسيقية، ويعرف الملحنين، وأسباب تأليفهم، لهذه المعزوفات، ودلالاتها ومعانيها.
من هنا يتبين لنا أهمية كبيرة للموسيقى، وتحليلها لكي يعرف القارئ، ماهي الغاية من الفكرة المسرحية بشكل متكامل، فهذا يتطلب من الناقد والكاتب المهتم، أن تكون لهما ذائقة موسيقية، ويعرف الملحنين، وأسباب تأليفهم، لهذه المعزوفات، ودلالاتها ومعانيها.
★ناقد- الكويت.