رأيفنون وآداب اخرى

نهلة إيهاب: سيكولوچيا الإبداع تحت عباءة الفنون.

نهلة إيهاب ★
في ظل هذا الزخم من الأحداث اليوميّة، وما يتخللها من تقلباتٍ ومنعطفات، يبقى المبدع المفكر هو الترمومتر الذي يقيس درجة تصاعد الأحداث وما يطرأ عليها من تغيرات في زمن تفرض فيه مسألة العلاقات والتداخلات بين الأشياء فيصبح الفن هو النوع المفضل.

والمبدع الحقيقي القادر الحقيقي على مواجهة الفرد بذاته، وإجباره على مواجهة أفكاره ومشاعره وتناقضاته مواجهة حيّة مباشرة؛ لذلك سأتناول في هذا المقال سيكولوجيه العملية الإبداعية عند المبدع (الفنان) وأثرها على المتلقي.
فالفنان من خلال؛ بيئته وظروفه الاجتماعية الاقتصادية‘ الثقافية، الشخصية ومعتقداته التي تسيطر عليه تتشكل لنا عملية التفكير الإبداعي، والنتاج الفني الذي يتضمن عدة عناصر قامت بتحديدها العديد من الدراسات والأبحاث الأدبية ، النفسية والتربوية ومنها (الأصالة) أي الانفراد والتميز في الأفكار والقدرة على إنتاج أفكار إبداعية قابلة للتنفيذ، (المرونة) التي تعتمد على تنوع الأفكار و(الطلاقة) التي تعتمد على المخزون المعرفي عند المبدع.
كما أن عنصر الإلهام يلعب دورًا أساسيًّا في خلق المحفز الأساسي عند كل مبدع، وبالتالي يمكن أن يصل للمتلقي بعدة طرق تعتمد في أساسها علي جماليات التلقي المتوفرة داخل كل عمل إبداعي سواء كانت هذه الجماليات مرئية أو مسموعة أو مقروءة.

فهناك دائمًا علاقة حيوية بين المبدع والفن ومتلقي الفن؛ لذلك نجد معظم نظريات النقد في القرن العشرين لم تعتمد على الاتجاه الجمالي وحده أو الاتجاه الأخلاقي وحده بل أصبحت النظرة للعمل الفني أكثر شمولًا تجمع بين الاتجاهين (الجمالي والأخلاقي) ؛لذلك إذا أرجعنا كلا منهما إلى أصل عام أكثر اتساعًا هو الأصل( النفسي) نجد أنه يقودنا في نهاية المطاف لسيكولوچية العمل الفني ككل.
وبالتالي نجد أن سيكولوچيا الإبداع دائمًا تتأرجح بين قطبي عملية الاتصال وهما المرسل والمرسل إليه (المبدع والمتلقي)، فالفن في النهاية ليس لفرد بذاته وإن أوهمنا ما نرى منه أنه لنا وحدنا؛ بل هو للجميع فكل عمل فني يطوي تحت عباءته أشكالًا وصورًا صارخة في وجه الحياة تؤكد أن الإنسان ما زال يحيا، ما زال يفكر، ما زال يعبر.


★ناقدة-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى