حصة الحمدان: عبد الكريم عبد القادر.. سنظل نسأل: “وينك”؟!
حصة علي الحمدان★
رحيله ترك غصة في القلب، لا يعرف أثرها إلا من بكى مع (جمر الوداع)، ومن بانت عليه ملامح البسمة مع (أحبك).. وأغاني كثيرة لم أعشقها فحسب، بل أغرمت بها.
اليوم يصمت ذلك الذي كثيرا ما كان ينادي (أجر الصوت)، ويعم السكون المكان، ليبدأ (صدى صوتك) يتردد بين ضجيج الناس التي تبكي بأنين.
على الرغم من صغر سني، إلا أنني همتُ بتلك الأغاني وأبحرتُ بعيداً بكلماتها، لا أعلم ما هو شعوري في هذه اللحظة، ولكن أعلم بأن (وداعية) يا آخر ليلة تجمعنا أصبحت حقيقة تعكس صوت الوطن والصوت الجريح الفنان عبد الكريم عبدالقادر الذي لطالما ضحكت وبكيت بقوة إحساسه الغنائي الشجي، فدروب المحطة أطفأت الآن أنوارها، ومشاعري توقفت عند استفسار (شخبارك)؟ ومنذ هذه الثانية عم الصمت في شوارع الأغنية والعالم بأكمله، والسؤال الأول والأخير (وينك)؟.
حكايات غنائية بدأت ما بين التساؤل، وما بين كلمات عاطفية، تقفل كتابها اليوم، وصفحاتها تتألم من الإنكسار.. تسقط من قافيتها دمعة مفجوعة.
جفت الدموع في (عيون البشر)، وأصبح (مكانه الخالي) ذاكرة وطن وشعب، لتظل مخلدة في دهاليز سفينة الذكريات.
رحل من كان للأغنية حياة، وأخذ معه (مشتريه)، و(محال)، حيث نشأت الأغنية الكويتيه بمثله، واليوم (وطن النهار) تفقد أعظم رموزها، وتبكي بقدر ما بكى الشعب عند الاستماع لكلمات أغانيه .. فـــ (حبيب الوطن) بات في قلب وطنه ذلك الماضي الجميل الذي يفتخر به جيل بعد جيل.
اليوم مات رجل من أعظم المطربين الذين أنجبتهم الأغنية الكويتية، بعد أن أمتعنا بأغنيات عديدة من أبرزها: وطن النهار، مشترية، وداعية، آه يالأسمر، محال، رد الزيارة، شخبارك، أجر الصوت.
(آخر كلام)، ستبقى كلماته وسيظل صوته في قلوب محبيه ذكرى عطرة لن تنطفيء أنوارها، حيث ستشعلها الأجيال القادمة بالاستماع لإنجازاته العظيمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ طالبة في قسم النقد والأدب المسرحي ــ الكويت