مسرحمشاركات شبابية

شهد إبراهيم: “من وراء الستار” رحلة المخرج المُنَفِّذ بين الإبداع والتحديات، في عالم العروض المسرحية.

شهد إبراهيم ★

في عالم العروض المسرحية، يلعب المخرج المُنَفِّذ دورًا حيويًّا في تنفيذ الرؤية الإبداعية للعرض، وبالرغم من هذا الدور الذي يقوم به، إلا أنه غالبًا ما يظل دوره وراء الستار حيث لا يأخذُ الِاعتراف الكافي بالجهد الذي يبذله، ونادراً ما يحظى بالِاهتمام الكافي الذي يستحقه، فإنه يتم ذكر اسمه فقط في تحية العرض، ومعظم بوسترات العروض تحمل اسم المخرج و المؤلف فقط، ولكن هل سر نجاح العرض المسرحي، النص المكتوب من قِبَلِ المؤلف وطريقة تحويله إلى لغة مرئية ملموسة على المسرح فقط ؟ أم يكمن أيضًا في دور، وأساليب واستراتيجية المخرج المُنَفِّذ؟

دور المخرج المُنَفِّذ في العروض المسرحية:

قبل أن نقوم بتحديد مدى أهمية المخرج المُنَفِّذ في نجاح العرض، دعونا نَقُمْ بتحليل المهام التي يقوم بها، ومدى أهمية تلك المهام في نجاح العرض، و بناءً عليه سيكون لنا إمكانية معرفة إلى أي مدى يساهم وجوده في إنتاج عرض مسرحي.

إن تحليل كلمة “مخرج مُنَفِّذ” لغويًّا تكشف عن معانٍ متعددة، حيث إن “المخرج” هو الشخص المسؤول عن تنسيق، وإدارة العروض المسرحية، و “المُنَفِّذ” تشير إلى القدرة على تحويل الأفكار من الورق إلي واقع ملموس ـ في سياق المسرح ـ وهذه العملية ليست بسهولة كتابتي لها، لكي يحدث ذلك، يجب أن يكون “المخرج المُنَفِّذ” شديد الِانتباه لكل تفاصيل العرض المسرحي، ومنها بروفات القراءة والحركة، حيث يجب أن يكون مُلِمًّا بجميع الأشياء.


التخطيط والتحضير:
كما أنه ينبغي عليه أن يكون مدركًا طوال الوقت، لجميع جوانب البروفة والممثلين أكثر من المخرج، لأن المخرج يعطي رؤيته الفنية للمخرج المُنَفِّذ، ويضع معه خطة العمل، وتقسيم المشاهد، ومنها يقوم المخرج المُنَفِّذ بِتَوَلِّي توجيه الممثلين، لضمان تقديم أداء متميز كما طلب منه المخرج.
وفي أغلب الأوقات يقوم المخرج باستشارته في الرؤية الفنية، لمعظم مشاهد العرض، ويقوم معه بتنسيق العناصر المختلفة من إضاءة، وديكور، وموسيقى، لأنه عندما يطلب منه تنسيق مشهد مع الممثلين، يضع له إطاراً عامّاً فقط، ليقوم المخرج المُنَفِّذ بالإبداع من خلاله، وتوظيف جميع العناصر في ذلك الإطار، ليقوم بعرضه على المخرج.
تأثيره الفني في العرض المسرحي:
تلك الاِستراتيجية هي التي تقوم عليها معظم العروض المسرحية، ومن الممكن أن تكون معظم مشاهد الكثير من العروض من إبداع المخرج المُنَفِّذ بعد أن وضع له المخرج إطارًا عامًّا لا يخرج عنه، بالإضافة إلى أنه شخص مرن يستطيع التكيف طوال الوقت مع التغيرات المفاجئة خلال عملية الإنتاج، ومعظم المخرجين عندما يتوقف تفكيرهم الإبداعي يلجأون للمخرج المُنَفِّذ الخاص بالعرض، ليقوم بتقديم رؤية مختلفه له، فلماذا إذن نكثر في الحديث عن المخرج، ونقوم بتهميش شخصية المخرج المُنَفِّذ؟!

الاِعتراف بجهود المخرج المُنَفِّذ:

إننا لو وجدنا عرضًا مسرحيًّا ناجحًا ومنضبطًا ومُحكمًا في دخول وخروج الممثلين، وفي حركتهم وطاقتهم على المسرح، يكون السبب الأول والأخير في ذلك، المخرج المُنَفِّذ فهو المسؤول عن ضبط تلك الأشياء، ولذلك نرى وقت تحية الجمهور له بعد العرض، تحية من جميع فريق العمل له أيضًا مع الجمهور، وتكون طاقتهم اتجاهه في تحيتهم مختلفة عن تحية أي شخص آخر، لأنهم على يقين من أن دوره هو السبب في خروج، ونجاح ذلك العرض، وأنه لا يقل أهمية عن مخرج العرض؛ ولذلك يجب علينا الاِعتراف بالجهود التي يبذلها، والتقدير لدوره الحيوي في إنتاج الأعمال الفنية المسرحية.


★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى