سينمامشاركات شبابية

محمد القلاف: الحُسين في عيون الدراما المصرية

محمد علي القلاف★

تناقش الدراما سواء بالمسرح أو المسلسلات والأفلام وغيرها،  العديد من المواضيع، بتنوع مجالات الحياة، والمجتمعات تنتظر إنتاجها، لمعرفة كل جديد يطرح بالساحة، سواء للمتعة، أو الحكمة والموعظة.

ولطالما كانت القضايا الدينية حاضرة في الدراما، سواء في البلدان العربية أو الخليجية،  فهي عنصر مهم للمشاهد والمتابع، أن يتعرف على القصص، والحكايات، والأحداث التاريخية، وأهميتها في معرفة الحقيقة من جهة، والارتقاء الروحي من جهة أخرى، ولعلنا نتذكر فيلم الرسالة، الذي أخذ حيزاً كبيراً بين الجمهور، خلال فترة عرضه.

وأما الحضارة الإنسانية العريقة في جمهورية مصر الحبيبة، التي تتميز بالسماحة الدينية، وتتعدد فيها المذاهب، فقد كانت سباقة بالفن والدراما، في تناول ثقافات الآخرين.

لنأخذ نموذج سيدنا الحسين بن علي، ونحن للتو أنهينا شهر محرم، لنسلط الضوء على شخصية الحسين، وأهمية معرفته هو، وأهل بيت النبوة، من خلال تواجده في الدراما الفنية، ومنها، فيلم “بين القصرين”، سنة ١٩٦٤، ومسلسل “بين القصرين”، سنة ١٩٨٧، والعملان من ثلاثية نجيب محفوظ

 آمال زايد في الفيلم  لها في دورها، ارتباط بهذه الشخصية في حبها للحسين، عندما قالت: “سيدنا الحسين دعاني قمت لَبِّيت، وأنا راجعه المقدر حصل”، أما في المسلسل الذي أبدعت فيه الفنانة الراحلة هدى سلطان، وتذكر ارتباط العمل بهذه الشخصية حين طلبت من ابنها أن يتوضأ ويصلي ركعتين في مسجد الحسين، حتى ينزع الهم والغم والنكد، وكذلك إشارت إلى زيارة الحسين لها في المنام، ثم طلبت منهم أنها تريد زيارته.

أو في فيلم “قنديل أم هاشم”، للكاتب يحيى حقي، والذي أخرجه كمال عطية، وقام ببطولته شكري سرحان، لاننسى دور عقيلة بني هاشم، زينب بنت علي فيه، حيث نجد ارتباطاً وثيقاً مع أم هاشم، المقصود فيها (السيدة زينب) خاصة في البقعة الجغرافية للمكان، وهو حي السيدة زينب، الذي كان أبطال الفيلم يعيشون فيه، كانت المشاهد المتفاوته،  تبين أخذ البركة منها، والابتهال عندها.

ما سردناه في مقالنا هذا هو بيان مكانتهم في قلوب المجتمعات، وكيف تغوص في أغوار النفس، لترجع لفطرتها السليمة، والعفوية في المشاهدن دون الخوض في تفاصيل الشخصية التاريخية، مما يؤدي إلى رسوخها في قلب المشاهد أكثر، لأنها قدمت تلك الشخصيات  بطبيعتها، دون تكلف، مما جعلها تدخل القلب بسهولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقـد ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى