سينما

محمد القلاف: كيف فضح ” 19 ب” العمق الإنساني ؟

محمد القلاف ★

يدور الفيلم حول  قصة واقعية لرجل مسن حارس عمارة مهجورة في إحدى أحياء مصر (القاهرة)، استمر في عمله كونه حارس لهذا العقار إلى أن أصبح متهالك غير صالح للسكن وصار مكاناً للكلاب والقطط فتكفل بتربيتهم والاعتناء بهم.

لديه أولاد تركوه ، وقد تزوجت وذهب إلى منزل آخر وبدأت في لقاء والدها في العمارة كل مرة لتطمئن عليه، فكانت تهتم به وتخاف عليه من شباب الحي (السيئين) الذين يتاجرون في السجائر والمشروبات الكحولية ولهم سوابق ومنهم من دخل السجن، لذا كان يواجه الحارس صراع داخلي من مخاوف وماضيه المؤلم بعدما رحل صاحب العقار وفقد الملاك لها.

 يناقش الفيلم قضايا مهمة منها إهمال المؤسسات للأحياء في هذه المناطق التي تعتبر مهملة، وأيضاً المتسولين من أمور مخدرة ومسكرة وغيرها، بل حتى ناقش أصحاب العمارات وورثتها وترك العاملين فيها من حراس البنايات، والأهم علاقة الأبناء ووالديهم من تفكك أو تركهم دون رعاية، ومسألة حقوق الحيوان كون حارس البناية يربيهم ويعتني بهم بمشاركة الدكتورة التي كانت تساعده في بيعها لمن يريدها وعدم قتلها أو تركها تلوث في الشوارع.

ورغم أن الفيلم قصير وخفيف إلا أن فيه عمق إنساني، وإن لم تكن نهايته بالمستوى المطلوب والقوة في تقبل المتلقي على الرغم من الكاتب والمخرج جعلا الخاتمة طبيعية ومنطقية، لكنهم لم يقنعا المشاهد بطريقة القتل والتخلص من الشر الذي ساد في الحي أي منطقة، كان يفترض أن تكون النهاية أفضل وبطريقة درامية مقنعة، وهو من تأليف وإخراج أحمد عبد الله السيد ، وبطولة سيد رجب وناهد السباعي ، وأحمد خالد صالح.

الشخصيات في الفيلم كان لها دور كبير في إبراز عمق القصة، خاصة وأن كل شخصية كان الدور مناسب لها ، فمثلاً الممثل المعروف في أدوار المسرح التجريبي والحر سيد رجب تميز في دوره الرائع، فقد ذكرنا بالممثل العالمي مورغن فريمان فهما متقاربان في الشكل والأداء، أما أحمد خالد صالح الذي جسد الشخصية النرجسية والسيكوباتي في الفيلم وبعض الافلام الأخرى ، فنجده يتقن هذا المجال الذي يعتبر ملعبه .

وأخيراً الممثلة ناهد السباعي حفيدة الراحل فريد شوقي وابنة المخرج مدحت السباعي أي هي من بيت فني معروف ، فقد جسدت دور المرأة الصلبة والتي لا تهاب أحد موضحة حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع.


★ناقدـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى