مسرح

ابتهال المسعودي: الكتيباني مستفزاً لوعي آخر في مسرحية دعبلك

ابتهال المسعودي★

يمثل الوعي الجمعي خارطة محيرة لدى المثقف، وإيجاد وسائل للنفاذ إليه غير طرق التواصل السهلة والمشاعة أمراً بات يستلزم ايجاد استفزازٍ لمخيلته ووعيه أمام هذا المدّ من الهامشية والتفاهة.

مشهد من عرض دعبلك

  عالم آخر يجتاح عوالم المسرح الحديث يبتكره الدكتور ماهر الكتيباني التدريسي والأكاديمي في كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة والمؤلف والمسرحي والإذاعي الذي آلي على نفسه أن يزج بهذه التركيبة الفريدة من مسرح يبتعد كل البعد عن المسرح التقليدي بشتى أشكاله المشاعة، لينفذ إلى وعي المتلقي الذكي والعارف بقيمة هكذا أعمال عبر ريادة الحركة المصاحبة للصوت والصورة والنص وإضافة إكسسوار مهم في فضاء المسرح في توقيت قصير وارتدادي يرتكز على فعل مشترك (منو درامي ودرامي) في آن واحد، الفكرة التي تشبه المعالجة الرؤيويه لفرد ينظر إلى ذاته عبر مرآة الوقت وتجاهل الحيرة، الابتعاد والاقتراب وكل المتضادات الممنوعة والمرغوبة، الوصول وعدم الوصول.

مشهد من عرض دعبلك

 مسرح اللا توقع الحركي

 هذا التشتيت في الرؤى الذي جعل من الكتيباني يعالج جمالياً عبر نافذة المسرح مجموعة الأسئلة التي تنتاب المتلقي ذاته والذي يعرض عن الإجابة عنها لأسباب ربما تكون سياسية واجتماعية أو اقتصادية، دكة الوصول التي اراد لها الكتيباني أن تجد إلى مشاهدي عرضه المسرحي الخامس ضمن سلسلة عروض مسرح اللا توقع الحركي القصير التي ختمها مؤخرا بمسرحية (دعبلك)

 والتي شاهدناها في كلية الفنون الجميلة مع طلابه وجمع من الأساتذة والمعنيين بالشأن المسرحي والثقافي.

يطرح الكتيباني في عرضه أسئلة فلسفية ونقداً مجتمعياً وزخما جمالياً عبر اشتغالاه على النص أولاً، وهذا ما أثار لدينا الكثير من الأسئلة؛ أولها أن النص ينتج تنوعاً للفكرة عبر الطرح ومن ثم الاستنتاج الذي يصاحب الحركة السريعة في سينوغرافيا المكان حتى نصل إلى التراجع عنها بذات واختلاف اللحظة مع ممثليه الأربعة الذين كانوا في رأيي شخصاً واحداً قد تجزأ إلى فكرة وأضدادها عبر الانقياد والتراجع.

مشهد من عرض دعبلك

 هشاشة

ماهر الكتيباني كتب نصاً جهر فيه بجزئية مهمة تعد لحظة حاسمة في قرار المتلقي أن يقبل عمله الجمالي في لحظة اكتناز معرفي وتلقائية تصل إلى تعدد الرأي عبر انتفاضة الفكرة لدحض الوعي الجمعي الذي أصيب بالمرض والهشاشة فكان النص المؤثر والحركة المهيمنة والتوجه الإبداعي في التفاصيل الذكية التي أنتجت (دعبلك) في (أسأل غيري).

ماهر الكتيباني مبدعاً ومجيداً أسس لحركة مسرحية مهمة قادمة يفتقر إليها المسرح عربياً وعراقياً ليضع نافذة جديدة ومهمة ليصل بنا إلى اتقاد فني وإبداع فكري   وإخراج متقن لكل مفاصل عرضه المسرحي الذي ابتعد عن التشتت والتطويل والهامشية مستفزاً لوعي حقيقي ولتفاعل مشاهد ذكي يؤسس لثقل ثقافي قادم عبر حركة جدية ومهمة هي مسرح اللا توقع الحركي القصير.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ شاعرة ــ العــراق

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى