سارة أشرف: تحليل العتبات الأولى، للأعمال الدرامية في رمضان 2024.
سارة أشرف ★
في عالم الرسائل قديماً قيل “الجواب يبان من عنوانه”، وتم تداول العبارة في كل مكان وموضوع، حتى أصبحت مثلاً شعبياً دارجاً، يُعبر عن كل شيء بمجرد النظر لمظهره، دون الغوص في المضمون، مثلاً يضج بالأحكام الأولية التي تحمل الخطأ والصواب، وفي الآونة الأخيرة، اِنتشر مصطلح الهوك (HOOK) بين صانعي المحتوى، فيما معناه أن النص المكتوب، أو الفيديو يجب أن يحمل سمات العصر، ويخطف عين، بل وعقل المتلقي، وفي عالم الأدب والنصوص والفن، يُطلق على المقدمات الأولية، وعنوان النص عتبة، باعتبار أن كل عمل فني مهما كان تنصيفه، هو غرفة مغلقة لديه باب، وعتبة للولوج له.
التتر ليس موسيقى فقط؟!
بالوصول لشهر رمضان الكريم، وسباق الأعمال الدرامية، فهو الحدث المنتظر كل عام، لدرجة أنه هذا العام، تصادف أن يكون حفل الأوسكار في نفس أول يوم رمضان (ليلة 11 مارس)، وعلى الرغم أنه حَدَثٌ مهم إلا أنه لم يتم الالتفات له بالقدر الكافي، نظراً لتدفق الأعمال الدرامية، والإعلانات الخاصة بالموسم الرمضاني، وعليه فلنحلل معاً، العتبات الخاصة بكل (مسلسل)، مع الوضع في الاعتبار أن العتبات التي نتحدث عنها، تبدأ منذ كان العمل مجرد خبر صحفي، بأن الفنان (فلان)، تعاقد مع المخرج (فلان)، والمؤلف (فلان)، والشركة المنتجة (كذا)، وصولاً لطرح البوسترات الدعائية، التي بحد ذاتها فن قائم بذاته، ولكنه مُهمل، ومهدورٌ حق تحليله وتأمله، والعتبة التي تلي ذلك، هي تتر بداية المسلسل، وهو أداة خطف HOOK) مهمة، لأن من شأنها أن تُقربك من الدراما، حتى وإن لم تكن مهتماً بالمشاهدة والمتابعة، فالأذن تلتقط بحساسية، وبعدها تنتبه العين وتتابع، فالتتر ليس مجرد موسيقى ملائمة لتيمة المسلسل، أو أغنية كاملة يمكن أن تستمر معنا بعد انتهاء المسلسل، ولكن عبر تتر المقدمة، من الوارد أن تكتشف أحداثاً بالمسلسل، أو من هو الفنان الدافع للأحداث، وبعد هذا كله، نصطدم مع الحلقة الأولى، وإيقاعها، والتعريف بالشخصيات الدرامية، كل هذه العتبات، إما أن تجعلك تقع في شبكة غرام متابعة المسلسل، أو إبعادك عنه، ولهذا لا نبخس حق تأثير مشهد (الأفان تيتر)، وهوالمشهد الذي يسبق تدفق، وظهور تتر المسلسل، مشهد له مفعول الخُطاف، أو بمعنى أدق، إثارة فضول المتفرج، وإعمال عقله، ليربط بين هذا المشهد، وما يليه من مشاهد، وأحداث على مدار حلقة.
مخبيالنا إيه؟
من مسلسلات هذا العام، التي استخدمت (الأفان تيتر) كان مسلسل “مسار إجباري” وهو من المسلسلات القصيرة هذا العام، وهو من إخراج “نادين خان”، وبطولة شابين هما عصام عمر، وأحمد داش، يشاركهما محمود البزاوي وبسمة، وصابرين، ورشدي الشامي، وغيرهم، ذاك المشهد الذي نرى فيه فتاة صغيرة يمسكها والداها من يديها، ويسيران في شارع، تقابلهما امرأة تصرخ بوجود قتيلة، لنجد في المسلسل بعد ذلك مقتل “حبيبة الكردي” وتأثير هذه القضية على محمود البزاوي، رغم انتهاء الحلقة دون معرفتنا بصلة قرابة، سواء بالقتيلة، أو بالشاب الذي رُحِّل للإعدام، ولكن تنتهي الحلقة بوضعنا أمام مفاجأة، أن بطلي المسلسل اللذين من عالَمَين مختلِفَين، اِجتهدت المخرجة عبر تفاصيل مرئية، سواء منزلهما، أو ملابسهما، تعريف الشخصيتين وحياتهما، والتباين الطبقي الواضح بشدة، على الرغم من أن والديهما هو نفس الشخص، اِنتهاء الحلقات بحدث ومشهد به مفاجأة، كان عنصراً من عناصر عديدة، تخطفنا للمتابعة، إلى جانب أن اسم المسلسل على نفس اسم الفرقة الغنائية الشهيرة “مسار إجباري” ليس مصادفة، ولكن أغنية التتر، التي تبدأ كلماتها “مخبيالنا إيه يا دنيا” لفرقة “مسار إجباري”، وعليه سيظل في آذاننا على مدار خمس عشْرة حلقة سؤال (مخبيالنا إيه يا دنيا؟) لأنه بالطبع، ليس المفاجأة الوحيدة، اِكتشاف حسين وعلي، أنهما أَخَوان.
لا يستحق الإعدام!
ولكن قبل ختام الحديث عن “مسار إجباري” في نظرنا أن من أهم مشاهد الحلقة الأولى، هو مشهد مدفون به وجهتي نظر، تمثلان المجتمع كافة، حين تجلس (بسمة) وهي والدة (حسين/أحمد داش) مع جارتها، تتحدثان عن قضية مقتل “حبيبة الكردي”، لنرى رأي الجارة، التي تحكم بسهولة من مجرد النظر لصورة الفتاة القتيلة، أنها تستحق القتل، وأن الفتى القاتل لا يستحق الإعدام، إنه شخص مهندم، في حين ترد بسمة بالمنطق، وبأنه مهما كانت شخصية الفتاة، فلا مبرر لقتل روح، وتبرئة القاتل، ومؤكد أن القضاة لن يرسلوه للإعدام دون التأكد.
مفارقات لا منطقية!
أما عن مسلسل “لانش بوكس” وهو اعتمد على إثارة فضول المتفرجين، والتفاعل معهم عبر إطلاق البوسترات الدعائية للبطلات الثلاث، وهن يرتدين الأقنعة، وجوههن المخفية، جعل وابلاً من تخمين الجمهور، أن أبطال المسلسل هن (فلانة) و(فلانة) و(فلانة)، تحفيز ومشاركة للجمهور، وإغماسه في اللعبة، لنجد بعد ذلك أن بطلات العمل هن “غادة عادل” و”فدوى عابد” و”جميلة عوض”، ثلاث أمهات، بعد أن نتعرف في الحلقة الأولى على ظروف معيشتهن، والتي هي ملونة أكثر من اللازم، ولكن تُصر الدراما على أن هذا مجرد مظهر جيد، ومنزل واسع، ليس إلا، لكن البطلة بحاجة للسرقة، لتدفع إيجار المنزل الذي راكمه زوجها الخائن، وتليها “جميلة عوض” في اللامنطقية، حيث وجه وجسد جميلة، لا يؤهلانها لأن تكون أماً لابن في سن المراهقة، وليس أماً لأطفال بعمر أطفال “غادة عادل” مثلاً، مفارقات لا منطقية !
نسخ ولصق عن العمل الأصلي!
حين ننظر للعمل الأجنبي الأصلي المأخوذ عنه (لانش بوكس)، وهو مسلسل (GOOD GIRLS) من إنتاج عام ،2018 واستمر لخمسين حلقة، في الحقيقة لم أشاهده قبل “لانش بوكس”، ولكن بعد الحلقة الأولى من مسلسلنا العربي، أثارني الفضول لمتابعة الأجنبي والمقارنة، بالطبع سيكون شيئاً صعباً فعله، في زخم مشاهدات مسلسلات رمضان، ولكن لا مانع من الضغط على زر ابدأ للحلقة الأولى ل GOOD GIRLS، كي أصطدم بأن “عمرو مدحت” الموضوعُ اسمه على تتر المسلسل مرتين مرة كمؤلف العمل، ومرة أخرى بأنه المسؤول عن المعالجة الدرامية والسيناريو، لم يكلف نفسه للقيام بمهمة الكتابة، لأنك إذا شاهدت الحلقة الأولى من العملين (العربي والأجنبي) ستجد أن ما قُدم في “لانش بوكس” ليس إلا نسخ ولصق، بلغة الحاسوب الآلي، مع تغيير تفاصيل صغيرة جداً، كأن يكون (التاتو) الذي سيكشف عن هوية “جميلة عوض”، والذي يراه مديرها أثناء سرقة السوبر ماركت، كان التاتو في النظير الأجنبي على ظهر البطلة، أو في مشهد تحطيم “غادة عادل” لغرفة زوجها، كانت صديقتاها تشاهدان، ممسكتان بقطع دونالز تأكلان، في حين أنه في النظير الأجنبي، كانتا تحتسيان خمراً، وبالطبع لتجنب هجوم الجمهور، ولأنه ليس شيئاً معتاداً، تم التغيير من خمر لأكل، ومن تاتو ظهر كاشف لتاتو رسغ، كلها تفاصيل يمكن وضعها تحت عبارة المعالجة الدرامية، وليس الكتابة، أتمنى من صُنَّاع العمل أن يتداركوا خطأهم الأقرب للسرقة الفنية، وليس الاقتباس، ويتم الاشارة للعمل الاصلي في التتر، فهي إلى الان مجرد حلقة أولى، وبالطبع إذا استمر الحال على هذا المنوال من النسخ واللصق، سيقع “عمرو مدحت”، والمخرج “هشام الرشيدي” في فخ ضيق الزمن، وضغط الأحداث، وعدم وجود مبررات كافية درامياً، بعدما وقعا في فخ الاستسهال.
أيضاً موجودة في فيلم!
التيمة الخاصة بأن ثلاث سيدات صديقات، يسرقن مكان العمل، هي موجودة في الذاكرة الهوليودية عبر فيلم MAD MONEY، وهو تميز من ناحية أنه لم يضغط في الجانب الخاص بدوافع السارقات، لأنه مهما كان مستواك المادي، بالطبع ترغب في الأفضل، ولكن الضغط كان في الجانب الأخلاقي الخاص بفعل السرقة.
وماذا عن أعلى نسبة مشاهدة؟
على الرغم أن مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة) اِعتمد في الترويج على عتبة البوستر الدعائي، الذي كان عبارة عن صورة فردية لكل بطل من أبطال العمل، حاملاً وجهاً كئيباً حزيناً وبائساً، ولا مانع من البكاء، مع الحفاظ على ملابس الشخصية التي ستظهر بها، كانت مجازفة كبيرة أن يعتمد العمل على أن تكون بطلاته “سلمى ضيف” في دور “شيماء”، وتليها “ليلى أحمد زاهر” في دور “نسمة”، الفتاة الشقية المتلاعبة رغم صغر سنها عن أخواتها، بل نُفاجأ في الحلقة الأولى، أنها ستكون السبب الدافع للأحداث، حيث تدور قصة المسلسل، الذي هو فكرة وإخراج “ياسمين أحمد كامل” وبالتعاون مع السيناريست “سمر طاهر”، عن “شيماء”، الفتاة التي تدرس بمعهد الخدمة الاجتماعية، ولم تتخرج منه حتى بعد مرور سنة التخرج، وسبب التأخير، هو هيامها بابن الجيران الذي تحبه من طرف واحد، وهو يتواجد معها بالمعهد، ولكنه يتجاهلها، مهتماً بأختها الصغرى “نسمة”، يتوالى التعريف بالشخصيات على مدار الحلقة الاولى، والثانية، لنفهم عبر تتر المسلسل، واسمه، وحتى عبارة (مستوحى من أحداث حقيقية) أن المسلسل ارتكازه الأساسي، كان دراسة منصة التيك توك، وعالم البلوجرز، وكيف بمجرد أن يظهر فيديو ترند على هذه المنصة، بإمكانه نقل أصحاب الترند لمستوى معيشي آخر، فما رأيناه على مدار الحلقة الأولى، والثانية من المسلسل، كان يرسخ بتفاصيل دقيقة، منها الحوائط المتهالكة للمنزل البسيط، بل وحذاء الأب الضيق على قدمه، لأنه لا يرتديه سوى بالمواقف المهمة، كتقدمه لوظيفة، حتى وإن كانت موظف أمن، فمعروف عن هذه الأحذية، أن مع تكرار ارتدائها تكون مريحة، الأب البسيط الذي مهنته (خطاط)، تلك المهنة التي اندثرت في زمننا الحالي، وقدَّم دور الأب ببراعة، الممثل “محمد محمود”، بجانبه الأم الذي قدمتها “إنتصار” بطريقة لا مثيل لها، بداية من الهيئة، والشعر الهائش، الذي لم تمسه الحرارة وتهندمه، ومُسَرَّحاً على هيئة كعكعةٍ محكمة، إلى وجهها الصافي من مسحوقات تجميلية، كأمهاتنا جميعاً، بسيطة الشكل، ولكن قاسية، وسليطة اللسان مع ابنتها، مشفوعاً لها أنها كالعديد من الأمهات، ملهوفة على زواج، وسترة البنت، يُضيع مجهودها المضني في العمل، أخوها (بندق/أحمد فهيم) ناهباً المال، حتى مال إيجار المنزل، والجمعية لا يسددهما، والحقيقة أن “أحمد فهيم” بعد نجاحه العام الماضي عبر مسلسل “جعفر العمدة” كان من الضروري أن يستثمر النجاح، ويقدم هذا العام دوراً يبرزه، بأداء يبعده عن الكاريكتير، أداء هادئ، تصدق فيه شخصية الأخ الطائش، رغم كبر سنه.
يثير الفضول!
على الرغم من أن المسلسل واضح القصة، إلا أن ذاك التقديم المتميز إلى الآن، مع فكرة أنه من المسلسلات القصيرة، تثير فضولك أن تكمل متابعته، لتعرف هل يستمر بهذه الوتيرة من تقديم تفاصيل مشبعة تثري العمل، أم يأتي منتصفه، أو نهايته بالخلل، والخلخلة الدرامية.
حتى لا يضيع العمل!
في خضم كل هذا، يحفظ “خالد النبوي” مكانته في قلوب متابعيه، بالأخص جمهوره من النساء، ووصول هذه المعلومة، لآذان منتجي، ومخرج مسلسل “إمبراطورية ميم” ، محمد سلامة”، والكاتب “محمد سليمان عبد المالك”، جعل من الحلقة الأولى بجانب كل الزحام، الذي يملأها زحام الأطفال، الذين يملؤون المنزل، والمدرسة، وعدم لحاق البطل على حل أزمات عمله، أمام مشكلات أولاده الستة ، نرى أن كل امرأة ستظهر بالمسلسل، حتى وإن كان مشهداً واحداً، كمشهد وصوله بالأولاد للمدرسة، وتوصيته لهم فرداً فرداً أن يلتزم بالمطلوب، فنرى أولياء الأمور، ثلاث سيدات ينظرن له بإعجاب، فضلاً عن المعلمة، التي تلاحقه في كوميديا معتادة من “إيمان السيد”، أعتقد أنه يجب الحد من نبرة الإعجاب بـ “خالد النبوي” بل وحتى الحد من ابتسامته، التي لا يستطيع منعها في المَشاهد، التي يتجمع فيها أبناؤه حوله، والالتفات للدراما نفسها، التي إذا استمرت على هذا المنوال من الاستخفاف، سيضيع العمل، وتضيع قصة “إحسان عبد القدوس” الخالدة، التي بعد أن قُدمت كعمل مسرحي، تم تقديمها سينمائياً، ببطولة “فاتن حمامة”، قصة تحفرعميقاً للبحث عن إجابة سؤال (هل الأهل هم أصحاب السلطة والتحكم، في مسار حياة الأبناء، لمجرد أنهم يدفعون المصاريف الحياتية؟) لأنه بهذا المنطق إذا كان الأبناء يجلبون المال، ويشاركون في مصاريف المنزل، إذن يجب مشاركتهم في القرارات، لذا تبدأ الحلقة الأولى بمشكلة فعلها الأبناء، يقابلها عقاب الأب لهم بحرمان المصروف.
أغنية العتاولة!
وبتتبع العتبات الأولى للمسلسلات، قدَّم مسلسل “العتاولة” أبهج عتبة على الإطلاق، حين تم طرح أغنية “عتاولة” نسمع فيها صوت “أحمد السقا”، و “زينة”، و”طارق لطفي”، و”مي كساب”، كأبطال العمل، الذي نعرف بعد ذلك، أنهم قاطنو شارع العتاولة بالإسكندرية، الأغنية حفزت من لم يكن مهتماً بالمسلسل، ليضعه في قائمة مشاهداته، هذا فضلاً عن أن “السقا، ولطفي” لهما رصيد حب كبير من المتفرجين، ولكن المفاجأة هي ظهورهما كأخين بينهما في أول حلقة من التوافق والكيميا والحب، ما يجعلنا نتوجس، ونتحسس الخلاف، والفراق منذ الآن، وتخمين برئ مني اعتماداً على تحليل الصورة ، سيكون سبب الخلاف هو “عيسى الوازن”، الشخصية التي يقدمها “باسم سمرة”، وهي الصورة التي ينتهي بها تتر بداية المسلسل، حيث تكون الشخصيات الثلاثة على الميناء، “باسم سمرة” يقف في المنتصف، والأَخَوان يسيران في اتجاه الكاميرا، في طريقين مختلفين.
فعلى الرغم من أن المخرج “أحمد خالد موسى”، الذي قدَّم مسلسل “بابا المجال”، ومسلسل “ملوك الجدعنة”، وهما مسلسلان شعبيان، يضجان بالعبارات ذات القافية، التي يُردِّدُها الممثلون على الدوام، إلا أن مسلسل “عتاولة” تأليف “هشام هلال”، بكتابة حوار سلس، ومنطقي بين الشخصيات، بل حتى أنه ذو خفة دم، أكثر من الأعمال المصنفة بالأساس، على أنها كوميدية، يجعل المؤلف والمخرج يبعدان عن الانحدار، لذا نأمل بأن يظل مستوى العمل بهذا الرونق، كالصورة اللامعة، التي ظهر بها في الحلقة الاولى.
لقد كانت هذه نظرة بسيطة لعتبات بعض الأعمال الدرامية المطروحة هذا العام، من الوارد جداً أن يكون هناك جزء ثانٍ من هذا المقال، لتحليل عتبات أعمال أخرى.
★ناقدة-مصر.