رأيفنون وآداب اخرى

علاء الجابر: أصدقاء المكتبة في بلاد النشامى.. بين أطفال المخيمات والمدارس

علاء الجابر★

حين اتصلت بي الصديقة العزيزة أمل الرندي، رئيسة مبادرة (أصدقاء المكتبة)، لتخبرني كعضو في المبادرة عن نية التوجه إلى الأردن، في رحلة تطوعية للتواصل مع الأطفال، وزيارة أطفال مخيمات اللاجئين هناك، لم أتردد لحظة واحدة، للقيام بدوري في التشجيع على القراءة والتوعية بأهمية الكتاب، وهكذا فعلت الكاتبتان هدى الشوا، وحياة الياقوت، عضوتا المبادرة، ومن ثم انضمت إلينا من هناك الكاتبة فاطمة شعبان في واحدة من الفعاليات، بينما اعتذرت كل من الفنانة والكاتبة ثريا البقصمي، والشاعرة سعدية مفرح، لارتباطات ثقافية أخرى سابقة.

رئيسة مبادرة أصدقاء المكتبة أمل الرندي

كانت تلك رحلة المبادرة الأولى خارج الكويت، بعد ثلاث سنوات من الفعاليات والأنشطة المحلية، تحت مظلة مبادرة بدأت بحلم راود مُؤسِّستها (أمل الرندي)، بتشجيع ومساندة من بعض العاملين في مجال الطفولة في الكويت، وبرعاية ودعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الجهة الأولى المعنية بالثقافة في الكويت، بجانب رعاية واهتمام من قبل (جمعية جود الخيرية)، الجمعية الكويتية التي سخرت كل جهودها في سبيل الاهتمام باللغة العربية، وكل ما يعزز من دورها في المجتمعات، من خلال البرامج التعليمية، والمبادرات الثقافية، ويُعد السيد عبد العزيز يوسف الزايد رئيس الجمعية من المخلصين في هذا المجال، يُقاتل بكل ما يملك من أدوات، في سبيل تعزيز اللغة العربية، خاصة في الدول غير الناطقة بها، ولا يمكن تجاهل دور د. فريد كلندر في هذا الشأن، بشخصيته البشوشة، التي تقابلك بابتسامة، رفقة أعضاء الجمعية من المتطوعين.

عبد العزيز يوسف الزايد
د. فريد كلندر

كرم الأمانة العامة للأوقاف

قبل الرحلة بثلاثة أيام فقط، حدثت الأستاذة الفاضلة ندى البسام مدير إدارة المعلومات والتوثيق في الأمانة العامة للأوقاف، عن الرحلة وأهدافها، لكوني عملت معها لبعض السنوات في جائزة الكويت لتأليف قصص الأطفال، وأدرك مدى حبها للعمل الخيري، ورغبتها الحقيقية في إسعاد الأطفال، مثلها مثل معظم العاملين في الأمانة العامة للأوقاف، والذين وبحكم عملي معهم في تلك السنوات، ألمس إخلاصهم، وحماسهم للعمل خارج الإطار الوظيفي فحسب، وانطلاقاً من إعجابي الشخصي بمطبوعات الأمانة، طلبت منها تزويدنا بمجموعة من الإصدارات، ليستمتع الأطفال في مدارس الأردن، وفي المخيمات بتلك الإصدارات، وهذا ما حصل، حيث إن خطاباً واحداً باسم المبادرة، وفي وقت قياسي، كان كفيلاً بأن يملأ صندوق سيارتي ، بمجموعة كبيرة ورائعة من إصدارات الأمانة، حيث تم توزيعها على الكثير من الأطفال، بالإضافة إلى إهداء العديد من النسخ للجهات المعنية، لتحتفظ بها في مكتباتها، ليستفيد منها الأطفال.

مدير إدارة المعلومات والتوثيق ندى البسام
توزيع مطبوعات الأمانة العامة للأوقاف في مخيم اللاجئين

مدرسة أبناء القدس

منذ اليوم الأول للرحلة، بل منذ اللحظة الأولى، التي وطئنا فيها أرض النشامى، أذهلني التنظيم الدقيق لرئيسة المبادرة أمل الرندي، بالتعاون مع العضو النشط، كاتب أدب الطفل المميز، والصديق العزيز الشاعر محمد جمال عمرو، وذلك التنسيق المسبق لجميع الفعاليات، التي شارك فيها الفريق، حيث إن محمد جمال عمرو كان يحرص على أن لا تضيع أي دقيقة من وقت الفريق، دون تنفيذ تفاصيل البرنامج، الذي تم الاتفاق عليه بينه وبين الرندي ، قبل وصولنا بفترة طويلة.

مع محمد جمال عمرو

لعل أبرز ما جاء في برنامجنا، الدعوة التي تلقيناها من قبل الرجل المضياف الدكتور عزمي عمر، مؤسس روضة ومدرسة أبناء القدس، والذي استقبلنا بروح مرحة وكرم نطقت به جدران مدرسته، وحديقة منزله المقابل للمدرسة، الذي تَعَوَّدَ أن يستضيف بها الأطفال، تلك الحديقة التي كان لي نصيب التجول في ارجائها، والتعرف على ما زرعه المحب للبستنة د. عزمي فيها من مختلف النباتات والزهور والفواكه، وبالطبع لم أنس أن أقتطف لي ولأعضاء المبادرة، الكثير من فاكهة الأسكدنيا اللذيذة، في تلك الحديقة الزاهية كان موعدنا مع مجموعة كبيرة من الطلبة وبعض المعلمات، حيث قرأنا كأعضاء للمبادرة، مجموعة من قصصنا لمن أحضر قصصاً،  والأشعار لمن أحضر دواوين شعر، لنفاجئ أن طلبة تلك المدرسة ليسوا أذكياء فحسب، بل كانوا يحفظون الكثير من سيرنا الذاتية، وبعض المعلومات عن إصداراتنا، التي تناقشنا فيها معاً، وفي ختام اللقاء معهم تم تقديم مجموعة من كتبنا الخاصة لهم، بالإضافة إلى إصدارات الأمانة العامة للأوقاف، التي تم إهداؤها إلى الطلبة النابهين، ومجموعة كبيرة منها إلى مكتبة المدرسة، ثم قام د. عزمي بمعية مديرة المدرسة الأستاذة نادية، بتسليم كل عضو من أعضاء المبادرة، مجسماً رائعاً للمسجد الأقصى  الشريف.

الاستاذ عزمي عمر يكرم اعضاء المبادرة

ولم يكتف د. عزمي بكل هذا، بل أصَرَّ ـــــ وفي بادرة ليست غريبة عليه وعلى أهل الأردن ـــــ على دعوة أعضاء المبادرة لحفل عشاء أقامه ترحيباً بنا، بحضور السيدة نادية، مديرة المدرسة وبعض من إداري المدرسة، وبتواجد خاص لمؤسس وأمين عام حزب الحياة الأردني سابقاً، طاهر عمرو، الذي حضر خصيصاً للقائنا، والترحيب بنا، ودعا ـــ  مشكوراً ـــ أعضاء المبادرة للمشاركة في تكريم الأطفال والشباب المتميزين في مدينة الكرك، غير أن بعد المسافة، وارتباطنا بجدول مزدحم بالأنشطة، جعلنا نعتذر عن هذه الدعوة الكريمة.

اعضاء المبادرة مع د. عزمي عمر و بعض أطفال مدرسة أبناء القدس

الرأي وجهود السواعير

انتقلنا بعدها إلى مقر جريدة الرأي الأردنية، حيث كان في استقبالنا الصحفي والأديب، إبراهيم السواعير، المشرف على الصفحة الثقافية، والذي رافقنا إلى مكتب مدير مركز الرأي للدراسات، هادي الشوبكي، الذي أشاد بدور الكويت والثقافي، ورحب بالوفد مؤكداً على أهمية الدور، الذي يلعبه هذا النوع من المبادرات التطوعية، في نشر الوعي بالقراءة بين الأطفال العرب.

إبراهيم السواعير

ومن ثم، وبجهوده وروحه المعطاءة عقد السواعير – مشكوراً- مؤتمراً صحفياً لفريق المبادرة، عبَّر فيه عن إعجابه بتلك الزيارة، وفائدة، وتأثير مثل تلك المساهمات التطوعية، ثم ترك الفرصة، ليتحدث فيها كل عضو عن أهمية تلك المبادرة، حيث تصدرت الصفحة الثقافية في اليوم التالي باهتمام ملحوظ، ولم ينسَ أعضاء المبادرة، تسليم السواعير،  مجموعة من إصدارات الأمانة العامة للأوقاف، لتسليط الضوء إعلامياً على دور الكويت، والأمانة العامة تحديداً، في نشر المعرفة والثقافة في أرجاء الوطن العربي.

المؤتمر الصحفي الذي عقدته جريدة الراي الأردنية لأعضاء المبادرة

في مخيم اللاجئين 

جاء اليوم المرتقب، والذي من أجله تم التخطيط لرحلتنا، بالاتفاق مع ممثلة مفوضية الأمم المتحدة في الكويت، نسرين ربيعان، التي كان لها دورٌ إنسانيٌّ وإداريٌّ رائع، في تسهيل مهمتنا، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة في عَمَّان، ومخيم الأزرق لللاجئين السوريين في الأردن، للقاء مجموعة من أطفال المخيم، وتقديم الأنشطة، والفعاليات الثقافية لهم.

أمام مركز التميز داخل مخيم اللاجئين بالأزرق

انتقلنا للمخيم في منطقة الأزرق بسيارة، تم توفيرها من قبل عضو المبادرة هدى الشوا مشكورة، وذلك بمرافقة السيد رائد (من مواليد الكويت) في رحلة صحراوية، استمرت ما يقارب الساعتين.

على بوابة المخيم، وبكل رقي وتهذيب تعامل معنا طاقم الأمن الأردني وإدارة المخيم، حيث استقبلونا استقبالاً حافلاً، وخصصوا لنا سيارة من الأمن، لتقود رحلتنا في التنقل بين الأجزاء المختلفة للمخيم الكبير جداً، حيث وصلنا بعد قطع مسافة كبيرة في الداخل، إلى قاعة منظمة ومجهزة بشكل مرتب، لاستقبال عدد كبير من الأطفال السوريين، الذين أبهرونا بذكائهم أثناء الحوارية، التي أجريناها معهم، كما أدهشونا بحفظهم للكثير من السور القرآنية، وتجاوبوا معنا أثناء قراءة كل منا لإصداره، وبعد تقديم الرندي لأغنية المبادرة (أصحاب المكتبة)، وتجاوب الأطفال معها، قدمت أعضاء الفريق، فبدأت هدى الشوا الفقرات، بتقديم كتابها قصة (طائر الفلامنجو يأكل المانجو)، والحديث عن هذا الطائر المهاجر إلى جزر الكويت، في حين قرأت حياة الياقوت، قصتها المعنونة (خشوم)، التي تدعو لأهمية الثقة بالنفس وعدم التنمر، في حين قدمتُ لهم قصيدة (أنا فنان)، ودار بيننا حوار حول الألوان، وختم اللقاء الشاعر محمد جمال عمرو بتقديم مجموعة من قصائده، التي تجاوب معها الأطفال، خاصة قصيدة (حسوني) ومشكله مع الأسنان.

مع بعض أطفال المخيم

لا شيء يسعدني!

في ظل تلك الأجواء الماتعة، لاحظت أن السعادة قد غمرت الأطفال الصغار، بينما ظلت مسحة من الحزن، ترتسم على ملامح الأطفال الأكبر سناً، بينهم طفل في الثانية عشرة، كان حزيناً بصورة واضحة، فسألته عن سبب حزنه، فاختصر الاجابة، وأشار بأن: “لا شيء”.

كانت الزميلة هدى الشوا تستمع لحوارنا، وقد لاحظت حزنه، فطلبت مني أن أكرر السؤال، عندها نظر إلى عيني بتركيز، ورد بانكسار: لا شيء يسعدني!

لحظتها شعرنا جميعنا بالحزن والألم، وتأكدنا من حاجة هؤلاء الأطفال للمزيد من الأنشطة الثقافية والترفيهية، علها تخفف عنهم معاناتهم، وتلون أيامهم، حيث أخبرنا السيد أسامة صباح، المسؤول عن هذا الجانب في المخيم، أننا أول من يصل للمخيم بغرض ثقافي ترفيهي خاص بالأطفال، فجميع الزيارات السابقة، إما بغرض البحث العلمي، أو بغرض إجراء استبيانات، أو تقديم مساعدات عينية أو مادية، كما أخبرنا أن مفوضية الأمم المتحدة، وبالتعاون مع السلطات الأردنية تقدم لأبناء المخيم، العديد من الخدمات التعليمية والصحية وحتى النفعية، وأن السلطات الأردنية تمنح تصاريح العمل لسكان المخيم، حتى أن المصور المحترف، الذي رافقنا في رحلتنا لتصوير الأنشطة (محمد اليونس)، هو أحد أبناء المخيم، الذي لفت الأنظار بموهبته في التصوير، فتم تعيينه مصوراً معتمداً لأنشطة المخيم.

مع محمد المصور المعتمد في المخيم

غادرنا المخيم بمشاعر مختلطة، ما بين الفرح بتلك الساعات القليلة، التي حاولنا فيها أن ندخل البهجة والسعادة إلى قلوب هؤلاء الصغار الأبرياء، والحزن الذي كبل أعيننا لرؤية طفل محروم من أن يكون كسائر الأطفال،  بسبب ظروف لا ذنب له فيه.

ابتعد المخيم عن أعيننا، ونحن ننظر باتجاه بوابته، ونتمنى العودة إليه يوماً ما، كما وعدنا العديد من الأطفال، خاصة الفتيات الصغيرات، اللاتي وللأسف الشديد لم يتح الوقت الذي كان لدينا، بلقائهن أسوة بالأولاد.

حياة الياقوت ،أمل الرندي،علاء الجابر،هدى الشوا،محمد جمال عمرو وموظفي مفوضية الأمم المتحدة في المخيم

لمركز شومان .. دور رائد

من ضمن زيارات وفد المبادرة، جاءت زيارتنا إلى مركز شومان في عمان وهو مركز ثقافي شامل، يضم مكتبة عامة للكبار والأطفال، وقاعات سينما ومحاضرات، بالإضافة إلى إقامته للعديد من الأنشطة الثقافية، وهذا ما يجعل من المهم أن نفرد له مقالاً خاصاً بدوره الثقافي الرائد.

ريتا زيادة ،محمد عمرو ،حياة الياقوت ،علاء الجابر،مهند الرطروط أمام مؤسسة شومان

في السلط .. حتى الجدة  حضرت

في مدينة (السلط) ذات الطبيعة الساحرة، التي تحيط بها الجبال والوديان من كل ناحية، وُجِّهَتْ لنا دعوة كريمة من د. ربحي عليان، أستاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية، للقاء بأطفال قرية النعيمات، البعيدة عن العاصمة، والذين كانوا في توق شديد لهذا اللقاء.

في الطريق إلى السلط

قاد فريق المبادرة في تلك الرحلة، الشاعر وعضو المبادرة من الأردن محمد جمال عمرو، حيث كنا نتنقل بسيارته الخاصة كما هو دأبه الكريم دائماً، متجهين منذ الصباح إلى منطقة الصبيحي، وتحديداً إلى قرية بيوضة الشرقية، التي التقينا فيها بجموع الأطفال في مزرعة د. عليان.

ولأن الطريق بعيد وصعب ومتعرج، ويمر بين الكثير من المزارع، فلم يكن من الممكن استخدام جهاز تحديد المواقع، فاضطررنا إلى التوقف كثيراً، لسؤال سكان القرى التي مررنا بها، حتى وصلنا أخيراً إلى المزرعة الرائعة، التي تنام على جبل عال، يُطِلُّ على وديان الأغوار الأردنية، وهناك كان باستقبالنا د. عليان، بمعية صديقه د. عوض الحربي، الأستاذ بقسم دراسة المعلومات، بكلية التربية الأساسية  في الكويت، والذي قدم لنا يد العون بروح طيبة، ولطف جم.

د. ربحي عليان واقفا في مزرعته بالسلط وعلي يمينه د. عوض الحربي جالسا وفي الخلف أطفال قرية النعيمات

التقينا هناك بعشرات الأطفال المحبين للقراءة، والذين كانوا بانتظارنا، حيث لمسنا منهم، ومن إحدى الجدات (أم فيصل)، التي حضرت مع مجموعة من أحفادها، مدى تعلق الأطفال بالقراءة، والعلاقة الطيبة التي تربطهم بالدكتور عليان، الذي أحاط الجميع بكرمه، وحسن خلقه.

خلال الحوار، الذي استمر لأكثر من ساعتين، وجدنا من الأطفال تجاوباً كبيراً، وشغفاً بالكتاب والحوار، كونهم بعيدين عن العاصمة، وقليلاً ما يحضرون، أو يشاركون بأنشطة من هذا النوع، وفي نهاية اللقاء تم توزيع الكتب عليهم، لتنتهي الزيارة بمأدبة كبيرة أقامها د. ربحي عليان مشكوراً لأعضاء المبادرة، قوامها المنسف الأردني الشهير، والكنافة المعروفة.

قبل توزيع كتب الأمانة العامة للأوقاف على أطفال قرية النعيمات

للمبادرة كلمة

لم يكتف الدكتور عزمي عمر بلقاء أعضاء المبادرة بطلاب مدرسة أبناء القدس، بل أصر على مشاركتنا حفل تخريج طلبة رياض الأطفال في المدرسة، والذي تم إقامته في مقر أكاديمية القادة المحاذي لجامعة البتراء، حيث شمل الحفل تخريج أكثر من 100 طفل وطفلة بحضور أولياء أمورهم، وتضمن الحفل بالإضافة للتكريم، الكثير من الفقرات الفنية للأطفال بتدريب وإشراف مديرة قسم رياض الأطفال ومجموعة من المعلمات، كما أصر القائمون على الحفل أن يكون للمبادرة كلمة أمام حضور الحفل، الذي تجاوز عددهم 500 شخص، يتقدمهم مؤسس روضة ومدرسة أبناء القدس د. عزمي عمر، وراعي الحفل، عضو المبادرة محمد جمال عمرو، ومشرفة المدرسة السيدة نادية، وجميع العاملين، فتم ارتجال كلمة قصيرة من  قبلي باسم المبادرة، تحية للجميع على الدعوة الكريمة.

جانب من حفل التخريج

وفي مساء نفس اليوم، أقام عضو المبادرة محمد جمال عمرو، مأدبة لأعضاء المبادرة،  في بيته العامر بمرج الحمام، الذي تتلألأ بالقرب منه أضواء مدينة القدس الذهبية، وكان للسيدة حرمه الكاتبة سناء الحطاب، الدور الكبير في بسط مائدة حافلة بالمأكولات الأردنية الشعبية، بمساعدة ابنتيه  د. بيان، وريهام، وولديه المهندسَيْن يزيد ويمان، حيث احتفت الأسرة بالأعضاء، بكرم أهل الأردن المعروف، وبالأطباق، والحلويات الأردنية الشهيرة.

ختامها وزيرة الثقافة

وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار بين رئيسة المبادرة أمل الرندي ، وعلاء الجابر ،حياة الياقوت ، محمد جمال عمرو

كان ختامها مسك، وبالرغم من انشغالها الكبير في نفس يوم اللقاء، وازدحام الجدول الخاص بها، إلا أن معالي وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، خصصت اليوم الأخير من رحلتنا للقاء بنا في مكتبها بالوزارة، حيث تبادلت معنا بعفوية المربية والاستاذة سابقاً، القضايا المتعلقة بثقافة الطفل، وقد عرضت عليها أمل الرندي، الأنشطة التي قامت بها المبادرة، وأهميتها، والأهداف التي تنشدها، رغبة في تعزيز حب القراءة لدى جميع الأطفال في الكويت والوطن العربي، بمساهمات  تطوعية فردية، ورعاية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، ودعم من جمعية جود الخيرية، إضافة إلى بعض المؤمنين بالمبادرة، وناقشت الوزيرة تلك الأنشطة مع الوفد، وأثنت على تلك الزيارة، واتساع أفق النشاط، ليصل في رحلته الخارجية الأولى الى الأردن، ثم قدم لها أعضاء المبادرة، مطبوعاتهم الخاصة، إضافة إلى إهداء عددٍ من مطبوعات الأطفال، التي أصدرتها الأمانة العامة للأوقاف، من خلال جائزة الكويت لتأليف قصص الأطفال، لتعريف الوزارة بها ونشرها عربياً، فثمنت الوزيرة دور الكويت ثقافياً، وشكرت الأمانة العامة للأوقاف على المطبوعات، وأشادت بفخامة طباعتها، وأثنت على دور مبادرة أصدقاء المكتبة، في التواصل مع الأطفال في الأردن، ليتوج يومنا الأخير بالاهتمام والتقدير الرسمي، متجهين إلى المطار لمغادرة أرض النشامى، باتجاه الكويت أرض الصداقة والسلام، للتفكير في خطوات تطوعية جديدة، وفي قلبنا نحمل عشرات الصور البريئة، لأطفال مميزين في هذا الوطن العربي الكبير، نتمنى أن تنصفهم الحياة في المستقبل القريب، ليقدموا لوطننا العربي، مواهبهم، وطاقاتهم الجميلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ رئيس التحرير

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى