محمد فهمي: “رامز جاب من الآخر”.. هل أضاع عليه مكاسب أخرى؟!
محمد فهمي ★
منذ أيام قليلة، قبل بدء شهر رمضان الكريم – أعاده الله عليكم وعلينا باليُمن والبركات – طرحت قنوات إم بي سي مصر، البرومو الخاص، لبرنامج “رامز جلال”، لعام 2024، وهو بعنوان “رامز جاب من الآخر”، وتقوم فكرة البرنامج على تنفيذ مقلب يجمع بين اثنين من الفنانين، جمعت بينهما خلافات مسبقة، سواء كانت خلافات شخصية، أو فنية، وكان تعليق “رامز جلال”، نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح البرومو “هنحط البنزين جنب النار”.
تفاصيل بسيطة:
بعد إذاعة ثلاث حلقات من البرنامج، نسرد إليكم بعض تفاصيل البرنامج لهذا الموسم، حيث يستضيف نجمين معاً في حلقة واحدة، وتنقسم إلى عدة فقرات، الفقرة الأولى عبارة عن حديث نمطي للضيفين مع “رامز” بشخصيته الحقيقية دون تنكر، وارتداء ماسكات لشخصيات مختلفة، كما اعتاد الجمهور من “رامز” في المواسم السابقة، ويعلما أنهما ضيفان في برنامج يقدمه “رامز جلال، وأنه مجرد برنامج حواري لطيف، دون مقالب، أو أي شيء يثير غضبهما طيلة الحلقة، ولكن دون معرفة أنهما سيظهران معاً في حلقة واحدة، وبعدها يترك الضيفين، كلاً منهما في غرفة منعزلة، ليلقي كلمة السر “الكالون في السيفون”، والتي تكون هي مفتاح تنفيذ المقلب، الفقرة الثانية تكون أداء تمثيلياً من كلا الضيفين، والحكم رامز، وبطبيعة الحال لن يسلما من سخريته منهما، الفقرة الثالثة وهي لقاء رامز معهما ويتصافحان، وكأن شيئاً لم يحدث.
لمسات معتادة:
اِعتاد “رامز جلال” طيلة الأعوام الماضية، تقديم فكرة جديدة لبرنامجه كل عام، ففي اعتقادي “رامز” لم يترك لوكيشن تصوير، إلا ونفذ فيه أحد مقالبه في البحر، أو في الجو، أو في الأرض، وتميز “رامز” بتغيير قَصَّة ولون شعره، كل موسم رمضاني مهما كان غريباً، وفي البداية الحلقة مقدمة نارية مليئة بالتعليقات الكوميدية، واللاذعة في بعض الأحيان لنجم الحلقة، وهو يرتدي ملابس أنيقة مليئة بالألوان، التي تعكس الأجواء الكوميدية للحلقة، قبل دخول ضيف الحلقة، وتنفيذ مقلبه.
من البداية :
بدأت مسيرة “رامز جلال”، في تقديم البرامج التليفزيونية، منذ عام 2009 ، وبالتحديد في برنامج “رامز حول العالم” وكانت تتسم بروح المغامرة، لرحلة ينطلق بها “رامز” في أحد البلدان؛ حقق البرنامج نجاحاً ساحقاً، جعله يقدمه لمدة 3 أعوام على قناة الحياة، باختلاف المسمى لكل موسم، ويعود سر نجاحه في البرنامج،لارتباط الجمهور المصري بنجم خفيف الظل، وكان “رامز”، كثير المتاعب مع زملائه من النجوم في الكواليس، ولكن لحبهم له كانوا يتقبلون دعاباته، وفي النهاية لا يظهر للجمهور العام، كل ما يحدث خلف الكواليس، حتى انتقلت الدعابات أمام الكاميرا أمام ملايين من المتابعين.
مقالب خفيفة، ثم التطاول بالأيدي:
قرر فريق عمل برنامج “رامز حول العالم” استغلال الشعبية، التي يتمتع بها من الجمهور، وكذلك علاقة الصداقة، التي تربطه بالعديد من الفنانين، فكانت مقالب بميزانية بسيطة داخل لوكيشن معتاد، للبرامج الحوارية، مصحوبة بتعليقات خفيفة من “رامز”، مع ضيفه، ورد فعل غير متوقع للفنانين، جعلت الجمهور في اشتياق لمعرفة نجم الحلقة القادم، وبذلك حجز “رامز” مقعداً في الماراثون الرمضاني لمدة عشرة أعوام بلا توقف، وطيلة تلك الأعوام، اختلفت ردود أفعال الضيوف من البسمة، التي ترتسم على وجوه الفنانين، والإحساس بالطمأنينة، بمجرد رؤية ” رامز”، وأنها مجرد دعابة ليس إلا، إلى ثورة غضب، وألفاظ نابية ،وتطاول بالأيدي أمام عدسات المصورين، دون خجل من الجمهور ، الذي اعتاد رؤية الفنانين بصورة معينة لنموذج ناجح، تحتذي به الأجيال القادمة.
هل رحلته مع المقالب كانت مثمرة؟
بالتأكيد كانت رحلة مثمرة مليئة بالنجاحات، وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد أعلى نسب مشاهدات لدرجة تجعله يقفز على كبار نجوم الدراما، ولن ننكر المكاسب المادية، التي جناها “رامز”، من تلك الرحلة، وبالأخص بعد نقل بث البرنامج، من الحياة إلى إم بي سي مصر، واستقطاب الجمهور العربي من كافة الأنحاء، ولكن هل “رامز”، الفنان الكوميدي، خسر سباقه مع أبناء جيله؟
سنجيب على هذا السؤال، ولكنها ستكون مجرد إجابة شخصية، تحتمل الصواب والخطأ، في اعتقادنا “رامز”، خسر أهميته كفنان كوميدي، وسط أقرانه من أبناء جيله، أو الجيل الذي يليه، مروراً لجيل مسرح مصر، على الرغم من تقديمه لعدة أعمال سينمائية، كل عام، أو عامين، ولكن من منا يتذكر تلك الأعمال؟ هل هي بكفاءة، وعبقرية “أحمد حلمي” في “اكس لارج”، هل تتسم أعماله بالسهل الممتنع، كأعمال “كريم عبد العزيز” الكوميدية، هل هي محل انتقادات ونقاشات، كأعمال نجوم مسرح مصر، وعلى رأسهم “على ربيع”.
والسؤال الأهم، والذي نتمنى أن يجيب عليه الفنان “رامز جلال” بنفسه، هل ما يتمسك به طيلة هذه الأعوام، ما زال محل اهتمام الجمهور، وبالأخص الجمهور المصري.
★خريج قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.