موسيقي

ريم ياسين: كيف أعادت دينا الوديدي ” بيبة” في ثوبها الجديد ؟

ريم ياسين ★

اهتم كثير من الفنانين في الآونة الأخيرة بإعادة إحياء الموسيقى والأغاني سواء من الزمن الجميل أو من المعروفة في التراث المصري، وذلك كان من خلال توظيفها في أعمال درامية مثل : مسلسل حالة خاصة و فرقة المصريين أو مسلسل ريفو وأغنية ياما سوا، ولا ننسى فئة المغنيين من الشباب بألحان جديدة لكلمات أغانٍ  مر عليها الزمان بما يتماشى مع الزمن الحالي، ولكن أن تطرح أغنية بيبة من فيلم عرق البلح في ثوب معاصر فهذا ما يشكل محور التلاقي بين الشباب والتراث الأصيل، وهذا الإبداع الفني قد قامت به الفنانة دينا الوديدي.

ليس بجديد

تتمتع دينا الوديدي بصوت قوي وظهر ذلك من خلال أغانيها و حضورها الفعال على خشبة المسرح، فحين أطلت علينا بأغنية بيبة، كان ماضيها حافلًا بإعادة التراث مثل غنائها للسيرة الهلالية أو اختيارها للأغاني التي تناقش في محتواها قضايا اجتماعية وعربية مثل العرس أو حزن الجنوب وأيضًا أغنية الحرام، فهي أيضًا مجرد مشاركة بصوتها و إنما تضع لمساتها في الألحان بما يجعلها فريدة من نوعها، كما تركز على نوع الآلات المستخدمة في أغانيها لإبراز ذلك الجانب من الطرب المصري مع بعض تقنيات حديثة تتناسب مع الذوق الشبابي الحديث ، وهكذا تكون الوديدي تصنع تاريخها وتوظف خبراتها مع الاعتزاز بالحس الغنائي الأصيل.

ما وراء الاختيار

سبب اختيار الوديدي للأغنية نابع من حبها للفيلم ولكلمات الأغنية، فكما هو معروف فإن المخرج رضوان الكاشف طلب أغنية من الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ليس لها معنى و لكن كلماتها كانت كلها معاني، لذلك لجأ إلى أغاني والدته الست فاطمة الحراجي و قدمها للمخرج دون أن يضيف عليها أي تغيير ، عدا ما أضافته الألحان، وهذا ما أثار مشاعر الوديدي وقرارها في إعادة استخدام تلك الكلمات وإضافتها للآلات العصرية عليها مطعمًا بذلك الصوت النابع من الأعماق لتقدمها للجمهور بذلك الشكل المبدع.

ماذا نستفيد؟

ماذا نستفيد بعد إعادة الأغنية إذن ؟ من وجهة نظرنا فإننا في حاجة شديدة لذلك النوع من الإعادة ففي ظل الانفتاح للعصر الحالي، انتشرت مجموعة من الأغاني والأصوات المحلية التي لا تملك الموهبة أو الدراسة التي تؤهلها ان تكون ذات ذوق موسيقي، بل مجرد أصوات صاخبة تتبع مجرد كلمات على نفس الوزن، وأما مضمونها فليس فيه هدف أو رسالة موجهة أو حتى كلمات مؤثرة، رغم أن مصر دولة عربية معروفة بذوقها الموسيقي على مر الزمان، فهناك السيدة أم كلثوم و عبد الحليم و وردة كلها أسماء عريقة تنجذب لها الأذن و تعرف ألحانها من أول جملة ، وتحمل رسالة موجهة سواء للعاطفة أو تعبر عن قيم المواطنة والجمال ، مما يدعونا لتشجيع مثل هذه الأغاني الأصيلة ودعم هؤلاء الفنانين الذين يقدمونها، من أجل رفع الذوق الموسيقي مرة أخرى، و توجيه هذه العقول الصغيرة ناحية أغانٍ عريقة كانت و ما زالت مؤثرة، وإعادة الاهتمام بالموسيقى الراقية ثانية، الاهتمام بتعريف الجيل الحالي بالأسماء الفنية الأصيلة والملحنين الكبار أمثال: بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب والموجي والسنباطي والطويل وآخرين تميزوا وحفروا ألحانهم في آذاننا، وكان لهم بصمتهم في تاريخ الفن المصري الأصيل.


★ طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي ـ جامعة عين شمس ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى