أسماء الدعاس: لوحات منتهى عيسى.. أجساد ضخمة وصمت عاطفي

أسماء الدعاس★

ما يشد الانتباه في أعمال الفنانة التشكيلية العراقية منتهى عيسى صغر الرأس وضخامة الأجساد التي تحتل مساحة واسعة من اللوحة.. كأنها ترى الناس أجسادا ضخمة بعقول صغيرة!  توحي بعدم جدية التفكير والإدراك للأمور وضخامة الفعل والمبالغة فيه من خلال هذه الأجساد الضخمة، فتتكرر الأحداث بشكل أو بآخر ولا أحد يتعلم مما يحدث.. لهذا كانت اللوحات عبارة عن ويلات تلو الأخرى.. عبرت من خلالها الفنانة عن حالة حداد على مأساة إنسانية وتمزق وطن وانكسار الأحلام.. واندثار حضارة لم تعد ترى منها شيئا.

أعمال منتهى عيسى التشكيلية عالمية الفكرة والتكوين والرؤى والإنسانية والإبداع… تسلط الضوء على الحياة المنهكة والواقع المرير والعالم البائس الذي نعيش به وحيدين منعزلين محاصرين بالخوف والقلق واليأس والمجهول.

أعمال منتهى تعكس زخم حكايا وكل ما تختزله ذاكرة الفنانة في بلد يغلي بالثورات والحروب والأزمات، مرة نستشعر في لوحاتها روح العائلة والحب والدفء والسعادة والسكينة والصمت العاطفي، بالرغم من أن الشخوص أجسادها متعبة وأطرافها ضخمة وملامحها مخيفة… ومرة أخرى نستشعر انطفاء الأمل، والخوف والقلق والحزن والفقد والوحدة.

كلها لمسات تترجم معاناة الإنسان والإنسانية وتتناول عمق تفاصيل اللحظات والمشاعر.

باختصار أعمال منتهى صفعة على وجه الإنسانية التي وصلت أدنى مستوياتها، وصرخة تصل إلى أبعد مدى في الكون.. ونضال من أجل بقاء قيم إنسانية تنطلق من فطرة سليمة.

لوحات الفنانة منتهى عيسى تؤكد دائما، انها نقطة مضيئة في ليل طويل حالك السواد نأمل بالفن والإبداع أن ينتهي يوما ما ببصيص نور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ★ كاتبة ــ الكويــت