يوسف العصفور: في الذكرى الأولى لوفاته..هل غنى عبد الكريم عبد القادر لفلسطين ؟
يوسف جمال العصفور ★
ونحن اليوم على أعتاب الذكرى الأولى لوفاة مطرب الكويت المبدع ( الصوت الجريح ) عبد الكريم عبد القادر الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 12 مايو من العام 2023.
عندما كان يعمل الفنان عبد الكريم عبد القادر على أغنية أو ألبوم كان المتعارف عليه، بأن تكون أغنياته باللهجة الكويتية الدارجة ، وهذا ما تميزت به معظم أغانيه تقريبًا كونه مهتمًا بأن يأخذ هذا النهج في أغنياته، ومن الطبيعي أن تكون هناك استثناءات مثل أغنية “عصفورةٌ ووردة” وهي من كلمات يعقوب السبيعي وألحان يوسف المهنا وتم إنتاجها عام 1987، والتي تقترب من روح أغاني الأطفال الدينية حيث كانت باللغة العربية الفصحى، وأيضًا مثل بداياته مع الملحن عبد الرحمن البعيجان فقد أخذ الطابع الشرقي.
خدعوك …معمر القذافي!
إلى أن وصل إلى أغنية ” خدعوك ” والتي من خلالها كسر هذه القاعدة الذي كان يتبعها، ونعتقد من وجهة نظرنا بأن هذه الأغنية حالة استثنائية في تاريخ عبد الكريم عبد القادر كونها باللغة العربية الفصحى وتتميز بطابع سياسي مبطن، والقصيدة من كلمات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وألحان الملحن الكويتي المعروف أنور عبد الله ، وتم إنتاجها عام 1998.
لنحلل كلماتها
كما هو معروف بأن الشعر يُحس ولا يُفسر، لكننا سنحاول تفسير هذه الأغنية وتحليلها كمحاولة منا للوصول إلى معانيها المبطنة.
في بداية الأغنية مقطع ” وكل أوصاف الجمال وحلاوة الرحيق التي رشفوها.. خدعوك بها فصدقت أنت فهم لم يصدقوها ” يلفت انتباهنا هذا المقطع من الأغنية، حيث هذا البيت من القصيدة لم يكتب عبثًا، ونعتقد في رأينا الخاص أن هذه الاغنية كانت عن اسرائيل حيث تصف بأن إسرائيل ما هي إلا مجرد خدعة افتعلتها دول العالم الأول ورغم افتعالها من قبلهم إلا أنهم أنفسهم لم يصدقوها!
” أرآيت ألوان الطيفِ التي انقشعت .. كرباب صيف فما وجدوها” في هذا المقطع كان يصف ماذا فعل الكيان الغاصب عندما دخل فلسطين، وبعدها كان يصف جمعيات حقوق الإنسان التي كانت ولا زالت في سبات عميق عن هذا المشهد الدامي عندما قال ” وأين الشفقُ والغسقُ وبينهما .. قطع الظلام كخيمةٍ نصبوها ” .
“ألا ترى الصور العجيبة والمساء مع الفجر الضاحكِ قد مزقوها.. وباعوا وابتاعوا الحب مع الهواء ونصبوا لها سوقًا أسودَ وباعوها” نتصور بأنه هنا كان يصف حال الشعب الفلسطيني قبل وبعد الاحتلال، الذي أصبح سلعة تم بيعها.
سوق المزاد
وفي ختام هذه الأغنية كان له نظرة مستقبلية للدول التي تريد أن توقع اتفاقية سلام مع الكيان الغاصب ووصفهم بأن سوف يتم الاستغناء عنهم في أي طارئ عندما قال ” كن راهبًا أو ناسكًا في خلوةٍ أو فلاء .. أحرى وأفضل من سلعة في سوق المزاد العلني عرضوها” نتصور أنه كان يقصد من خلال هذا المقطع بأن يجب التمسك بالمواقف السابقة وإلا سوف يتم بيعها مثل ما حدث مع فلسطين.
درس في الإنسانية
في النهاية قدم الفنان الراحل عبد الكريم عبد القادر أغنية رمزية رائعة يصف بها حال إخواننا في فلسطين، ويؤكد بالضرورة على موقفه تجاه القضية الفلسطينية، وليس بالضرورة بأن يقدم رسالة مباشرة ، لكن عبد الكريم عبد القادر قدّم لنا درس في الإنسانية، وذلك عندما كسر القاعدة الذي يتبعها كي تصل تلك الرسالة وهذا أمر يُحسب له .
★ناقد-الكويت.