نهلة إيهاب: صورة المرأة عبر الفنون صورة دلالية جمالية.
نهلة إيهاب ★
عندما يكون الفن هو المترجم لكل وقائع الحياة ، والمحلل لكل القضايا الشائكة ، وصاحب الأدلة المبرهنة، لإثبات حقائق قد تغيب لفترة …
ساعتها فقط ..لا تبقى المرأة مجرد عروس في مولد القضايا المثارة حولها ، ولكنها تتحول لأسطورة تصلح أن تكون مادة فنية غنية، لإثراء الواقع المعيش.
فبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس نطرح بشكل موجز بعض صور المرأة في تاريخ الفنون.
فقد بدأت صورة المرأة تتجلى بشكل واضح ومباشر”أكثر خصوصية” منذ بداية الحضارة المصرية القديمة، حيث نجدها رشيقة القوام ، جميلة الوجه ، وفاتحة البشرة ؛ فقد كانت ذات كيانٍ خاصٍ، له ذاتيته وخصوصيته أمثال ” إيزيس وحتشبسوت “.
أما صورة المرأة في الشعر العربي، فقد تأرجحت تارة بين ملامح عفيفة كالزهرة والفراشة ، وأخرى فجة كالبغي من ذوات الرايات الحمر ” إسقاطاً لما تعانية المرأة خلال فترات زمنية مختلفة.
كما جاءت صورة المرأة في معظم روايات ” نجيب محفوظ ، ويوسف السباعي، و إحسان عبد القدوس” ذات صور متعددة ومتنوعة، تطرح العديد من القضايا ذات الأبعاد المختلفة ، وقد تناول معظم هؤلاء الكتاب أبرز قضايا المرأة بكل وضوح وشفافية، من خلال منظومة القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع .
وقد تم توظيف صورة المرأة كأم ، وزوجة ، وأخت ، وحبيبة بشكل موضوعي، يحمل طابع التفسير والتحليل .
بشكل تتعدد فيه الزوايا، التي يمكن لنا مناقشة قضية المرأة من خلالها خاصة مع تعقيد البنية المجتمعية المعاصرة من جهة ، وتشابك العلاقات بين المجتمعات في العصر الحديث من جهة أخرى.
كما نجد صورة المرأة في الفن التشكيلي المصري الحديث من خلال أعمال ” محمود مختار ” بطرح راقٍ، ونظرة مختلفة فنراها مكافحة ، طموحة ، صلبة، متحدية ورمزاً للنهضة، وهو ما يتضح في تماثيله ” فلاحة”، و”العودة من النهر”، و” على ضفاف النيل “، و”العودة من السوق” .
أما نساء ” محمود سعيد” فكن يمتلكن جمالاً وإشراقاً مميزاً ، سمراوات نحاسيات البشرة، يأسرن نظر ما يشاهدهن .
فطبقاً للمنهج السيميولوجي”علم العلامات” ، والمنهج السسيولوجي “علم الاجتماع” يتجلى لنا الربط بين صورة المرأة عبر الفنون، وبين الأوضاع الاجتماعية، التي تتمحور حولها ، بصورة جمالية ذات دلالات عديدة.
★ناقدة-مصر.