مشاركات شبابيةموسيقي

شهد إبراهيم :”روح الروح” أغنية من القلب ..لأهالي غزة.

شهد إبراهيم
” روح الروح” هي الأغنية الجديدة التي طرحها فريق (مسار إجباري)، على اليوتيوب والمنصات الموسيقية المختلفة مؤخرًا في الثامن عشر من ديسمبر الجاري، دعمًا للقضية الفلسطينية، وتضامنًا مع أهالي قطاع غزة، ونشر الفريق صورة لبوستر الأغنية عبر حسابه، عبارة عن طفلة صغيرة، بوجهها جروح وإصابات ناتجة عن القصف، وخلفها بقايا مدينة مدمرة ، والطفلة ملفوفة بغطاء وحولها ورود حمراء دلالةً عن استشهاها.
وكان فريق (مسار إجباري) قد قدَّم حفلًا غنائيًّا في( ساقية الصاوي) في الخامس عشر من شهر ديسمبر الجاري، وحمل شعار”أنا موجود من أجل غزة”، مستلهمين هذا الاسم من أغنيتهم الشهيرة “أنا موجود لسة قادر على الصمود” التي قُرر إعادة تقديمها بشكلٍ مميز؛ إهداءً للشعب الفلسطيني الصامد، حيث قدموا أغنية “روح الروح” لأول مرة في هذه الحفلة، والأغنية من كلمات آمار مصطفى، وألحان هاني الدقاق، وتوزيع (مسار إجبارى) .


حكاياتٌ من غزة.
عنوان الأغنية (روح الروح)، مستوحى من العبارة الشهيرة لجد الطفلة الفلسطينية الشهيدة “ريم” التي لم يتعد عمرها أربع سنوات، الجد الذي بكى وأبكى معه العالم جميعًا متأثرًا بتوديعه لحفيدته وهو يحتضنها ويلعب معها، ويفتح عينيها ويقبلها، وكأنه يريد أن يوقظها من موتها، وعندما أدرك أنها أسلمت روحها إلى بارئها، ودعها بابتسامة، ولم يجد إلا كلمات “روح الروح” ليعبر عن حبه لحفيدته ويودعها.

بموسيقى مؤثرة معبرة عن الأحداث غير المستقرة التي تعاني منها فلسطين، تبدأ الاغنية، لتبدأ بكلمات” احنا صحاب الأرض احنا السكان الأصليين…وجذور بتمد لعاشر جد بتهتف فلسطين” تلك الكلمات التي تعبر عن انتماء الشعب الفلسطيني لهذه الأرض ، وأنهم أصحابها، وعلينا جميعًا ألا ننسى ذلك أو نتغافل عنه، وأن نذكره دائمًا : في الأغاني، والأفلام، وجميع الفنون؛ لتوعية الأجيال الجديدة القادمة بالأحداث حتى يكونوا داعمين للقضية أيضًا، ليس فقط مشاهد قصفهم واستشهادهم التي نراها يوميًّا هي التي ستجعلنا نتضامن معهم، بل أيضًا لو وضع أحدٌ منكم نفسه في هذه الدائرة، مكان هؤلاء الأشخاص، وبالأخص الأمهات و الآباء الذين يودعون أبنائهم فور ولادتهم، قبل أن يعيشوا معهم ويخلقون ذكريات لهم.
“ياروح الروح…ياحتة من الجنة على الأرض”
الطفلة ريم وجميع الأطفال الذين استشهدوا في تلك الحرب التي لا تفرق بين الأطفال والكبار ، ولا يتعاطفون فيها مع المناظر التي نراها يوميًّا وفي كل لحظة لأطفال مدمرين نتيجة القصف، أو أطفال يرتعدون خوفًا من أصوات القصف والنيران والهدم، هم قطع من جنة الله تعالى على الأرض، لله حكمة في وجودهم وفي استشهادهم.
انتظر فريق (مسار إجباري) كل ذلك الوقت، ليفاجئنا بعدها بأغنية تعبر بشكل مؤثر جدًّا عن فلسطين والأطفال بشكلٍ خاص، والكلمات سهلة وبسيطة الفهم على جميع الفئات العمرية، كل ذلك مع إحساس (هاني الدقاق) المتقارب في طبقة صوته مع الموسيقى خالقًا بذلك جوًا مؤثرًا في المستمع.
وكانت الموسيقى في نهاية الأغنية بإيقاع بطيء نوعًا ما لخلق حالة من التأثير في المستمع والوقوف أمام الكلمات ليرى كم هم أبطال، يرددون دائمًا أننا لن نترك لكم أرضنا، واختُتمت الأغنية بتلك الكلمات التي تجعلنا ننظر لشجاعة هؤلاء الأطفال، وأن نتعلم منهم، ” أنا طفل اتعلم منه العالم أنه يعيش”
ومع جملة هذا الطفل الصامدة نبقى نكرر أن القضية الفلسطينية ما زالت عالقة، وأن جميعنا يجب ألا نمل عن الحديث عنها ودعمها، والتضامن معها، حتى يأتي صباح اليوم الذي نجد فيه فلسطين وقد تحررت وعادت إلى أهلها.


★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى