عادل العوفي: هل ستعود الدراما التاريخية للواجهة في الموسم الرمضاني المقبل ؟
عادل العوفي★
بعد غياب كامل في الموسم الرمضاني الماضي، تبدو المسلسلات التاريخية في طريقها لاستعادة حضورها خلال السباق الدرامي المقبل؛ حيث تم الإعلان عن البدء في تصوير عملين جديدين على غرار مسلسل “سيوف العرب ” الذي تنتجه المؤسسة القطرية للإعلام، ويجري تصويره حاليا في مراكش المغربية، وهو من إخراج الأردني سامر جبر، وبطولة نخبة من الفنانين السوريين، والعرب، أبرزهم سلوم حداد، ونضال نجم، ومنذر رياحنة، وغازي حسين، وفيصل رشيد، وناصر عبد الرضا، وآخرون .
العمل الذي يعيد ثنائية سلوم حداد، مع نضال نجم، والتي ظلت مرتبطة في الأذهان بمسلسل “الكواسر ” للمخرج نجدة إسماعيل أنزور، في فترة انتشار ما كان يعرف بالفانتازيا التاريخية ؛ في حين تتحدث العديد من المصادر عن بدء تصوير الجزء الثاني من مسلسل “فتح الاندلس ” للمخرج والمنتج الكويتي محمد العنزي، الذي يواصل المغامرة الأندلسية، رغم ما رافقها من جدل ولغط كبيرين، لاسيما في المغرب العربي؛ حيث احتد النقاش في الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي قبل عامين، حول الأصول الحقيقية لطارق بن زياد، وغيرها من التفاصيل؛ التي يُصِرُّ البعض على احتكارها لوحده .
الجزء الثاني المرتقب يحمل عنوان “اِزدهار الأندلس ” وهو من إنتاج شركة المها، ومن المقرر إسناد أدوار البطولة، لثلة من النجوم السوريين، باعتبارهم الحصان الرابح، والرهان المتجدد، لكل صُنَّاع الدراما التاريخية، اِستناداً لزادهم الوفير، وتجاربهم الغنية في هذا المضمار .
وإذا ما قررت شبكة الـ إم بي سي “الإفراج ” عن مسلسل “معاوية ” المجمد منذ ثلاث سنوات ؛ فمن المقرر أن ترتفع حصة الدراما التاريخية في الموسم الرمضاني المقبل، وتنهي بالتالي مرحلة “جفاء ” غير مبررة، ظلت تشهدها لسنوات ؛ وحتى في العام الماضي، وبالرغم من حضور مسلسل “الحشاشين ” المصري في خريطة البث؛ إلا أن صُنَّاعه فضلوا استخدام العامية المصرية، وهو ما أثار موجة استياء عارمة، وكانت أهم نقط ضعف المسلسل إجمالاً .
في نفس السياق، لابد من الإشارة إلى عدم وجود أية مؤشرات على تنفيذ الجزء الرابع من سلسلة الأندلس التي أنهى الدكتور وليد سيف، كتابته بعنوان “غرناطة آخر الأيام ” ليظل التأجيل سيد الموقف ؛ والسؤال المطروح : هل ستعيد هذه الاعمال الثقة المهزوزة بين الفضائيات، وشركات الإنتاج مع الدراما التاريخية، أم أنها ستظل مجرد تجارب متفرقة، وسرعان ما تعود القطيعة، ويستمر التغييب.
★كاتب صحفي ـ المغرب.