شهد إبراهيم: كيف يختار “عمرو دياب” كلمات أغانيه المعبرة عن جمال المرأة؟
شهد إبراهيم ★
رغم صعود أجيال جديدة، إلا أن عمرو دياب، “الهضبة” ترَبَّع على عرش الأغنية الشبابية، وحافظ على وجوده، وتقديم ألبومات مختلفة، وذلك لأنه يستطيع تجديد جلده، وكسر المُعتاد، وأصبح بين فترة وأخرى، يُقدِّم أغاني جديدة عليه شخصيًّا، قبل أن تكون جديدة على الجمهور، وقد طرح آخر ألبوماته الجديدة، والذي يحمل اسم “مكانك”، والذي تَصَدَّر به مواقع السوشيال ميديا، بعد ساعات قليلة من طرحه.
وقد احتوى الألبوم على أغنية “يا قمر”، التي فاجأ عمرو دياب بها متابعيه، وتباينت الآراء، البعض أحب التجدد، والبعض الأخر تفاجأ من جُرأة عمرو دياب، حيث تتضمن كلمات الأغنية مدح جمال المرأة مبالغًا فيه، وهذا جعلني أنظر لأغانيه القديمة، وتحليل كيفية تصويره للمرأة، وهل كان هذا من المعتاد؟ أم أنها جُرأة من عمرو دياب، كما جاءت بعض الآراء؟
عمرو دياب ما بين الماضي والحاضر:
لو نظرنا لأغنية (وحكايتك إيه) سنجده قد قال عبارات بسيطة، لمدح جمال حبيبته “زي الملاك…وسحر العيون”
وأيضًا أغنية (ضحكت)، والتي كانت في الألبوم التالي بعد ألبوم أغنية (وحكايتك إيه)، والتي تحمل بشكل أزيد بعض الكلمات، حيث نجده يقول”في حد يستنى على دي….دي كفاية بس الضحكة دي”
لنصل بتتابع الأغاني، والألبومات إلى أغنية (لفيتها بلاد)، والتي تُعَبِّر بشكل واضح جداً عن البنت العربية، ويقول فيها “ملقيتش جمال بنت بلادي العربية…ليها سحر أكيد ياخدك لبعيد…دي رموش العين تقتل، والضحكة شقية…ده قوامها يميل ألقى الدنيا دارت بيا”
الغزل على طريقة الهضبة:
وإذا نظرنا إلى أغاني الهضبة الجديدة، بداية من ألبوم (سهران)، سنجد مدحه للمرأة وجمالها يزداد بشكل أكبر، مثل كلمات أغنية (جامدة بس)، أوأغنية (سهران)، وكذلك أغنية (قدام مريتها)، وأغنية (بالضحكة دي)، والتي كانت كلماتها “بالمشية دي كله يتعلم..مظبوطة ظبطة مفيهاش غلطة…مرسومة رسمة وعليها بسمة، بتتفتح قصادها البيبان”
كل هذه الأغاني ليست في ألبومات مختلفة، بل هو ألبوم واحد، يضم تلك الأغاني، التي تمدح في المرأة وجمالها، بالإضافة إلى أغنية (يوم تلات)، والتي كانت جريئة ومختلفة، حيث كانت كلماتها ملخصاً لقصة حياته، ولكن في هذه المرة، ليست مع امرأة واحدة، بل ثلاث، حيث كانت كلماتها ” تلات بنات ندهولي…كلهم حلوين جننوني”
ذكاء فني في اختيار الكلمات:
يعتبر عمرو دياب، فناناً ذكياً، لا يقتصر ذكاؤه على مجرد الأداء، واختيار اللحن المناسب، بل أيضًا على اختياره لكلمات الأغاني، حيث إنه يستطيع بكلمات بسيطة ومؤثرة، أن يلمس قلوب الفتيات.
وإذا نظرنا للأغاني السابقة، سنرى كلمات رقيقة، فيها تماسك وألفاظ مترابطة، ولكن تباينت الآراء تجاه أغنية (ياقمر)، والتي عندما تسمعها أول مرة، تشعر بعدم ترتيب في الكلمات، وعدم وجود ترابط وهارموني بينها، وبين اللحن والأداء، هي عبارة عن أغنية تحمل كلمات غزل ومدح فقط في المرأة، وهي كالتالي “يا قمر لو في اتنين منك، هيكونوا اتنين قمرات…يا قمر لو في تلاتة منك، هيبقوا الأهرامات….لو كان في أربعة منك، أنا أحب أربع مرات” وإلى آخره…
ذكرنا معظم الأغاني القديمة، التي كانت تحمل مدحًا للمرأة، وحبيبته، وذلك أمر طبيعي، لأن الأغنية في الأغلب تُصَنَّف “رومانسية”، ولكن التوازن مطلوب.
★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس-مصر.