إذاعة وتليفزيون

شيماء مصطفى: كيف تسلل تامر حسني إلى قلوب الأطفال؟

شيماء مصطفى ★
في عام 2007 قدَّم لنا استوديو عرين، مسلسل الرسوم المتحركة (سنوحي)، وبدعابة من “سنوحي”  مصحوبة بلزمة “تامر حسني” الشهيرة (هو ده) ورد تامر بدعابة أكبر ( عملتها قبلك يا حلو)، ثم قول سنوحي بلغة معاصرة :«بصوتك الحلو ده، وألحانك الشيك عايزينك تعمل لنا التتر بتاعنا».


كان هذا الحوار السريع البداية للتتر الأشهر في عالم الرسوم المتحركة، وتميمة تامر حسني التي تسلل منها لقلوب الأطفال، ولعضوية تحكيم برنامج (ذا فويس كيدز )، وإعلانات مستشفى (57357) لعلاج سرطان الأطفال بأغنية (الموضوع فيك). ورغم مرور كل هذه السنوات، ما زال الجمهور يطلب منه في حفلاته هذه الأغنية تحديدًا، آخرها في مهرجان العلمين الأخير، ولا يقتصر الأمر على طلب الجمهور الغناء، بل يتشاركون معه.
تواجد تامر حسني في   تتر المسلسل، حقق وقتها شهرة واسعة، بهيئة كرتونية مع سنوحي وحابي وتتي شري وأقرانهم مرددًا معهم:  “عن طيبة الجنة الكون غنى.. والكل بيتعلم منا.. أفكارنا حياتنا وتفانينا والعالم كله يغني لنا..”


لم يكن التتر فقط شفرة نجاح مسلسل سنوحي، بل أيضًا تكافىء الأقران الثلاثة في التفكير ( سنوحي، حابي، تتي شري)،  فتفوق (سنوحي) على (بكار)، فلم يكن مثاليًا واعظًا كما كان بكار يفعل مع أقرانه كحسونة ودائرته المقربة، بل طفلًا طبيعيًّا  يُصيب ويخطأ، ولم يكن وحده الآمر الناهي الممسك بزمام الأمور رغم أن العمل يحمل اسمه، وجاءت كلمات التتر لتدعم مضمون العمل وتتسق معه وتؤكد أن الترفيه للصغار حق، وأن الشقاوة أمر طبيعي:
«رغم شقاوتي وصغر سني، ولا حد في يوم زعل مني، بفرح وألعب بس بذاكر، وبحب صحابي ومدرستي، وبلدنا الحلو نغني لها»

إضافةً إلى القدرة على توظيف الأسماء وربطها بالتاريخ والأدب المصري القديم، فقصة سنوحي (المعروفة أيضًا باسم سا نهت) واحدة من أفضل أعمال الأدب المصري القديم،  ورغم الجدل المستمر بين علماء المصريات حول ما إذا كانت القصة مبنية على أحداث فعلية تتعلق بفرد يدعى سنوحي، إلا أن أغلبية الآراء ترجح أنه عمل خيالي؛ نظرًا للطبيعة العالمية للمواضيع التي تم طرحها في سنوحي.

أما حابي، حابى (أو حعبي) ، واحد من أبناء حورس الأربعة في الديانة المصرية القديمة ، وهو في الأدب الجنائزي كحامٍ لعرش أوزوريس في العالم الآخر،  يصور عادةً بجسد محنط ملفوف باللفائف، وحامي الرئتين، وسواء كان حابي إله النيل والنماء والعطاء أو حامي الرئتين، فإن حابي الكرتوني الصغير لا يقل عطاء عن حابي جده الإله، فلا يكل ولا يمل من إجراء التجارب العلمية في معمله الصغير، ورغم فشل معظمها فهو مثابر.
وبخصوص تتي شري.. فهو الاسم نفسه للملكة ” تتي شري”  التي تنتسب إلى أسرة من عامة الشعب لوالدين هما “ثننا و”نفرو” وكانت تلقب بالأم الملكية، وهي أول ملكة ترتدي تاج النسر  الذي جعل مكانتها مكملة للملك سقنن رع تاعا الأول زوجها الذي منحها إياه، وقد قام حفيدها أحمس الأول طارد الهكسوس  بعمل لوحة تذكارية لها من الحجر الجيرى في أبيدوس تخليدًا لذكراها.
فشكل الثلاثي ثلاثية الدين، والعلم، والسلطة الأنثوية لدى المصريين القدماء، وربما  تكون تلك الثلاثية المقدسة شفرة نجاح العمل إلى الآن نظرًا للتيمن والتبرك بهذه الأسماء، فشكل التتر أيقونة النجاح للعمل ولتامر حسني إلى يومنا هذا.


ناقدةمصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى