سينمامشاركات شبابية

محمد فهمي: ومنتخب مصر على أبواب كأس الأمم الإفريقية.. ما رسائل أهل السينما لأهل الكرة ؟!

محمد فهمي ★
أيام قليلة تفصلنا عن خوض كأس الأمم الإفريقية 2024، والتي تستضيفها كوت ديفوار، خلال الفترة من 13 يناير الجاري، وحتى 11 فبراير المقبل، بمشاركة 24 منتخباً، من ضمنها 5 منتخبات عربية.

ومع اقتراب البطولة، تزداد الأحاديث والأقاويل بين دعم ونقد للاعبين، وبالأخص لاعبي منتخباتنا العربية، التي تسعى جماهيرها بكل الطرق لحسم اللقب.

ولا شك أن كرة القدم هي المتنفس الأول لجماهيرنا، فما من مقهى، أو منزل يخلو من الحديث عن كرة القدم، وتقديم النصائح لللاعبين المميزين و المقصرين، لذا دعونا نَغُصْ في عالم كرة القدم، بعيون السينما المصرية.
رسائل أهل السينما، لأهل الكرة

أونكل زيزو حبيبي .. محتاجة قلب فارس
يتعامل الجمهور المصري، مع لاعبي المنتخب على أنهم أبطال، ورموز، وقدوة، فهم يريدون دوماً رؤية أحد عشر بطلاً داخل الميدان وخارجه، وعلى اللاعبين إدراك ذلك تماماً، كما فعل زيزو “محمد صبحي” إنه البطل والقدوة في عيون “سمير” ابن أخته، فقرَّر التخلي عن الضعف والخوف، اللذين كانا يملآ قلبه، والحصول على حبوب الشجاعة، التي جعلت منه سوبر مان حقيقي.
الزعيم لن تأتي دون التضحية
ومن غيره يلقي الدروس بدون عبارات رنانة أو ادعاءات كاذبة، ففي عام 1980 حينما جسد الزعيم (عادل إمام ) دور “زيكو” لاعب الأهلي المشهور، في رحلة لاعب كرة قدم ناجح، ومقبل على الحياة الزوجية، ولكن في نفس توقيت تألقه، كان والده يسير على نهج مغاير تماماً، ملئ بالعلاقات النسائية والعربدة، فيقرِّر “زيكو” مطاردة والده قبل الوقوع في الهاوية، وقدَّم مصلحة العائلة على مصلحته، كما نتمنى أن يحدث من لاعبينا، بتقديم مصلحة المنتخب، على تحقيق إنجازات فردية، وكذلك دوره في فيلم الحريف مع فردوس عبد الحميد.

4-2-4 وغريب في بيتي .. حجة مزيفة
لا أحد ينكر أن المنتخب الوطني لديه باع كبير في البطولات القارية، ودائماً ما نتذكر أهم لحظاتها، التي كادت أن تقطع أنفاسنا، ولكن هناك بطولة يتمنى الشعب المصري أن تُمحى من ذاكرته، وهي بطولة الأمم الإفريقية 2019، والتي أقيمت في مصر، وودَّع فيها المنتخب المصري البطولة من الدور ال 16 ، وسط ذهول من الجمهور المصري والعربي، وكعادة السينما المصرية في الريادة، كشفت عن الأسباب منذ عقود، ولكن بصبغة كوميدية من خلال فيلمي “4-2-4″، و”غريب في بيتي”، فكلاهما يرصد حب الشعب المصري الزائد لكرة القدم، وتألق اللاعبين القادمين من القرى والنجوع، وتحوُّل اللاعب بعد الشهرة من رجل مصري بسيط، إلى رجل أعمال، تنهال عليه الفتيات والهدايا، وتكون حجة انخفاض مستوى اللاعبين، هوالضغط الجماهيري الزائد عن الحد، لكن مع مرور الوقت، كشفت السينما المصرية زيف هذه الحجة.

الزمهلاوية .. المنتخب أولًا
على مدار عقود من التنافس بين قطبي الكرة المصرية، اِزداد التعصب الكروي غير المقبول، بين جمهور كلا الفريقين، عالج “الزمهلاوية” تلك المشكلة بإطار مختلف، بتتبع مراحل التعصب داخل وخارج المدرجات، وفي النهاية جعل المشاهد يقف بعقلانية، لتهدئة الأوضاع، ووضع التنافس خلال مجريات المباراة فقط، والتكاتف من أجل المصلحة العامة.


العالمي.. الحلم يمكن أن يصبح حقيقة
من مِنّا كان يصدق أن هناك لاعب كرة قدم مصري، يسير على وتيرة عظيمة من إنجازات غير مسبوقة، ونجاحات فردية وجماعية، داخل مصر، وحتى الاحتراف الخارجي، كما فعل يوسف الشريف “مالك” في “العالمي” عندما آمن بنفسه، ومنتخب بلاده، وأنهى عقدة المصريين بالوصول لكأس العالم، لكنها بعد ذلك أصبحت كوميكسات على مواقع التواصل الإجتماعي، أن يوسف الشريف تَمَكّن من تحقيق حلم المصريين، ولاعبونا يعجزون عن ذلك، ولكن بعد 9 أعوام فقط من عرض الفيلم، تَمَكّن الملك المصري “محمد صلاح” بتحويل الحلم إلى حقيقة، وآمن بحلمه، وحلم الملايين من المصريين.


كابتن مصر.. لا مجال لليأس
من الطبيعي أن يكون مشوار منتخبنا صعباً، ويواجه الكثير من العثرات والنكبات، ولكن كعادة المصري، يعود ويقف على قدميه مستنداً على نفسه، وعلى مَنْ حوله، ويُواجِه الخطر مهما كانت العقوبات، فلا يوجد أصعب من التعرض لحكم بالسجن لمدة 3 سنوات، على لاعب في مقتبل مستقبله الكروي، ليقرر محمد إمام “كونجو” أن يشكل فريق كرة قدم خلف الأسوار، ويواجه فريقاً من الخارج، ويجلب النصر لفرقته، ويُعْلِي من شأن وطنه، حتى وإن كان هو ومن معه مساجين، فهم في النهاية مصريون.

في النهاية، لا يسعنا سوى تقديم الدعم المعنوي والنفسي، لممثلي منتخب بلادنا، ونتمنى أن يوفقهم الله، ونحن نحثهم على جلب النجمة الثامنة الغائبة، منذ 14 عام بإذن الله تعالى.


خريج قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى