مسرح

محمد القلاف: أين هم كُتَّاب مسرح الطفل والعائلة عن الأدب العربي ؟!

محمد القلاف★
يعتبر المسرح مُهمًا للأطفال، وإن العالم عليه أن يضع رؤية جديدة، لكي يساعد الصغار، وفئة الشباب، على تخيُّل عوالم جديدة، ويمكنهم التفكير، وطرح أمور كثيرة مختلفة، فالأطفال عندما يذهبون للمسرح، فهم متسامحون، ومتعاطفون، ولديهم قدرة كبيرة على الخيال الواسع، بسبب القراءة والتعلُّم، والمرح، سواء بالمدرسة، أو المنزل.
المسرح هو بيت لهذا الطفل؛ بل مكان للتربية، وتهذيب النفس، وكسب الأخلاق، واحترام الآخرين بالجلوس بهدوء، فبحضوره للمسرحية، يتعلم الكثير منها بشرط أن تكون المسرحية جاذبة، ومسلية له، وإلا أصبح ملولاً، ولا ينتبه لها، وأغلب هذه المسرحيات، تقوم على الغناء، لكي يتفاعل معها هذا الطفل، أو الشاب.


في الغرب نجد اهتمامًا كبيرًا بمسرح الطفل والعائلة.
إنهم يستفيدون من إرثهم الأدبي، والتاريخي، وتوظيفه في نصوصهم المعدة من هذا الإرث، مثل ملاحم الإغريق (الإلياذة والأوديسا)، والرومان (الإنياذة)، والفرس (الشهنامة)، والهند (مهابهاراتا)، وبلاد الرافدين (جلجامش) وغير ذلك من ملاحم الشعوب، لقد اهتم مسرح الطفل والعائلة عندهم، في تراثهم وأساطيرهم، والفانتازيا.

أما في الوطن العربي، وبالأخص الخليج -من وجهة نظري- لدينا من التراث الأدبي، الكثير مما يمكن الاستفادة منه، في الإعداد والاقتباس والتوظيف في المسرح، سواء المسرح المدرسي، أو العام، على سبيل المثال: (كِتاب ألف ليلة وليلة) الذي يهتم بالحكايات، والطرائف، ونوادر الفكاهيات، ويقال إن فولتير قال عن الكِتاب: إنني لم أُزَاوِلْ فَنَّ القصص إلَّا بعد أن قرأتُ ألف ليلة وليلة أربع عشرة مَرَّة. أما (كتاب حي بن يقظان) فهو يعتبر من أهمها الذي يتحدث عن الإنسان، ذلك الكائن المجهول، الذي يبحث عن الحكمة، وأصل الوجود، بمعنى يحمل طابعًا فلسفيًّا، وأخيرًا (كتاب كليلة ودمنة) أخذ طابع الخير والشر، وهو أيضاً، يحمل روح القصص الخيالية الفلسفية، تدور أحداثها عن الحكمة والأخلاق.


من هنا يمكن للكُتّاب، الاستفادة منها، وتقوية الأطفال والشباب، على التمكُّن من اللغة وتعلُّمها، بصورة غير مباشرة، وكذلك اكتساب، وتعلُّم الحِكَمة والأخلاق، والروحانيات، والفلسفة في نفس الوقت، ما بين الممثلين والحضور من الجمهور.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى