بيان مقبل: الأعمال التركية المعربة بين متعة المشاهدة وتراجع الدراما العربية!
![](https://i0.wp.com/naqd-x-naqd.com/wp-content/uploads/2024/05/4826476-358274478.jpg?fit=620%2C350&ssl=1)
![](https://i0.wp.com/naqd-x-naqd.com/wp-content/uploads/2024/05/17154248837811658210456192595730.jpg?resize=150%2C150&ssl=1)
بيان مقبل★
على الرغم من الانتشار الكبير واجتياح المسلسلات التركية المعربة في عالمنا العربي، والتي تعتبر متعة كبيرة للمتلقي ، فهي تنتقص من مكانة الدراما العربية العريقة التي اعتدنا على جماليتها ورسالتها البنّاءة .
![](https://i0.wp.com/naqd-x-naqd.com/wp-content/uploads/2024/05/2022_5_14_19_53_53_955994348262408753764.jpg?resize=772%2C434&ssl=1)
فمنذ فترة طويلة جداً ، غزت الدراما التركية محطاتنا الفضائية، من خلال عرض المسلسل التركي سنوات الضياع والمسلسل التركي نور ، واللذانِ حصدا على النجاح الهائل في عالمنا العربي ، وتأثر المتلقيين بشخصيات أبطال هذه المسلسلات ، ومن ثم توالت ظهور الأعمال التركية من أفلام ومسلسلات عملاً تلو الآخر ، وللأسف في هذه الأثناء تراجعت الدراما العربية تراجعاً هائلاً وملحوظاً ، مما سبب تراجعها تأثيراً سلبياً على المتلقي من خلال تأثره وتمثله واحتفائه بهذه الأعمال ومعتقداتها المنافية لمجتمعنا العربي من عدّة جهات مختلفة .
![](https://i0.wp.com/naqd-x-naqd.com/wp-content/uploads/2024/05/315x420_b9923c51e7b43661e2223b4c1ebc2a8ccba0509a0f61e8356dfbab8720e807791040340213763683710.jpg?resize=315%2C420&ssl=1)
ومن بعد ظهور الأعمال التركية لسنوات عديدة على محطاتنا العربية ، شعر المتلقي بالفتور والملل من تكرار السيناريوهات التي تعرضها هذه الأعمال في كل عملٍ ، ( الحب ، الغرام ، الانتقام ) ،
إلى أن تلاشت الأعمال التركية من فضائياتنا العربية لفترة ليست بقصيرة ، من ثم ظهرت مرةً أخرى ، ولكنها هذه المرة بنكهة مختلفة وجديدة تسمى بالدراما التركية المعرَبة .
فبداية من مسلسل ( عروس بيروت ) النسخة المعربة من المسلسل التركي (عروس اسطنبول ) ، إلى مسلسل ( ستيليتو ) النسخة المعربة من المسلسل التركي ( جرائم صغيرة ) ، إلى مسلسل ( الثمن ) النسخة المعربة من المسلسل التركي ( ويبقى الحب ) ، إلى مسلسل ( كريستال ) النسخة المعرّبة من المسلسل التركي ( حرب الورود ) وصولاً إلى مسلسل ( لعبة الحب ) النسخة المعرّبة من المسلسل التركي ( حب للإيجار ) وغيرها الكثير من الأعمال التركية المعربة التي لم يتم ذكرها في هذا المقال .
![](https://i0.wp.com/naqd-x-naqd.com/wp-content/uploads/2024/05/D8B9D8B1D988D8B3_D8A8D98AD8B1D988D8AA7359568839218280598.jpg?resize=285%2C400&ssl=1)
سنطرح سؤالاً مهماً جداً وهو إن كانت هذه الأعمال متعة ورفاهية للمتلقي ، هل كثرتها ستنتقص بالفعل من مكانة الدراما العربية ؟
بكل تواضع الإجابة هي نعم ، بالتأكيد ستنتقص منها وستنتقص من احترام عقلية المشاهد أيضاً رغم حبه الشديد لهذا النوع والكم والكيف لهذه الأعمال .
فانتقاصها من مكانة الدراما العربية سيكون من خلال التركيز على عرض المسلسلات التركية المعربة طوال العام ، فتعرض هذه المسلسلات لكل عملٍ لها ٩٠ حلقة ، أي ما يقارب ٣ أشهر ونصف ، وبعد انتهاء إحداها يبدأ عرض مسلسلاً تركياً معرّباً آخر يحمل أيضاً ٩٠ حلقة أخرى ، فبهذه الحالة فقط ، يتم ببساطة شديدة تهميش الدراما العربية وعرضها فقط في شهر رمضان المبارك .
فمنذ زمن كانت الدراما العربية تمتلك من الحضور الطاغي مالا تمتلكه أنواع الدراما الأخرى لما فيها من القيم والمبادئ التي تحترم عين المشاهد وعقليته ، ولكن بعد عرض الأعمال التركية المعرّبة ، ساءت حالة الدراما وأصبح التقليد الأعمى للدراما التركية والهندية والغربية ، هي الحل الأمثل لاستقطاب المشاهدين والربح من خلال زيادة المشاهدات من خلال محطاتنا الفضائية العربية ، أما أعمالنا العربية فأصبحت تعرض فقط على المنصات ، كمنصة شاهد ، منصة watch it وغيرها .
هل يا ترى ستعود الدراما العربية محتلة عرشها الدرامي كما اعتدنا ؟ أم ستبقى مهمشة وبعيدة ، ومتواجدة فقط في شهر رمضان المبارك ؟!
نترك لكم الإجابة ..
★كاتبة-الأردن.