ميرولا رضا: رسائلٌ..تهدد حياة أبطال “ما تيجي نشوف”؟!
★ميرولا رضا
في السنوات الأخيرة، عُرضت أعمال درامية كثيرة، مُحَوَّلةً عن نص روائي، واعتمدت بشكلٍ كبير على نجاح الرواية، أو اسم الكاتب، و آخر هذه الأعمال، رواية ” ٥٥ مشكلة حب”، تأليف ( د. مصطفى محمود ) ١٩٦٦ ، والتي تحمل اسم (ما تيجي نشوف ) ، وهي ثاني حكايات المسلسل، وهي مكونة من عشر حلقات ، المسلسل من إخراج، (محمد حمدي الخبيري)، وتأليف ( عمرو محمود ياسين ) ، وقد تصدَّر المسلسل تريند محرك البحث جوجل، ومواقع التواصل الِاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية ، وذلك بعد عرض أولى حلقات العمل، وحققت نجاحاً كبيراً ، المسلسل من بطولة: (هنا شيحة ، وطارق صبري ، ونهي عابدين ، وأحمد جمال سعيد ، وإسلام جمال ، ونبيل عيسى ، وملك قورة ، وراندا عبد السلام)، وهي قصة شبابية مكونة من أربعة شباب، وثلاث فتيات، وهذا ما يطلبه المشاهدون، مما يجعل حلقات المسلسل، تشهد العديد من الأحداث التشويقية ، حيث يجعل الأحداث تحمل أسئلة كثيرة ، تُزيد الناس فضولاً، وتجعلهم يترقبون معرفة الحقيقة.
الحب مادة جيدة للذكر:
بدأت حكاية المسلسل بتسجيل صوتي، بصوت مؤلفه الدكتور “مصطفى محمود”، كإهداء لروحه، يقول فيه:
نجاح العلاقات لازم له (عنصر أخلاقي)، والعنصر الأخلاقي ده انك تقبل عيوب الآخرين، و تتنازل .. الحب بيروح وييجي .. والعواطف متقلبة بطبيعتها ، واذا كانت العلاقة شهوانية .. فالشهوة عمرها قصير .. والحب في ذاته (كعاطفة) ليس من صفاته الدوام أبداً ..”
حيث تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي تشويقي، حول ستة أشخاص تربطهم علاقة صداقة منذ زمن بعيد، ولكن لكل منهم حكاية، ومشكلة حب مختلفة، توضح أهمية الحب في حياة الإنسان، لذلك فقد جذب اهتمام المشاهدين، منذ أول حلقاته، لأنه اجتماعي، وواقعي يحكي حكاية يعيشها أغلب الناس، يتحدث عن نفس أفكارهم، وهمومهم، خاصة في الحب، كما أن أداء الفنانين في المسلسل، اِستطاع تجسيد الحالة الإنسانية، والشعورية، لدى الشخصيات الحقيقية ، أما عن الشخصية السابعة، فهي شخصية “هانيا “، والتي تجسدها الفنانة ملك قورة، والتي انضمت إلى الشلة، عن طريق مراد ، والتي تعتبر شخصية اعتادت تقديمها، بشكل كبير في معظم أعمالها ، حيث كانت فتاة متفتحة، تتميز بإطلالات لافتة، وكانت ترتدي أحدث صحيات الموضة، والمجوهرات الراقية، والتي يستعد الفنان أحمد جمال سعيد، الذي يجسد شخصية “مراد” للارتباط بها ، وهو يعمل في الخارجية ، وقرر أثناء سفرهم، أن يقوم بأخذها معه لتقوم بالتعرف على أصدقائه ، أما عن الفنان إسلام جمال، الذي يجسد دور “سيف”، والذي لعب دوراً مختلفاً، ومميزاً جداً، حيث ظهوره بين أول مشهد، والثاني يعتبر نقلة في شخصيته كبيرة، من شخص غير منضبط، إلى شخص ملتزم بعد ذهابه للعمرة، فيما رفض سيف السفر أكثر من مرة، خاصة بعد ذهابه للعمرة، وعاد كشخص آخر محافظ أكثر، ويرى وجود جميع الرجال، والسيدات في مكان واحد خطأً ، ولكنه سيسافر معهم في النهاية، فقد تمكن من تقديم ذلك بشكل متميز جداً، رغم أنها نقلة صعبة، وهو متزوج من الفنانة نهى عابدين، التي تقوم بدور”ريهام”، التي تعمل في شركة دعاية وإعلان ، وقد تميزت نهى عابدين، بالبساطة في أزيائها، وإطلالاتها غير المبالغ فيها ، أما شخصية “مريم”، التي تجسدها الفنانة هنا شيحة، وهي متزوجة من الفنان طارق صبري، الذي يجسد شخصية “سليم”، و الذي يعمل مخرج إعلانات، ولديهما طفلة ، وكانت هنا شيحة من الفنانات اللاتي نلن إعجاب الجمهور، من حيث تمثيلها، وملابسها، حيث تعتمد هنا شيحة في ملابسها على التنوع ، وتتميز هنا شيحة في إطلالاتها المميزة، سواء الكاجوال، أو الكلاسيك، فهي دائماً تنال إعجاب المتابعين بملابسها ، وهي التي ستقوم بتجميعهم في مكانٍ واحد، وتحجز فيلا في الساحل الشمالي ، أما عن “علي”، الذي يقوم بدوره الفنان نبيل عيسي، فهو شاب طائش، يعمل في بزنيس المطاعم، ومقيم في الجونة، ويتحرك منها للسفر إلى الساحل، وهو في طريقه، تحدث معاكسات مع ملك قورة، ويحاول التعرف عليها، و لكنها ترفض ، وقد برع في تقديم شخصيته، وظهر ذلك في الكثير من انفعالاته، تجاه الشخص الذي كان يحاول ابتزازه بالفيديوهات ، في حين أنهم يقضون الأيام في فيلا الساحل في توتر، وعدم استقرار، و خلافات بينهم.
و قد واجهت مريم صديقتها المقربة “نور”، التي تجسدها الفنانة راندا عبد السلام، بخيانتها مع زوجها، و التي كانت تتلون، وتخفي ذلك ، وتظهر دائماً بجانب الحب، والطيبة، والخوف عليها ، والتي حققت شهرة كبيرة، عقب ظهورها في المسلسل، إذ استطاعت أن تجذب إليها الأنظار، لإطلالتها الرقيقة، وجمالها الطبيعي، وإتقانها الأدوار التي تقوم بها، وهو ما جعل الجميع يتطلع لمعرفة معلومات عنها.
أما عن الملابس، والديكور بشكل عام، فكانوا متناسبين مع الطبقة الاجتماعية لهم ، من حيث أن الملابس عصرية ، والكومباوند الذي يعيشون فيه، كان على مستوى عالٍ ، علاوة على إيجارهم فيلا في الساحل بمبلغ ضخم جداً.
لذلك فهو أول مسلسل درامي، يُسلط الضوء على أخطاء التفكير ، و كان من الطبيعي، أن يتصدر المسلسل، قائمة الأعلى مشاهدة، خلال أيام عرضه، بالإضافة إلى أن الجمهور، متشوق لهذا النوع من الدراما، وهو توليفة نجاح تضمن دوماً، أن يتم مشاهدة العمل الدرامي، خاصة أنه مأخوذ من كتاب للكاتب د. مصطفى محمود، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في مصر، والوطن العربي.
★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -مصر.