إذاعة وتليفزيون

بيان مقبل: الأعمال التركية المعربة بين متعة المشاهدة وتراجع الدراما العربية!

بيان مقبل★

على الرغم من الانتشار الكبير واجتياح المسلسلات التركية المعربة في عالمنا العربي، والتي تعتبر متعة كبيرة للمتلقي ، فهي تنتقص من مكانة الدراما العربية العريقة التي اعتدنا على جماليتها ورسالتها البنّاءة .



فمنذ فترة طويلة جداً ، غزت الدراما التركية محطاتنا الفضائية، من خلال عرض المسلسل التركي سنوات الضياع والمسلسل التركي  نور ، واللذانِ  حصدا على النجاح الهائل في عالمنا العربي ، وتأثر المتلقيين بشخصيات أبطال هذه المسلسلات ، ومن ثم توالت ظهور الأعمال التركية من أفلام ومسلسلات عملاً تلو الآخر ، وللأسف في  هذه الأثناء تراجعت الدراما العربية تراجعاً هائلاً وملحوظاً  ، مما سبب تراجعها تأثيراً سلبياً على المتلقي من خلال تأثره وتمثله واحتفائه بهذه الأعمال ومعتقداتها المنافية لمجتمعنا العربي من عدّة جهات مختلفة .



ومن بعد ظهور الأعمال التركية لسنوات عديدة على محطاتنا العربية ، شعر المتلقي بالفتور والملل من تكرار السيناريوهات التي تعرضها هذه الأعمال في كل عملٍ ، ( الحب ، الغرام ، الانتقام ) ،
إلى أن تلاشت الأعمال التركية من فضائياتنا العربية لفترة ليست بقصيرة ، من ثم ظهرت مرةً أخرى ، ولكنها هذه المرة بنكهة مختلفة وجديدة تسمى بالدراما التركية المعرَبة  .

فبداية من مسلسل ( عروس بيروت ) النسخة المعربة من المسلسل التركي (عروس اسطنبول ) ، إلى مسلسل ( ستيليتو ) النسخة المعربة من المسلسل التركي ( جرائم صغيرة ) ، إلى مسلسل ( الثمن ) النسخة المعربة من المسلسل التركي ( ويبقى الحب ) ، إلى مسلسل ( كريستال ) النسخة المعرّبة من المسلسل التركي ( حرب الورود ) وصولاً إلى مسلسل ( لعبة الحب ) النسخة المعرّبة من المسلسل التركي ( حب للإيجار ) وغيرها الكثير من الأعمال التركية المعربة التي لم يتم ذكرها في هذا المقال .


سنطرح سؤالاً مهماً جداً وهو إن كانت هذه الأعمال متعة ورفاهية للمتلقي ، هل كثرتها ستنتقص بالفعل من مكانة الدراما العربية ؟

بكل تواضع  الإجابة هي نعم ، بالتأكيد ستنتقص منها وستنتقص من احترام عقلية المشاهد أيضاً رغم حبه الشديد لهذا النوع والكم والكيف لهذه الأعمال .

فانتقاصها من مكانة الدراما العربية سيكون من خلال التركيز على عرض المسلسلات التركية المعربة طوال العام ، فتعرض هذه المسلسلات لكل عملٍ لها  ٩٠ حلقة ، أي ما يقارب ٣ أشهر ونصف  ، وبعد انتهاء إحداها يبدأ عرض مسلسلاً تركياً معرّباً آخر يحمل أيضاً ٩٠ حلقة أخرى ، فبهذه الحالة فقط ، يتم ببساطة شديدة تهميش الدراما العربية وعرضها فقط في شهر رمضان المبارك .

فمنذ زمن كانت الدراما العربية تمتلك من الحضور الطاغي مالا تمتلكه أنواع الدراما الأخرى لما فيها من القيم والمبادئ التي تحترم عين المشاهد وعقليته ، ولكن بعد عرض الأعمال التركية المعرّبة ، ساءت حالة الدراما وأصبح التقليد الأعمى للدراما التركية والهندية والغربية ، هي الحل الأمثل لاستقطاب المشاهدين والربح من خلال زيادة المشاهدات من خلال محطاتنا الفضائية العربية  ، أما أعمالنا العربية فأصبحت تعرض فقط على المنصات ، كمنصة شاهد ، منصة watch it وغيرها .

هل يا ترى ستعود الدراما العربية محتلة عرشها الدرامي كما اعتدنا ؟ أم ستبقى مهمشة وبعيدة ، ومتواجدة فقط في شهر رمضان المبارك ؟!

نترك لكم الإجابة ..


★كاتبة-الأردن.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى