فنون وآداب اخرى

شهد إبراهيم: هل عبرَّ إعلان فودافون (الكلمة الحلوة) عن مضمونه؟!

شهد إبراهيم ★

قرأت ذات مرة عن الباحث الراحل نصر حامد أبو زيد، أن المُعلن عن السلعة، يعمل دائماً على الأشياء المعروفة، وبالتطبيق على مجتمعنا الَمصري، نجد هذا التحليل يحمل دلالة قوية على أسباب اختيار مشاهير، يظهرون دائماً في الإعلانات الرمضانية، وتحديداً فئة المطربين، وصحيح أن هذه الظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، فلا يكاد هناك إعلان بفكرة كوميدية، أو قصة قصيرة، أو حكاية، أو أسلوب مختلف يجذب المستهلك، أصبح فقط الجميع يُغني، باعتبار أن الأغنية ستردد من قبل المستهلك، وهذا نجاحٌ للإعلان، وهذا صحيح، ولكن معظمنا يردد الأغاني، ونتفاجأ باسم الشركة الخاصة بالإعلان، بل وأيضاً، إذا أخذنا معظم الأغاني هذه، وقمنا بتبديلها بين الإعلانات، فلا يحدث أي خلل، إلا تغيير اسم الشركة فقط، في نهاية الإعلان، فالأغاني متشابهة، لا تعبر عن الإعلان نفسه. 


لماذا الأغاني؟!

أصبح  التلفزيون اليوم عبارة عن مسلسلات تتخللها أغانٍ، وليس فواصل إعلانية، أغانٍ معبرة عن البهجة والسعادة، ولمة الشهر المبارك، ليس بها أفكار مختلفة غالباً ، مما يؤدي إلي تشابه جميع الحملات الإعلانية، رغم اختلاف المنتجات.

سيكولوجية التأثير العاطفي:

“25 سنة، ولسه الكلمة الحلوة بتغير دنيا بحالها”
طرحت فودافون إعلانها الجديد، الخاص بالموسم الرمضاني 2024، والذي قدمه الفنان (عمرو دياب) ـ الهضبة ـ  والتي جاءت معظم كلماته عن “الكلمة الحلوة” وكيف يمكن لكلمة أن تسعد وتغير يوم شخص ما، حيث نجده يقول “ده في كلمة تغير دنيا”، وجاءت معظم كلمات الإعلان عن طبيعة العلاقات بين الناس، وأن الأسف بينهم، يقصر المسافات، وأن كلمات “متحرمش منك…وحشتيني…تيجي بالسلامة…بحبك” جميعها كلمات، يمكنها أن تحقق بهجة وسعادة، هذا سيجعلنا جميعاً نردد هذه الأغنية طوال الشهر، ونتشاركها معاً،  تلك هي التأثيرات المتبعة في الدعاية والإعلان، في الفترة الأخيرة.

إن كلمات الأغنية مناسبة نوعاً ما لشركة الإعلان، رغم أن هناك بعض الكلمات  غير معبرة، مثل “أنا ماشي مغمض عينيا…خلاص مش شايف غير النغزة الطعمة الضحكة الناعمة”، ولكنها كما ذكرنا، جميعهاً كلمات كُتبت لتَعلق في أذهاننا،  ونظل نرددها حتى بعد انتهاء الشهر المبارك، ونضعها على صورنا، في مواقع التواصل الاجتماعي.

إننا نشعر الآن تجاه زخم الأغاني، طوال الوقت على القنوات بشعور غير مُرْضٍ، طريقة الاختيار هذه، إن كانت منطقية في أوقات، فإنها لم تعد كذلك في السنوات الأخيرة، لكثرتها بشكل مبالغ فيه، ولكن الإعلان بشكل كبير، يعبر عن شركة فودافون، والعلاقات الموجوده بيننا، والكلمات التي نذكرها في حديثنا طوال اليوم بشكل تلقائي في الهواتف،  وفي الرسائل عبر الإنترنت “شكراً على كل كلمة حلوة بينا…فودافون مع بعض أقوى”


★خريجة قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى