رأي

حصة الحمدان: عبد اللطيف البناي.. حلمي الذي تحقق !

حصة الحمدان ★

لحظات ستبقى في ذاكرتي إلى الأبد، وستظل صفحاتها خالده في كل الأعوام.. لا أملك الكلمات الكافيه للتعبير عن السعادة التي تملكت روحي وعقلي؛ وكأن الحياة تبتسم لي بأصوات عصافيرها الرقيقة؛ التي تُناديني لكي استمتع بكل ثانية من تحقيق الأمنية؛ التي كنت أنتظرها منذ تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أكثر من عام؛ حيث لا أنسى ما قالته لي د.سعداء الدعاس عندما منحتني الأمل بكلماتها؛ التي جعلت طيور قلبي تفيض بالحُب حين عاهدتني بقولها: “إن شاء الله يا رب الله يقدرني، وأحقق لك الأشياء اللي تحبينها”.. وقد كانت صادقة بكلماتها التي شعرت؛ وكأنها تهديني باقة من الورود تثلج القلب وتبهجه، ولا أعلم كيف أعبر عن مشاعر الامتنان؛ ولكن كل ما أدركه الآن بأنها بالفعل حققت لي إحدى أمنيات الطفولة.. الأمنية التي كبرت معها، واستطعت أن أعبر عن جزء منها عبر كتابتي لرسالة تخرجي؛ والتي تناولت فيها إبداع الشاعر”عبداللطيف البناي”.

واليوم اكتمل الجزء الثاني من القصة الجميلة، وتحقق الحلم بنهاية سعيدة من خلال لقاء بالأستاذ الكبير “عبداللطيف البناي”، ومجالسته والاستمتاع بحديث الشاعر؛ الذي علمني معاني الحُب والفخر والاعتزاز من جميع النواحي.. والكاتب الغنائي الذي لوّن طفولتي بألوان السرور عبر كلماته الغنائية، سواء في مسرح الطفل الغنائي ،أو الأغاني الوطنية، والعاطفية؛ التي رسخت في ذاكرتي إلى اليوم.

كان لقاء الشاعر “عبداللطيف البناي” من أثمن المواقف التي حصلت معي، والتي لن ولم أنساها طوال حياتي، فهي بصمة فخر بالنسبة لي، ممتدة من لحظة الفخر الكبرى حين كتبت موضوع التخرج عن شاعر الكلمة الكويتية.. وسعادتي خلال لقائي به، وإهدائه رسالة التخرج، التي أعتبرها من أحبِّ، وأهم إنجازاتي إلى قلبي؛ حيث كانت فترة كتابتي للرسالة من أمتع فترات حياتي، وكل سطر منها يعني لي الكثير.

شعور السعادة تملَّكَ فؤادي؛ عندما شاهدت عَلَماً من أعلام وطني الكويت.. بل قامة من قامات الشعر الكويتي والخليجي.. والذي أحفظ كل كلماته عن الأوبريتات، والأشعار الغنائية.. كوني أعشق هذا الفن كشجرة نبتت في روحي، وظللت أسقيها طوال طفولتي إلى أن كبرت، وكبرت  الشجرة؛ لتصبح جزءاً لا يتجزء من شخصيتي.. وأثناء الزيارة الجميلة؛ كنت أصغي بسعادة لحديثه عن فن الغناء، وعندما تطرَّق لأغاني الفنان الراحل “عبدالكريم عبدالقادر” بدأت الابتسامة ترتسم على وجهي المغرم بالصوت الجريح، والشاعر المفضل لدي “عبداللطيف البناي”.
ولا أنسى ذلك الترحيب الحار والنقي والعفوي من قِبَل زوجته الفاضلة؛ التي أدخلت البهجة والفرح إلى أعماق قلبي خلال ضحكاتها الحنونة، والتي تمنيت أن يطول حديثها المفعم بالإيجابية.

في ختام هذا المقال لا توجد كلمات تترجم مشاعر الشكر والامتنان للشاعر الكبير “عبداللطيف البناي” لاستضافته لنا، وأشكر من أعماق قلبي أ.”علاء الجابر” الذي لم يفوِّت هذه الفرصة العظيمة بالنسبة لي؛ حيث كان سبباً في هذه الدعوة .
ختاماً هناك بيت شعر غنائي أردده دائماً، ويعبِّر عن مشاعري تجاه لقائي بالشاعر المفضل لدَي، والذي اختتم به المقال: (هلا بـالطيب الغالي … عزيز وشوفتك منوة)


★ ناقدة ـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى