إذاعة وتليفزيونمشاركات شبابية

بدر الأستاد: “محامية الشيطان”.. مسلسل جاذب، بأجواء غربية، وأخطاء قانونية؟!

بدر الأستاد★ 

عُرض في الآونة الأخيرة، المسلسل الكويتي “محامية الشيطان”، تأليف فاطمة العامر، وإخراج عصام عبد الحميد، بطولة هيا عبد السلام، علي كاكولي، نور الدليمي، محمد الدوسري، نوف السلطان، وسارة صلاح.

تدور الأحداث حول المحامية (لولوة) التي تدافع عن (بدر) المتهم بقتل زوجته (دلال)، حيث نجدها تصارع في سبيل الحصول على حكم البراءة لبدر، وخصوصاً بأن من يحقق في القضية الضابط يوسف، الذي تربطه علاقة قديمة بها، وهو معروف بقدراته في البحث والتحري.

منذ لحظة قراءة العنوان، نتوصل إلى الدلالة الأولى، والخاصة بمهنة البطلة/المحامية، التي تعتبر في الأساس مهنة الدفاع عن الحق، لكن ربطها بكلمة الشيطان دلالة على الأهداف الشريرة، التي تسعى إليها المحامية، عبر الدفاع عن المجرمين في بعض الأحيان، أما البعد الثاني للعنوان، فنكتشفه في الحلقة الأخيرة، حين نتوصل إلى أن المحامية ذاتها، هي الشيطان بعينه.

هيا عبد السلام

اِستطاعت الكاتبة أن تبث من خلال العنوان عنصر التشويق والإثارة، فزرعت الشكوك منذ بداية الحلقات، من خلال البحث عن القاتل عبر الأحداث، فتارة نشك بأن بدر هو القاتل، وتارة أخرى نشك بخلود صديقة الضحية، وهكذا…

كما استخدمت الكاتبة عنصراً مهماً في البحث والتحري، وهو (الإعلام والسوشيال ميديا)، وهذا ما نشاهده اليوم على أرض الواقع، فكم من جريمة وقضية غَيَّرَ الإعلام والسوشيال ميديا مسارها!؟ وكم من قضية تم إغلاقها، ثم تم كشفها من جديد عبر الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي!؟ وذلك كان واضحاً جداً في المسلسل، من خلال شخصية الفنانة (نوف السلطان)، التي كانت لديها جميع المعلومات، التي تقدمها لصديقتها لولوة، وهي التي كشفت القاتل في النهاية.

تأثر غربي

 من الواضح تأثر المسلسل، على مستوى التأليف والإخراج، بمسلسلات وأفلام هوليوود، التي لا تشبه طبيعتنا كمجتمع خليجي، بل إن التأثر كان واضحاً بأفلام بوليوود أيضاً، حتى الأزياء واللوكيشن، كانت قريبة جداً من الصورة الغربية، على مستوى الأماكن وأسلوب الحياة، فعلى سبيل المثال، جميع المشاهد، التي دارت في المخفر، وفي مكتب الضابط يوسف، لا تنتمي للأجواء الكويتية إطلاقاً، سواء على مستوى الديكور، أو آلية جلسات التحقيق، والمؤثرات الصوتية لسيارات الشرطة، رغم أن المشهد لا يحتاج للمؤثرات الصوتية، لتفسير طبيعة المكان! مما جعل هذه المشاهد، أشبه بالمسلسلات الإذاعية، التي تفسر الكلام والصورة بالصوت، وأما المَشاهد الحزينة، الممطرة، فذكرتني مباشرة بأفلام بوليوود، التي يعبر فيها الممثل عن آلامه وأحزانه، تحت زخات المطر!

تعبيرات مسطحة!

اِستخدم المخرج لقطات (الزوم) كثيراً على ملامح الممثلين، لكي يبين تعابير الوجه، ولغة الجسد، إلا أنه في الواقع كشف عبر الكاميرا سلبيات أداء الممثلين، كما في أداء شخصية لولوة، التي أدَّتها هيا عبدالسلام، حيث كانت تعبيراتها مسطحة، دون أية مشاعر، وذلك بيّن لنا أيضاً ضعف أداء علي كاكولي، فكان وجهه دون أية تعابير، فقط عيناه، التي كانت تُعَبِّر عن البراءة، وفي الواقع، لا أعلم إذا كان كاكولي قد قام برتوش تجميلية، عملت على إخفاء تعابير وجهه، أم أن ذلك ضعف في الأداء فقط..؟؟ لأن من الصعب أن تستطيع أن تحاور المتلقي عبر لغة العيون، وتعجز عن فعل ذلك من خلال بقية ملامح الوجه؟!

أما الفنانة نور الدليمي، فقد تفوقت في أدائها، رغم دورها البسيط، حيث استطاعت أن توصل مشاعرها بإحساس عالٍ من خلال تعابير وجهها، التي كانت تعكس صراعاتها الداخلية.

علي كاكولي

أحداث غير منطقية!

اِستخدم المخرج الكثير من مشاهد الفلاش باك، ومع الأسف كثرتها أدّت الى ضعف العمل، وأثارت العديد من التساؤلات، حول بعض الأحداث غير المنطقية، على سبيل المثال حين نقل بدر (علي كاكولي) جثة والده من المزرعة، وتم حرقها في السيارة، دون أن تتأثر الجثة، أو تتحلل، رغم طول المدة! كما أن من غير المنطقي أن تسلم دلال (شريحة/فلاشة) عن قتل بدر والده، دون أن يتم شرح تطور العلاقة بين دلال ولولوة، فما هو مبرر تقديم دلال تلك (الفلاشة) للولوة..؟!!

وكيف لأم دلال أن تزوج ابنتها لقاتل، كما ظهر لنا في مشهد الفلاش باك، الذي يجمع دلال بوالدتها حينما سألتها (هل يسامحنا الله إذا غلطنا؟)… الأمر الذي أثار التساؤلات حول مدى إصرار الأم على أن (بدر) هو القاتل..؟؟ فما هو دليل الأم على ذلك!؟ هل هو إحساسها فحسب!؟ رغم أن بدر يعاملها معاملة جيدة..!!

مشاهد غير مقنعة!

كان العمل ماتعاً، ولكنه مليء بالملاحظات والمشاهد غير المقنعة، بل إن هناك معلومات قانونية غير دقيقة، كما أشار الكثير من المشاهدين، ومنهم الناقدة ليلى أحمد، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث كان على القائمين على العمل، اللجوء إلى محامين لمعرفة القوانين وثغراتها، وهذا ما نعاني منه في الأعمال الفنية، التي يعتمد فيها الكاتب على قلمه وأفكاره فقط، دون بحث أو استفادة من خبرات وتجارب الآخرين.

_____________

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى