سينمامشاركات شبابية

محمد فهمي:87 يومًا من الألم السينما المصرية ترصد النضال الفلسطيني.

محمد فهمي ★
منذ أيام قليلة وَدَّعْنا عام 2023، ومع نهاية كل عام، نتذكر مراحل الصعود والهبوط في حياتنا الشخصية، والذكريات التي ستُخَلَّدُ في ذاكرتنا، ونُمَنِّيْ أنفسنا في العام الجديد، ببداية مبشرة، ومغامرة نحو مستقبل مشرق، وإنجاز أهداف جديدة، قبل الغرق في دوَّامة الحياة، التي لن تنتهي.
اِستعددنا لقضاء يوم رأس السنة، مع عائلاتنا وأصدقائنا، فهناك الكثير من الأمور الترفيهية، التي جهزناها لقضاء تلك الليلة المميزة، وانحصر دورنا فيها في توجيه المتابعين لمشاهدة أهم الأفلام الرائجة، وكذلك دور العرض والمسارح، لقضاء يوم لا مثيل له.

ولكن في هذا العام، عجز كثير مِنّا عن تلك الأمور، وكحال العرب جميعاً الآن، فنحن جميعاً في حالة انشغال بما يحدث لأشقائنا في فلسطين الحبيبة، ونتابع ما يحدث لحظة بلحظة، ونُمَنِّيْ أنفسنا بانتهاء تلك الإبادة الجماعية، وعودة الأرض لأصحابها.
في تلك اللحظة خطرت ببالنا الأفلام، التي خَلَّدت فلسطين في السينما المصرية، فتذكرنا العديد من الأفلام، التي رصدت نضال الشعب الفلسطيني، منذ زمن بعيد، وحتى الآن كالتالي:

فيلم(الله معنا) 1955
عرض في 14 نوفمبر 1955، وهو من إخراج أحمد بدرخان واشترك في تأليفه مع إحسان عبد القدوس، ومن بطولة فاتن حمامة، وعماد حمدي، ومحمود المليجي، وماجدة، ويناقش الفيلم الفترة، التي أعلن فيها قيام الكيان الصهيوني (إسرائيل) عام 1948، ويستعد الجيش المصري لدخول فلسطين لمحاربتهم، ويُستدعَى عددٌ من المواطنين، للانضمام إلى الجيش المصري، ويستعرض الفيلم، بسالة اليوزباشي/ النقيب أحمد جمال “عماد حمدي”، والذي رفض الإعفاء من أجل الذهاب للحرب، ومُنع الفيلم رقابياً لمدة عامين، إلى أن طلب إحسان عبد القدوس من الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” إرجاء الوقف إلى ما بعد المشاهدة، وكما ذكرت مجلة روزاليوسف عام 1955، أن الرئيس وافق على عرض الفيلم، وأيضاً حضر العرض الأول له.


فيلم (أرض السلام) (1957)
أرض السلام فيلم حربي درامي مصري من إنتاج عام 1957، ومن إخراج كمال الشيخ، وقصة حلمي حليم، وسيناريو وحوار علي الزرقاني، واللهجة المستخدمة في الفيلم هي اللهجة الفلسطينية، ويتخذ من فلسطين مكاناً للأحداث، ويصور حياة المناضلين من أجل الحرية، الذين يحاولون تحرير بلادهم من سيطرة الإسرائيليين.


فيلم (الناصر صلاح الدين) (1963)
للمخرج يوسف شاهين، من إنتاج عام 1963، قصة يوسف السباعي، ومعالجة عز الدين ذو الفقار، ومحمد عبد الجواد، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، وقام بالبطولة : أحمد مظهر ، وصلاح ذو الفقار، وحمدي غيث، ونادية لطفي، وليلى فوزي، وآخرون، يناقش الفيلم فترة من حياة القائد صلاح الدين الأيوبي، وهي فترة الحروب الصليبية، ومحاولة صلاح الدين إثبات أن القدس أرض عربية، ومكان مُقدَّس للمسلمين، وتَرَشَّحَ الفيلم للعديد من الجوائز، ودخل ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وخُلِّدت الجملة الأبرز في الفيلم على لسان أحمد مظهر، الذي قام بدور صلاح الدين “أورشليم أرض عربية”.


فيلم (ناجي العلي) (1992)
فيلم سيرة ذاتية، مصري فلسطيني من إنتاج عام 1992، ومن إخراج عاطف الطيب، وتأليف بشير الديك، بطولة نور الشريف، يتناول حياة فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، منذ طفولته، ونزوحه مع أسرته إلى لبنان، وعمله في الكويت، ثم اغتياله في لندن عام 1987.


فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) (1998)
فيلم مصري من إخراج سعيد حامد، وتأليف مدحت العدل، وعلى الرغم أن الفيلم لا يناقش بشكل رئيسي القضية الفلسطينية، ولكنه سلط الضوء على حالنا هذه الأيام عندما شعر شاب مصري، بالمعاناة التي يَمُرُّ بها أهالي فلسطين، وعَبَّر عن استيائه بحرق العلم الإسرائيلي، داخل الجامعة الأمريكية.


فيلم (همام في امستردام) (1999)
فيلم مصري من إنتاج 1999، من إخراج سعيد حامد، وتأليف مدحت العدل، الفيلم أيضاً لم يناقش القضية الفلسطينية بشكل مباشر، ولكن سلط الضوء على الصراع العربي الإسرائيلي، على لسان محمد هنيدي، والفنان أيمن الشيوي.


فيلم (أصحاب ولا بيزنس) (2001)
فيلم من إنتاج 2001، وإخراج علي ادريس وتأليف مدحت العدل، يناقش الفيلم التحول الذي طرأ على كريم “مصطفى قمر” من مذيع ترفيهي، لايهتم سوى بالمسابقات السخيفة، لمذيع يرصد عملية استشهادية، لأحد معجبيه في فلسطين، وعرضها على القناة، فينقلب حال كريم، وتتوالى الأحداث.

فيلم السفارة في العمارة (2005)

فيلم كوميدي سياسي ساخ من إنتاج عام 2005، ومن تأليف يوسف معاطي وإخراج عمرو عرفة، فمن يتجرأ على طرد السفارة الإسرائيلية من عمارة مصرية غير الزعيم عادل إمام، حيث يؤدي دور شريف المهندس المستهتر المتعدد العلاقات النسائية الذي يعود إلى مصر بعد 25 عامًا قضاها في الإمارات ليتفاجأ بوجود السفارة الإسرائيلية في الشقة المقابلة لشقته، ومهما حاول شريف التكيف والتأقلم مع الأوضاع الجديدة، كان صوت عروبته أقوى بكثير إلى أن يصرخ في وجه ممثلي الإحتلال بعد أن رأت عيناه استشهاد “إياد” ابن صديقه فتشتعل القضية بداخله مرة أخرى.

وفي بداية عام جديد نتمنى أن لا ننسى ما يدور حولنا، فمازالت الإبادة مستمرة، ولا يَسعنا سوى الدعاء، لأهالينا في غزة، سائلين المولى عزَّ وجَلَّ أن يزيح الغمة وتعود الأرض لأصحابها.


خريج قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى