إذاعة وتليفزيون

نهى إبراهيم: دراما رمضان ..طبق متنوع ..وتألق لنجوم.

نهى إبراهيم ★

انقضت ليالي رمضان المباركة كعادتها متسارعة ، ككل شئ جميل لا يلبث سوى أيام معدودة، وهو يغادر بشكل صادم ومفاجىء، كانت لنا من البركات والطاعات ، حاولنا اللحاق بركب الشهر الكريم على قدر المستطاع حتى وصلنا إلى نهاية رحلة الثلاثين يومًا .

وسط تلك الليالي  حظيت دراما رمضان بطابع خاص هذا العام ،فقد جذب انتباهنا تنوع الأعمال الدرامية المصرية على وجه الخصوص بشكل لم يكن له مثيل من قبل، فتنوعت الأعمال ما بين الثلاثين والخمس عشرة حلقة بالتناوب مع مسلسلات أخرى ، بالاضافة إلى ذلك فقد حظى المشاهد بمتابعة العديد من الأعمال التي شهدت عودة لأبطال السينما كأحمد السقا وكريم عبد العزيز بمسلسلي  العتاولة والحشاشين ،كذلك ظهور ياسر جلال بشكل مغاير هذا العام فى جودر والعودة إلى عالمنا القديم  لتحلو به ليالي رمضان ، وكان هناك استكمال لبعض الأعمال كالمداح  وكامل العدد .

وحظيت مشاركة خالد النبوى بمسلسل إمبراطورية ميم كخطوة جديدة منذ راجعين يا هوى مرورًا برسائل الإمام وحتى آخر أعماله التى يعيد بها واحدًا أهم الأعمال السينمائية إلى الدراما من جديد ، كما شهدت عودة النجم الأسطوري يحيي الفخراني فى عتبات البهجة وعالم جديد يلجأ إليه كبار السن عندما لا يجدوا رفقاء لهم !


كانت لبعض التجارب علامات كاملة بالنسبة لنا كدور إياد نصار بمسلسل صلة رحم ،وكيف كانت الكتابة عاملًا رئيسيًّا فى نجاح العمل بالإضافة إلى تخطي إياد نصار كل حواجز النجاح ليكون بالمقدمة هذه المرة ، لنسجل إعجابنا بعمل بكينا في نهايته، متعاطفين مع الفكرة ، إذ كان عملًا متكاملًا من جميع الجوانب .

في حين كانت تجربة أعلى نسبة مشاهدة والبطولة الأولى لسلمى أبو ضيف التى قامت وبكل صدق  بإيصال رسالة العمل المواكبة لواقع بات مخيفًا وسط عدد هائل من التطبيقات التى قد يتم السيطرة عليك من خلالها ، لقد كانت هناك عدة مشاركات قوية لكل الأبطال بدءًا بانتصار مرورًا بمحمد محمود الذي ترك عباءة الكوميديا مؤكدًا ذات الفكرة ،”الفنان الكوميدي يستطيع أن يضحكك كثيراً لكنه هو الأجدر أيضًا أن يبكيك “،ليلى أحمد زاهر ومشاركة متميزة جدًا بالإضافة إلى كل من ساهم بهذا العمل فالجميع هناك كان على قدر  المسؤولية لإيضاح المغزى الحقيقي للفن وهو طرح المشكلات ، القيام بعلاجها أو بالأحرى تسليط الضوء عليها .

ومحمد سامى من جديد لكن هذه المرة مع مي عمر ونعمة الأفوكاتو بعمل مختلف ذو نكهة مختلفة ،استطاع جذب الجمهور لمتابعته لكنه كان يحتاج إلى كثير من التدقيق بالكتابة الدرامية كى يصل للمستوى المطلوب ، ورغم ذلك كله لن نمل من التذكير محمد سامى بأنه مخرج رائع ذو أفكار جيدة لكن المخرج الجيد ليس بالأحرى كاتب جيد .
ومي عمر نجمة لها ظهور براق لكنها بحاجة إلى كثير من الأعمال التى قد تنقلها خطوات أعلى لكنها مشروع نجمة مبشرة .

شهد الموسم الرمضاني تسابق الكثير من الأعمال الكوميدية مثل أشغال شقة الذي كان أشبه بوجبة خفيفة وصلت لغايتها بعدد حلقات قليل ، خالد نور وولده نور خالد وكوبرا لمحمد أمام بالإضافة إلى مسلسلات كحق عرب لأحمد العوضي ،محارب لحسن الرداد وغيرها كثير من الأعمال الأخرى التى تتبعها الجمهور بمختلف الشاشات .

فكم كانت رائعة اللحظات التى نستمتع بها بموسيقى مسلسل العتاولة ونحن نتابع المباراة الشيقة بين السقا بجلده الجديد الذى شعرت بالسعادة من أجله هذا العام ، طارق لطفى الذى أصبح الأفضل على مستوى الأداء التمثيل بكل عمل يدخله منذ سنوات، وباسم سمرة الذى انتزع الضحكات والإعجاب فور إطلاقه إحدى إفيهاته ، ثم هي شاقة عندما تحاول أن تغمض الجفن عن تصور كريم عبد العزيز بدور حسن الصباح الدموي لكنه يستطيع هذه المرة أن يقتلع آهاتنا وهو يتحول بالشخصية إلى ذلك الكهل الذي يبحث عن نفسه ، لن تشعر سوى بالفخر لسنوات تابعت بها كريم وهو ينضج بآدائه ليتحول إلى نجم أيقوني يستحق كل المودة والقبول الذى يحمله له الجمهور على الدوام ، حافظ دائمًا على احترامه فتقلد كل الحب والاحترام بالأخير .


بالإضافة إلى ذلك كله كان الظهور اللافت لبعض الفنانين كفريدة سيف النصر بدور سترة ، حيث وضح جدًا عليها النضج الفنى والمنطقة الجديدة التى تم زجها بها بعد سنوات طويلة من عملها بالدراما …فريدة تستحق الإشادة هذا العام.

كما أن ظهور صلاح عبد الله  الجميل ضمن أحداث مسلسل العتاولة وكذا مسلسل عتبات البهجة ،والعودة القوية  لأحمد عيد الذي شعرنا بكم كبير من البهجة فور رؤيته بجوار كريم عبد العزيز فكانت العودة القوية التى تستحق المتابعة ، فتحي عبد الوهاب وإضافته القوية للمداح لما له من سحر خاص يضيفه لأى عمل يتواجد به ،كمال أبو رية فى دور والد نعمة قام به بكل اقتدار و طبيعية جعلته قريب جدا من القلب بشكل لا يصدق  ،انعام سالوسة بمسلسل أعلى نسبة مشاهدة بتعبيراتها التلقائية وفنها الهادىء.


على الجانب الآخر كانت هناك بعض الأعمال المخيبة للآمال ؛ لذا وجب النصيحة لهم بإعادة التفكير مجددا بأعمال قوية ذى أفكار جيدة ،تكرار نفس الشخصية لأكثر من عام يضر بالممثل كثيرًا ،الطبيعية بالآداء هى الطريقة الأنسب لقلب الجمهور .

بالنهاية فقد كان عامًا زاخرًا بأعمال على مختلف الأذواق أشبه بوجبة دسمة تشعر من خلالها بالتنوع الكبير والتفرد لعدد كبير من النجوم .


★كاتبة-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى