سينما

ضحى السلاب:ما طبيعة المجتمع المصري في سينما محمد خان؟

ضحى السلاب ★

إذا كنت من متابعي مهرجان الجونه السينمائي، كل عام،  ووقعت في غرام الجملة التى افتتح بها ” الدحيح – أحمد الغندور ” الدورة السابعة من المهرجان لهذا العام ” مفيش دراسة، أو إحصائية، أو نشرة أخبار، ممكن تخلي شخص يتعاطف مع شخص، أو مع شعب قد السينما”


ولا تستطيع تحديد نسبة هذا التعاطف بداخلك” فأنت من  المحظوظين بالسفر معنا فى رحلة مجانية ” لسينما محمد خان”  في ذكرى ميلاده، والتى لا تشعرك أبداً أنك مجرد مشاهد؛ بل أنت جزء من بيت، وكل حكاية فى أفلامه؛ حيث تعتبر أفلامه رحلة توثيقية لطبيعة المجتمع المصري بكل طبقاته، وكل السمات التى تميزه من السبعينيات، وحتى الألفية الثالثة، بداية من أول فيلم قصير له يحمل اسم ” البطيخة ” من تأليفه وإخراجه عام ١٩٧٢ والذي يتناول حياة موظف مصري بسيط يدعى ” سامي” يخرج من عمله بخطوات بطيئة بعد يوم عمل شاق، يطوي جريدته تحت إبطه، ويذهب لشراء بطيخة؛ التى تعتبر المتنفس الوحيد له حينما يأكلها رفقة عائلته، مروراً بفيلم الحريف ١٩٨٤ من تأليف بشير الديك، وبطولة عادل إمام؛ الذي حاول فيه خان، تصوير ” قيمة الحياة ” من خلال ” سيجارة” من خلال حوارعادل إمام، مع أبيه صانع الأقفاص الفنان إبراهيم قدري:
“ازيك يا با
انت لسه فاكر أن ليك أب
أمي ماتت
ما كلنا هنموت … معاك …سيجارة ؟”


وهنا حاول خان، إبراز كمية المعاناة التي تعانى منها الطبقات الفقيرة في المجتمع، ومدى اليأس، والإحساس بالعدم الذي يشعر به الأب تجاه الحياة؛ حتى ثمن السيجارة لا يملكه، والموت حدث فقد هيبته فى عيون هذه الطبقة التي جعلها الفقر جسداً بلا روح .


كما صوَّر خان، تأثير سياسية الانفتاح على ” بيت العيلة” من خلال فيلم” عودة مواطن ” عام ١٩٨٦ من تأليف عاصم توفيق؛ حيث يتناول الفيلم قصة شاكر ” يحي الفخراني” الذي عاد بعد ٨ سنوات من الغربة في الخليج بحثاً عن الدفء والأمان في بيت العيلة بين إخوته، فاكتشف أنه في غربة داخل بيته، ووطنه، خاصة مع انقسام إخوته إلى فريقين، فريق يحاول التكيف مع عصر الانفتاح، ومتطلباته المادية، مثل فوزية ” ميرفت أمين ” التي تعمل سيدة أعمال، ونجوى ” ماجدة زكي ” التي  تعمل في أحد  الفنادق، وفريق فشل في التكيف، مثل إبراهيم ” أحمد عبد العزيز ” الذي فضَّل الهروب من هذا الواقع، بتناول حبوب الفاليوم المهدئة بشكل مستمر؛ حتى نقل إلى المستشفى، ومهدى” شريف منير” الذي تم القبض عليه نتيجة انضمامه إلى” تنظيم إرهابي” ؛ حيث حاول خان، توضيح مدى التفكك الذي عانت منه الأسرة المصرية المتوسطة في هذا الوقت، فى رد “نجوى” على أخيها “شاكر” عندما سألها عن سبب التغيير الذي لحق بهم “مبقاش حد فينا فاضي للتاني”.


هذا هو محمد خان،  المخرج المصري  الذي نحتفل بذكرى ميلاده هذا الشهر، حيث ولد  في  ٢٦ أكتوبر ١٩٤٢ الباكستاني الأصل، نسبة لأبيه تاجر الشاي، ومصري النشأة والهوى نسبة لأمه؛ حصل على الجنسية المصرية عام ٢٠١٤ بالتزامن مع عرض فيلم ” فتاة المصنع ” ، وهو من رواد المدرسة الواقعية في السينما.


★ كاتبة ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى