مشاركات شبابية

عبد العزيز الذويب: لمن يستمع الشباب من قراء القرآن الكريم؟

عبد العزيز الذويب★

من أكثر ما يميز شهر رمضان المبارك، الاهتمام الكبير من الناس بقراءة القرآن، ويعود ذلك لكون القرآن الكريم قد نزل في شهر رمضان المبارك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لسبب آخر يتعلق بفضل قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل، حيث الأجر المضاعف عن سائر الشهور، كما أن أثر قراءة القرآن كبير على النفس البشرية، فآياته الكريمة تهذب النفس، وترشدها إلى الطريق المستقيم، وتبعدها عن المعاصي والفتن، لذلك يهتم كثير من الناس بالاستماع للقرآن بأصوات العديد من القراء.

تختلف القراءة القرآنية حسب طريقة النطق بكلمات القرآن الكريم، بناء على اختلاف الأئمة في كيفية نطق الحروف، وقد اختلف علماء المسلمين حول عدد القراءات للقرآن الكريم، فمنهم من قال بأنها سبع قراءات، ومنهم من قال إن للقرآن عشر قراءات، وذهب أهل العلم إلى أن المقصود بسبعة أحرف سبع لهجات، أو كيفيات للقراءة ، وذلك من باب التسهيل والتيسير، فكان المسلمون يقرؤون ما تعلموه دون أن ينكر أحد على الآخر، وقد اختلفت قراءة كل بلد من البلاد عن الأخرى بحسب قراءة الصحابة، إذ أرسل النبي صلّى الله عليه وسلّم لكل بلد صحابياً يعلمهم القرآن وأحكامه.

وقد أنزل الله القرآن على سبعة أحرف أي سبعة أوجه للقراءة، وجاءت العديد من الأحاديث النبوية الدالة على ذلك، منها ما ورد في موسوعة الأحاديث النبويّة، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أقرؤها، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَقْرَ أَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عليه، ثُمَّ أَمْهلْتُهُ حتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَجِئْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أَقْرَ أْتَنِيهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ، فَقالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه).

تعدد القراءات

وتتنوع القراءات من بلد إلى آخر فمثلاً في بلاد المغرب، والبلاد الإسلامية الإفريقية يقرأ أهلها بقراءة (ورش وقالون عن نافع) فهي القراءات المتعارف عليها في بلاد المغرب، وأفريقيا بشكل عام.

أما في مصر والسودان والعراق وبلاد الشام والخليج العربي، فإن القراءة التي يقرأها معظم القراء هناك هي قراءة (حفص عن عاصم).

أشهر القراء المعاصرين

هناك العديد من قراء القرآن الكريم المعاصرين في العالم الإسلامي، ومن أبرزهم قراء جمهورية مصر العربية، على سبيل المثال لا الحصر، عبد الباسط عبد الصمد، ومحمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، كما يُعد القارئ سعيد محمد نور من أبرز قراء السودان، وفي بلاد المغرب العربي نجد القارئ عمر القزابري، والعيون الكوشي، ويونس اسويلص، أما في منطقة الخليج العربي، فنجد مشاري راشد العفاسي، وعبد الرحمن السديس، وسعود الشريم، وياسر الدوسري، ومن أبرز قراء العراق هناك وليد الدليمي، ونعمة الحسان، كما يعد فارس عباد من أبرز قراء اليمن، ومن الأردن محمد رشاد الشريف، ومحمد محمود حوى، بالإضافة إلى العديد من قراء القرآن في العالم الإسلامي الذين لا يسعنا ذكرهم.

وتتغير رغبة الناس في سماع  القرآن من قارئ إلى قارئ آخر وعلى حسب الجيل، ففي الجيل السابق كان الناس يستمتعون بسماع قراء مصر أمثال عبد الباسط  عبد الصمد، والحصري، والمنشاوي، ويتغنون بالقراءة التي يقرؤونها سواء بقراءة (حفص عن عاصم) أو (ورش عن نافع) أو (خلف عن حمزة) أو أي قراءة أخرى، على عكس هذا الجيل الجديد، ففي هذا الوقت أصبح الناس، وخصوصاً الشباب يفضلون الاستماع إلى القراء الشباب، والاستمتاع في قراءتهم، والخشوع على أصواتهم، أمثال القارئ الكويتي مشاري راشد العفاسي، فهو القارئ الأكثر استماعاً على منصة اليوتيوب من الشباب، وغيرهم على مستوى العالم، وهو ملهم هذا الجيل، وهذا يعود لجمال صوته، وحسن إتقانه للقرآن، وحفظه القرآن الكريم بعدة قراءات، بل وتحوله بالمقامات في القراءة الواحدة بكل سهوله وسلاسة.

ــــــــــــــــــــــــــ

★ طالب في قسم النقد والأدب المسرحي – الكويــت

 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى