رأي

محمد فهمي:هل الفنان ملك جمهوره؟

محمد فهمي


الأمر المزعج لجيل التسعينيات على وجه التحديد، مرور السنوات بسرعة البرق في الفترة الأخيرة، وأصبح هناك فترات في حياتنا يتم سلبها منا دون أن نشعر، فما زال البعض يبحث عن طفولته التائهة، وعن فترة الشباب التي تنفد قطرة قطرة.

كل يوم ترند؟

وما يزيد الطين بلة أن حياتنا موثقة على مواقع التواصل الإجتماعي، وكل يوم تريند جديد، وكل يوم يعتلي فنانٌ قمة الهرم الفني، ويتوج ملكاًـ وفي نفس اليوم يتم إقصاء أحدهم خارج مملكة النجوم، واليوم الذي يليه، العكس تماماّ فمن كان في القمة سقط إلى الهاوية، ومن كان غارق في الهاوية يصعد مجدداً إلى القمة.

إلى أن تظهر الصورة البطل حياته / حياتها
لن نجيب على هذا السؤال، وسنطرح سؤالاً آخر، هل من حق الجمهور الحكم على الفنان بعيداً عن فنه؟
سيظل ظهور الفنان على الشاشة وقتاً قصيراً للغاية؛ لوضع أحكام على الفنان، وأن الأمر كله اتفاق ضمني بين الفنان وجمهوره، ومن الممكن أن ما يقدمه الفنان على الشاشة يكاد يكون ليس له أي علاقة نهائياً بشخصية الفنان الحقيقية، كما كنا نسمع في الماضي عن نجوم الشر، أنهم أطيب قلوب في الوسط الفني.


وبناءً على هذا الظهور الفني، وبعض المقاطع من أحاديث صحفية، والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، استايل شعره وملابسه، عائلته وغيرها، فيتم وضع كل فنان/ فنانة في “كاتجوري” الخاص به، بناء على حكم الجمهور.
إلى ان تظهر الصورة البطل …. وهي الصورة التى تقلب موازين الحكم على الفنان، فتكون حياته السابقة، أو المجهولة، أو الخاصة هي معيار الحكم عليه، وليس إنجازه الفني.

محاكمة أسماء جلال؟

الفنانة “أسماء جلال” التي أثبتت نفسها كممثلة قوية من موسم رمضان الماضي، في مسلسل “أشغال شقة” نسيها رواد السوشيال ميديا؛ لمجرد ظهور صورة أسماء في الماضي المحجبة المعجبة بالفنانة “أمينة خليل”، وهنا أنعقدت المحاكمة.

أُصدر الحكم، ولكن ما الجرم؟

ما زلنا نهرب من الإجابة، طبيعي جداً، فالموضوع شائك للغاية، وإبداء رأي فيه، يعد درب من الجنون.
وفي حالة أننا أصررنا على إصدار الأحكام على النجوم، والأحكام دون استئناف، فما الجرم الذي تم ارتكابه من قبل الفنان/ الفنانة

من الحجاب لأحدث صيحات الموضة، تغير كبير، ولكن ما رأيك في أن هناك نجماً من أكبر نجوم الأكشن في “هوليود”، وكان ضيفاً دائماً في سهرة كل يوم خميس، وأن هذا النجم كادت أن تنقلب حياته رأساً على عقب؛ نتيجة اكتشاف الصحافة لفعتله في بداية حياته المهنية، فبداياته كانت فيلم سينمائي، ولكن كان تصنيفه فيلم للكبار فقط، ولكن تشاء الظروف ان يبتعد هذا النجم  تماماً، وتنتهي علاقته بهذا المجال؛ لينطلق بعدها في مسيرة فنية رائعة، اِستمرت على القمة لمدة ثلاثين عاماً، أو أكثر، وما زالت مستمرة، ولم يتم تداول، أو مناقشة هذا الموضوع معه حتى الآن، أظن أنك خمنت صديقي القارئ… “سيلفستر ستالون”
الإجابة الآن ..

الفنان ليس ملك جمهوره كما يشاع، وأن حياته الشخصية يتم النبش فيها بمجرد اعتلائه لمنصات التتويج، وتلألؤ اسمه بين أقرانه، وإقبال الأعمال الفنية، والمنتجين عليه، وظهوره في المحافل الإعلامية؛ لتبدأ الحرب الضارية عليه من بداية مولده، والسخرية من ملابسه، ونمط حياته، وأفكاره، ومعتقداته سابقاً، والمقارنة بينها وبين حياته في ذروة نجاحه، ويعد هذا دليل نجاح قوى وسريع، وليس نجاحاً عادياً، ونجاحاً يهدد النجوم الآخرين، وعلى الرغم أنه آفة هذا الزمان، ولكنه أكبر حافز للاستمرارية، واعتلاء منصات النجومية.


★كاتب ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى