محمد الشحات: إعلانات رمضان بين استدرار العاطفة والإبداع الفني!
محمد الشحات★
الإعلانات من أشهر عوامل الجذب، التي اتبعت منذ العديد من السنوات لجذب الجمهور، لشراء سلعة معينة، أو تعريفه بها، وقد تطورت على مر السنوات، لتصبح من عوامل الجذب للمشاهدة، واستعراض النجوم، والإبداع في الإضاءة، والاستعراضات، والأفكار، ولكن هل كان ذلك في صالح الإعلانات، أم ضدها؟
مع دخول شهر رمضان الكريم، يبدأ انتشار الحملات الإعلانية عن طريق الصحف، وشاشات التلفزيون، مستغلين الجانب الروحاني للشهر الفضيل، حيث يشهد هذا الشهر على وجه الخصوص، تنافساً إعلانياً، يلقى بعضها استحسان الجمهور؛ بينما يثير جزء آخر منها سخط البعض، على سبيل المثال، إعلانات التبرعات، فبجرد ظهور هلال الشهر الكريم، حتى يبدأ الصراع بين عدد كبير من حملات جمع التبرعات، التي تدعو أهل الخير إلى التبرع، سواء لمريض، أو أرملة، أو مساعدة ذوي الهمم، ولكن بطريقة من الممكن أن تجرح مشاعر البعض من المشتركين في هذه الحملات من مرضى، حيث تبدو بعض تلك الإعلانات كوسيلة لاستغلال المرضى من الأطفال في الترويج للحملات، لخلق تعاطف الجمهور، دون أي وعي باحترام هؤلاء الناس. وعلى هذا النسق، نرى عشرات الإعلانات في اليوم الواحد، تستخدم الأطفال كنوع من الأساليب الدعائية، كمستشفيات علاج السرطان، وإعلانات أخرى، حيث نرى استخدام الأطفال، وهم فى حالة المرض بشكل صريح وواضح، وبملامحهم التي يكسوها الإرهاق والتعب، بالإضافة إلى إبراز بعض البيانات الشخصية عنهم، وعن ظروفهم الاجتماعية، هو أمر غير أخلاقي، وغير إنساني أيضاً، على عكس إعلانات مستشفيات مجدي يعقوب للقلب، حيث لم يعتمد الإعلان على أي مشاهد قاسية ـــ مثل المعتاد عليه من معظم إعلانات المؤسسات الخيرية، التى غالباً ما تعتمد على تصدير مشاهد الفقر، والجوع، والمرض، لجذب كم أكبر من المتبرعين ـــ وإنما ظهر الإعلان بشكل جديد، ومختلف من خلال أغنية حملت مشاعر إيجابية، تشجع الناس بشكل غير مباشر، على التجاوب مع الإعلان، واتخاذ قرار التبرع بدون إلحاح.
ومن إيجابيات التلفزيون کوسيلة إعلانية، اکتسابه بمرور الوقت ميزة الصدق، لاقتران الأخبار، والأحداث الجارية بوجود الإعلان إلى جانبها، مما يضفي على الإعلان ضمن ما يقدمه التلفزيون صفة الصدق والثقة.
ومؤخراً أصبحت القضية، التي تستحوذ على الاهتمام أكثر، هي مصداقية الإعلان، والقيمة الترفيهية له، وقوته الاجتماعية، والفوائد التي تعود على المستهلك منه، فالإعلان قوة ضخمة في المجتمع لا يستهان بها، وهو جزء مهم من محتوى وسائل الإعلام.
وتعد المصداقية من العوامل المهمة، في تحديد فعالية دور الإعلانات التلفزيونية، في التأثير على اتجاهات، وسلوك الجمهور. فما هي الاتجاهات الشرائية للجمهور المصري؟ وعلاقتها بمصداقية الإعلان التلفزيوني في القنوات الفضائية العربية، وما هي العوامل المؤثرة على مصداقية الإعلان التلفزيوني من وجهة نظر الجمهور المصري؟
ووفقاً للإحصاءات الصادرة عن المرکز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية، أشارت النتائج إلى أن أفراد الأسرة، جاؤوا کأهم مصادر المعلومات عن المنتجات، والخدمات حسب الثقة بها من جانب من تم سؤالهم، تليهم الإعلانات التلفزيونية، وکانت أکثر القنوات الفضائية العربية محل ثقة من تم سؤالهم فيما تقدمه من معلومات في إعلاناتها، هي CBC” و”MBC و”الحياة” و”النهار” و”MBC مصر”
ويرجع أصل الإعلان للقدماء المصريين، بعد اكتشاف أول بردية ترجع إلى ألف عام قبل الميلاد، كتبها أمير مصري يعلن عن فقدانه أحد مماليكه، وأنه سوف يعطي من وجده مكافأة كبيرة، وهنا نرى أن المسابقات الإعلانية، يرجع أصلها إلى الحضارة المصرية القديمة.
ولكن هناك الكثير من الاعلانات، تتسم بجانب الفقر الإبداعي، فيجب على أصحاب هذه الأعمال، أن يتوخوا الحذر، لأن الإعلانات التلفزيونية باتت عملاً فنياً متكاملاً، وتنتظر اهتمام وترقب المشاهدين كل عام، فالجمهور المصري لم يعد ينتظر جديد دراما رمضان فحسب، ولكن جديد إعلاناتها أيضاً، والانتظار ليس هدفه فقط، الاطلاع على أحدث ما يقدمه المنتج، بقدر ما هو متابعة لعوامل الإبهار الفني المستخدمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
★ كاتب ــ مصــر