إذاعة وتليفزيونمشاركات شبابية

محمد القلاف: كيف تعاملت الدراما الكويتية مع قضية تعلُّم اللغة الإنجليزية ؟!

محمد القلاف ★

كانت الكويت ولا زالت مركزًا لاستقطاب الأجانب في العمل فيها، ومنها قبل وبعد الاستقلال والذهاب للبعثات الخارجية؛ لذا كانت  اللغة الإنجليزية حاضرةً، فالمجتمعُ يتعلَّمها سواء من التحق بالبعثات أو المدارس الداخلية، أي التعليم العام أو في العمل، منهم من يكتسب هذه اللغة، ومنهم من كان متأخرًا فيها.
فالتعليم  له أهمية كبيرة في تهيئة المجتمعات و بناء الفرد ، فأي بلد لا ينهض ولا يتطور ولا يتقدم إلا إذا كان تعليمه متميز، فالتعليم يعتبر جواز السفر للتوظيف، وأيضًا يحد من البطالة والفراغ، و يقضي على الأمية، فنجد الغرب قد اهتم بالتعليم وجعله من أولوياته؛ لذا تسيَّد العالم بالعلم والمعرفة والصناعات.
وبما أن  الدراما لها دور فاعل في تسليط الضوء على مكامن الخلل، وتنبيه للمسؤولين لوجود مشكلة عليهم أن يجدوا لها  حلولًا  ومعالجة ، ولنطرح هنا  مثلًا يتعلق ب (أزمة اللغة الإنجليزية ).
تدريسنا يعتمد الحفظ لا الفهم
في مسلسل( درس خصوصي) ، في مشهد الحجز بالفندق للمتزوجين نوح “عبد الحسين عبدالرضا” وبو خماس “كاظم القلاف” ، كان بوخماس يطيل الاستفسار وما بين نوح الذي اختصر الطلب وأنهى المشكلة، هنا المشكلة الأزلية ما بين الحفظ والفهم ومعاناة الحوار المرتجل.

مشهد من مسلسل درس خصوصي

أما في مسرحية( باي باي لندن ) إعداد ” عبد الحسين عبد الرضا” وإخراج مسرحي “المنصف السويسي”، ففي المشهد الفكاهي الذي يجمع بين الممثلتين “إنتصار الشراح” و”مريم الغضبان”  كان جليَّا تبين أزمة اللغة الانجليزية بل كان رسالةً مهمة في أن مشكلة التدريس في الحفظ وليس الفهم (أي أي أي) و (هذا اللي علمونا إياه بالمدرسة) إلى أن حسمت الأمر الأم وأنهت المشكلة.

إنتصار الشراح.

ومن منا لا يتذكر هذه الجمل لمشهد المطعم في مسلسل( عاد ولكن)؟ عندما كان  الفنان “غانم الصالح ” يمثل دور العارف والمتعلم باللغة الإنجليزية (تيك آوي) فردت عليه “حياة الفهد”: (دوا كيك) ثم قال (سفري) فردت عليه مريم الغضبان: «سفري ما نبي نسافر إحنا» فكان لمريم الغضبان  وحياة الفهد الله دورًا مميزًا ومبدعًا في تشخيص حالة التعليم في عدم فهم اللغة سواء بعدم نطق الكلمات أو العبارات بالشكل الصحيح، بل بينوا أنهما لا تفهمان هذه اللغة وحتى أسلوب الحوار، لذا وظفتا مشهدهما بشكلٍ ذكي واحترافي.

مشهد من مسلسل عاد ولكن

؛لذا نتمنى من المعنيين بالتعليم ومن يهمهم ذلك الأمر متابعة ما تقدمه الأعمال الفنية من رسائل وملاحظات كونها نبض المجتمع لكي يصححوا المسار ويحلوا هذه المشاكل في التربية والتعليم؛ لتتم معالجتها، فما نراه اليوم يدل على أن الحالة مستمرة غم مرور سنوات على طرح المشكلة فنيًّا، وكذلك الدور يقع على عاتق العاملين في المجال الفني أن يستمروا في طرح نماذج أخرى سواء بالتعليم أو غيرها فهم رافدٌ لنهضة البلد.


ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى