فنون وآداب اخرى

ريم ياسين: كيف استحوذ إعلان”We ” الرمضاني على الأجواء ؟

ريم ياسين★

في ظل السباق الرمضاني للمسلسلات الدرامية، تتخلل الشركات الإعلانية الشاشة بشكل دائم، لجذب المُشاهد للسلعة المعروضة، سواء للمنتجات، أو شركات الاتصالات المختلفة، من خلال اتباع سياسة معينة في التقنيات الفنية، والتأثير البصري المستخدم للتأثير على المتلقي، خاصة فئة الشباب، لضمان هذا الانتشارعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والترويج للمنتج على نطاق واسع.

إحياء الأجواء العائلية:

تم عرض إعلان يجمع بين مشاعر الألفة، والدفء الأسري، الذي أصبح مفتقداً قليلاً في عصرنا الحالي، وهذا ما فعلته شركة” We “من خلال إعلانها هذه السنة، في استخدام نماذج متنوعة بين كبار الفنانين، والوجوه الشابة،  والتي لها شعبية كبيرة، ودمج تلك المشاهد المختلفة مع أغنية “دايماً على بالي” للفنانة أليسا، لامتلاكها هذا الصوت الهادئ، والمليء بالإحساس بتلك الكلمات، التي تتعلق بالذهن، وتذكرنا بشعور الافتقاد، والحب معاً، والتي تكررت في الإعلان بشكل مستمر، في شتى العلاقات، وتوظيف كل مقطع مع الحالة الشعورية له، فمثلاً العلاقة الأسرية بين هند صبري، وخالد النبوي، وأيضاً عصام عمر، ورزان جمال، والعلاقة العاطفية بين أحمد مالك، وآية سماحة، وهذا الترابط بينهم، فكلٌ منهم مكمل، وجزء في حياة الآخر.

رموز فلسطينية:

في الآونة الأخيرة، وفي ظل الحث على الدعم لإخواننا في غزة، ساعدت وسائل الإعلام على نشر القضية، وظهر هذا في الإعلان ، في مشهد خالد النبوي،  كونه أستاذاً في الجامعة، وبإرتداء أحد الطلاب سترة عليها “بطيخ”، وهو الرمز المستخدم للتعبير عن فلسطين، نظراً للتشابه اللوني بينه، وبين العلم، وهنا ذكاء التعبير الرمزي، وسياسة غير المباشر، التي تحث على استمرارية الدفاع، والتكلم عن القضية الفلسطينية، في ظل الأجواء الاحتفالية، بالشهر الكريم .


صداقة مختلفة الأجيال:

كما تناول الإعلان مفهوم الصداقة، ولكن بطريقة  تحتوي على الفجوة بين الأجيال ، فظهرت فئة الشباب، وهم مجتمعون في مكان يشبه أبناء عصرهم، وكيف استخدموا وسائل التواصل للتعبير عن سعادة الوقت الذي يقضونه، وعلى النقيض ظهرت الفنانة “إسعاد يونس”  كناية عن الصداقة الوفية ، بينها وبين الفنانة الراحلة “سهير البابلي”، في مشهد لهما من بكيزة وزغلول، كتخليد لذكراها، وتاريخها العريق ، والتعبير عنه في مقطع “حبايبنا يا ناس في القلب أكيد عايشيين”

تقنيات إخراجية:

اِستخدمت قطع الديكور في كل وحدة، بما يتناسق مع الحالة التعبيرية له، مثل المنزل، أو إستوديو التصوير، وجمعت بينها وبين ألوان الملابس الخاصة بالفنانين، بما يتشابه مع العلامة التجارية، فتراوحت بين الأرجواني والأبيض، وساعدت الإضاءة على إظهار الألوان بشكل زاهٍ، لإبراز تلك الحالة المعبرة عن السعادة في كل مشهد في الإعلان، كما كثرت اللقطات القريبة، والقريبة جداً، للتركيز على تعبيرات الوجه للممثلين بشكل كبير، وإيصال ما تعنيه للمُشاهد بسهولة.

هل أثرت التغييرات العصرية، على شكل الإعلانات؟

وحيث إن الإعلانات التليفزيونية، تكمن قيمتها في الفكرة الإبداعية، أو المروجة، والتي تعتمد على دقائق معروضة، وهو ما يثبت أكثر في ذهن المتلقي، فعلى الجهات الإنتاجية مراعاة هذا الجانب، في بث إشارات هادفة بصورة غير مباشرة، ودمج هذه العناصر المتطورة للجيل الحالي، لضمان سرعة التأثر بها، مع الحفاظ على هذه الصورة اللائقة عن ثقافتنا العربية، التي تحتوي على هذا القدر الوافي من التاريخ الفني، الذي صنعه أصحاب الأسماء العريقة، ويبقون دائماً و أبداً “صورتك في خيالي مبتروحشي”


★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى