شهد إبراهيم: “روز وليلى” .. كيف تبحثان عن المتاعب في دراما كوميدية؟”

شهد إبراهيم ★
يُعَدُّ مسلسل “روز وليلى”، واحداً من الأعمال الدرامية المميزة المطروحة هذا العام، والتي يمكن متابعتها عبر منصة شاهد، حيث يقدِّم مزيجاً مثيراً من الدراما والكوميديا والتشويق، وتدور أحداثه في إطار عَشرِ حلقات، وقد جذب البوستر التشويقي له، العديد من الأراء، والتنبؤات، ويعود ذلك إلى أن البوستر يحمل كلاً من يسرا، ونيللي كريم، حيث تجتمعان مجدداً بعد مشاركتهما السابقة في مسلسل (سرايا عابدين).
يحتل مسلسل “روز وليلى”، المركز الخامس من أصل عشرة مراكز في قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة حتى الآن، وتدور أحداثه حول شركة تحقيق خاصة، تُديرها محققتان خاصتان على وشك الإفلاس، تحمل اسم “بيور سكيور”، حيث تتورطان مع عصابة خطيرة عن طريق الخطأ، وتبدآن في مهمة الكشف عن عملياتها المخالفة للقانون، وتتوالى الأحداث، المسلسل من توقيع المخرج البريطاني: أدريان شيرجولد، وتأليف البريطاني : كريس كول، وبطولة: يسرا، نيللي كريم، أحمد وفيق، تيام قمر، رغد فيصل، عارفة عبد الرسول، ومجموعة من الفنانيين.

تحدي النفس، والنجاح الكوميدي:
تعاني كل من “روز”، التي تجسدها نيللي كريم، و”ليلى” التي تقدمها يسرا، في حياتهما الخاصة، إذ ينفق زوج “روز” ـ العاطل عن العمل ـ مدخراتهما في لعب القمار، ولم يكن ذلك أول تحدٍ لنيللي كريم في الكوميديا، فقد سبق لها أن قدَّمت مسلسل ” بـ 100 وش” وحققت نجاحاً ضخماً، ولكن شخصية روز، مختلفة فهي شخصية نرجسية، تحاول أن تثبت نجاحها، بعد أن تم طردها من عملها السابق، وذلك سيؤدي لوجود كوميديا نابعة من تلك المفارقات في شخصيتها، وقد قدَّمت نيللي كريم، الشخصية بشكل تلقائي، فكانت جميع ردور أفعالها صادقة، وعفوية، وهي شخصية أكثر رومانسية من “ليلى”، وكانت ملابسها بسيطة، وبذوق جميل إلى حدٍ ما، تُعَبِّر عن شخصيتها النرجسية، والطبقة المتوسطة التي تنتمي لها، مع عدم استخدام الماكياج، وشعرها الطويل، الذي يُعتبر رمزاً للسلطة والريادة.

فيما تفتقد “ليلى”، لقدرات تؤهلها للعمل كمحققة خاصة، وتجد نفسها مضطرة لذلك بعد وفاة زوجها، وتدهور أحوالها المادية، وذلك أيضاً سيجعلها تقع في مواقف كوميدية، وقد قدَّمت يسرا الشخصية، بشكل خفيف على القلب، حيث قدَّمت الشخصية بشكل مختلف تماماً عن الشخصيات الكوميدية، التي قدَّمتها في أعمالها السابقة من “1000 حمدالله على السلامة”، أو “أحلام سعيدة” ، كانت تتحدث بشكل طبيعي بلا تعالٍ أو غرور، رغم انتمائها لأسرة ثرية، وميسورة الحال، أباً عن جد، وكان ذلك بشكل بسيط، على الرغم من أن الكوميديا، أصعب من الأعمال الدرامية، ولكني أعتقد أن تقديمها للشخصية بشكل بسيط غير مبالغ فيه ، وانفعالات صادقة، هو السبب في نجاح الشخصية، وجعلها تلقائية قريبة من الجمهور، حيث إنها شخصية مرحة، تواجه التحديات دون عناء، وقد كانت ملابسها تتميز بذوق جميل وراقٍ، ويرجع ذلك لمستواها الاجتماعي الراقي، مع عدم المبالغة في الماكياج، وشعرها القصير، الذي يُعَبِّر عن أناقتها، وتسريحة شعر بسيطة.

أداء مميز، ومختلف:
وتجمع ليلى قصة حب، مع رجل الأعمال “سليم” أحمد وفيق، بشكل كوميدي، فقد قدَّم الشخصية بشكل كوميدي، غير مبالغٍ في أدائه، بل كان بأداء عقلاني معظم الأوقات، وبأداء مضحك، بشكل كبير في علاقته بليلى، والأحداث والمواقف التي تجمعهما معاً، ويقوم برعاية ابنة شقيقته داليا، والتي تؤدي دورها الممثلة السعودية، رغدة فيصل، وهي طالبة جامعية، تتطلع للغناء، وتخشي من والدتها، وكان أداؤها مميزاً، وتسريحة شعرها “الكيرلي”، وملابسها يعطيان انطباعات عن الأفكار، والأحلام الموجودة بداخلها، والتي تسعى لتحقيقها، كانت أكثر المَشاهد المضحكة لها، هي مشاهدها مع تيام قمر، الذي يقوم بتقديم شخصية “ذكي”، وهو محاسب يساعدهما في العمل، ولكنه يجد نفسه متورطاً معهما في الكثير من المشاكل، ولكنه يحب التمثيل، وقد كان أداؤه بسيطاً، وبينه وبين جميع الشخصيات هارموني رائع مختلف، اِستطاع تيام تحقيقه بشكل واضح وملحوظ.
وخلال سير الأحداث، تجدان نفسيهما في قلب مواجهات مع شخصيات غامضة، تُعَرِّض حياتهما للخطر، فتنجرفان عبر مسارات مغايرة لمسارات التحقيق، بالصدفة تتشابك الخيوط، وتقترب روز وليلى ،خطوة بعد أخرى، من حلِّ اللغز، وكشف ملابسات القضية.
أما عن الديكور، فقد تم توظيفه بشكل مثالي، في منازل كلٍ من روز وليلى، حيث كان منزل روز، يعبر عن شخصيتها، وتم وصفه في المسلسل على لسان ليلي ” إنه بيت دافئ” و أثاثه بسيط، ويبدو نوعاً ما قديماً، وغير مرتب طوال الوقت، نظراً لوجودها معظم الأحيان خارجه، أما عن منزل ليلى، فهو مرتب وأثاثه راقٍ وثمين، ويرجع ذلك لتاريخ أسرتها الثرية، ويُعَبِّر أيضاً عن شخصيتها، وعن رقتها، وأناقتها.
وكانت الإضاءة خافتة نوعاً ما، وقت التحقيقات والبحث، لتعطي شعوراً بالغموض، والإثارة، كانت الملابس تُعَبِّر عن شخصيات أصحابها.

كوميديا الموقف:
اِعتمد المسلسل بشكلٍ كبير، على كوميديا الموقف، وليس الكوميديا اللفظية المعتمدة على “الإفيه”، بل يتمتع أيضاً العمل بحبكته التصاعدية، وإيقاعه السريع، حيث تحمل الحلقة الواحدة، الكثير من الأحداث والمشاكل، التي تقع فيها روز وليلى، ثم تظهر حلولها بشكل سريع، لتنقل معها الشخصيتان إلى أماكن مختلفة، وأحداث أخرى، دون إطالة أو ملل، وبشكل عملي، وخفيف على قلب المُشاهد، وهنا تكمن قوة القصة، واحتراف الإخراج.

★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس-مصر.