إذاعة وتليفزيون

ريم ياسين: هل تروج فوادفون في إعلانها للمدن السياحية الجديدة؟

ريم ياسين ★

تمتلئ الأجواء الصيفية بمشاعر السعادة والفرح، وهو الوقت الذي يستغله معظم الناس؛ لقضاء أوقات عائلية أكثر بالذهاب إلى المناطق الساحلية، وترك أجواء المدينة قليلاً، فالصيف معروف بالألوان، وحالة البهجة، وعلى صعيد آخر تستفيد الشركات بهذه الاجواء، وجذب العقول إليها بتقديم عروض تعود عليها بالربح خاصة لعملائها المتميزين، ومن ضمنهم شركة فودافون، التي تركز على سياسة الإبهار البصري من خلال إعلاناتها التليفزيونية، التي ينتشر بها أجواء من هذا القبيل، والتي جمعت بين مجموعة من الفنانين المحببين إلى شريحة من الجمهور، والذين ذاع صيتهم في الآونة الاخيرة، مثل ( كزبرة – أمير عيد – تميم يونس – أسماء جلال).

دعاية تجارية، ولمدن سياحية

يدور الإعلان حول وقت قضاء الإجازات، ولكن كلٌ بطريقته فمثلاً كزبرة، الذي يهرب إلى الشاطئ بعيداً عن مسئولياته في العمل، وأمير عيد يريد قضاء الوقت برفقة عائلته وأصدقائه؛ مبتعداً عن الأضواء والصحافة، مروراً بتميم يونس، الذي يهرب بوحدته إلى المياه والصخور، ويكون كلاهما على العكس من أسماء جلال، التي يكون مشهدها مصحوباً بالأجواء الصاخبة، والاحتفالية، فهي تبرز تلك الاجتماعية الزائدة وسط جماعات كبيرة من الناس، والتركيز على هذا الاختلاف بين الأربع شخصيات ليس اعتباطياً؛ بل كرسالة من الشركة أن أياً كنت، أو كانت حالتك الاجتماعية، فعروضنا مناسبة للجميع، أو كما استخدمت فودافون كلمات على نفس الوزن، وسهلة التذكر ” الصيف مهما اختلفنا عليه ..المهم فرحتنا بيه”، وكان للإعلان نصيبٌ من الدعاية للسياحة في مصر، فكل مشاهده كانت مصورة في أماكن تحتوي على بحار، ورمال نقية، بالإضافة إلى ظهور جزءٍ من المنتجعات السياحية، والأنشطة؛ التي تحتوي عليها كركوب اليخوت، والحفلات، وما شابه، تلك السياسة الإعلانية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، والسيطرة البصرية على المعلومات المخزنة في العقل الباطن، فكان الربط بين مشاعر الفرح في فصل الصيف في الأماكن الساحلية؛ باستخدام العروض المروج لها.

فلسطين حاضرة في السينوغرافيا

كما ذكرنا أن الإعلان مصورٌ في مناطق طبيعية؛ لذلك كانت الإضاءة طيلة الإعلان إضاءة طبيعية؛ ولكن كانت إضاءة عادية في مشهد أسماء جلال؛ لإبراز فقط ملامح الوجه، وتغير مكان التصوير، والديكور على حسب الجو العام للمشهد، وعلى أساس اختلاف كل شخصية، أما الازياء فكانت مشابهة لألوان العلامة التجارية للشركة، فتنوعت بين الأحمر، والأبيض للرمز لها، ومع ذكر الرموز والرسائل وراء المادة المعروضة، ظهر تميم يونس، في مشهد محاطاً بالعديد من ثمار البطيخ، وممسكاً بقطعة منه، ونظرية الألوان هذه؛ التي جعلتنا مدركين أن تلك الفاكهة هي رمز لدولة فلسطين لحملها نفس ألوان العلم، فنعم، نحن نروج لنكسب، ونصنع إعلانات لجذب المشترين، ولكننا لا ننسى أرض الزيتون، و حق أهلها بين كل تلك المشاغل، وأقل ما نقدمه هو التذكير بها بين كل آن، وآن، فإذا استطاعوا منع الحديث عن القضية، فالسينوغرافيا لها أفواه كثيرة.


موسيقى متنوعة

إن أكثر العناصر التي تثبت في العقل هي الموسيقى؛ خاصة الممزوجة بإيقاعات، ومصممة بكلمات مختلفة، لتصبح سهلة الترديد، وهذا ما تميزت به موسيقى الاعلان، وانتشرت سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت في البداية موسيقى شعبية؛ لتذهب إلى نغمات موسيقى البوب لتميم يونس، وتمتزج بالالحان المعروفة لأمير عيد، إلى موسيقى مبهجة لأسماء جلال، ليعود بنا مرة أخرى إلى عنصر الاختلاف المذكورأعلاه، كما احتملت كلمات تدل على تميز الشركة عن الباقي، و أن عروضها تستحق مثل “لا فيه شبه بينا” و”الصيف من غيرنا مجاش” لينتهي الإعلان بمقطوعة موسيقية تدمج بين الألحان الأربعة المختلفة .

وختاماً، وكما اعتدنا من فودافون، أنها تقدم أفكاراً جديدة للإعلانات في مختلف أوقات العام، وجميعها تحث على الترابط الأسري، والاجتماعي بين الناس، وتحث في مضامينها على التواصل الدائم، وهذا ما نبحث عنه في ظل الانتشار المستمر، والشاسع للمواقع، وأجهزة التواصل، وكما نقوم بتحديث الأجهزة من أجل الأمان الإلكتروني؛ فعلينا تحديث تواصلنا الأسري من أجل أمننا النفسي.


★ طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي ـ جامعة عين شمس ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى