شعرمشاركات شبابية

يوسف جمال العصفور: لماذا لم يكمل فارس مسيرة والده؟

يوسف جمال العصفور★ 

طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ“، قد تكون هذه المقولة، هي الأنسب لوصف الشاعر فايق عبد الجليل، وذلك بسبب وصفه لمعاناة أشخاص من خلال قصائده، فإن الكثير من الأشخاص في الكويت، يلجأون له، لكي يعبر عن معاناتهم . 
سر المعازيم.؟
على سبيل المثال من خلال القصيدة المغناة “المعازيم” فإن هذه القصيدة، تم بناؤها على قصة حقيقية، حيث صاحب القصة لجأ للشاعر، لكي يصف معاناته، وذلك بسبب الفروقات الطبقية في المجتمع، التي منعته من محبوبته.

من هو فريد ؟
“إذا ما يطاوعني الحديد، والله لغير اسمي من عنتر إلى فريد” الجملة الأشهر في أوبريت بساط الفقر، الذي كان من تأليف الشاعر فايق عبدالجليل، ومن المفارقة الجميلة، بأن أغلب الناس كانوا يظنون بأن المقصود في هذا المشهد، فريد شوقي لتجسيده شخصية عنتر، لكن في الواقع، كانت هذه الجملة عبارة عن جبر خاطر، لأحد زملاء الشاعر في العمل، حيث كان فريد، يتمنى أن يتم ذكر اسمه في أي عمل فني.
مجرد شائعات
أثناء فترة أسر الشاعر “فايق عبدالجليل”، كان هناك أقاويل وشائعات، حول وجوده بحالة منعمة في سجون النظام الغاشم، وأنه كان يتمتع بصحة جيدة، وذلك خلال العشر سنوات، قبل الحرب الأمريكية العراقية، فإن الكثير من الناس، كانوا يتصلون بأبناء الشاعر، ويطمئنوهم عليه، كونه شخصية معروفة، لكن هذه مجرد شائعات.

فارس شاعرًا
 “عطني وعد أنك تمر تلقاني أنتظر عمر .. ومهما تغيب تبقى حبيب وغيرك أبد ما أنتظر” هذه الكلمات تم إصدارها في أغنية، من خلال ألبوم ليالينا للفنان عبدالمجيد عبدالله، الذي صدر عام ٢٠٠٤، وأتصور بأن هذه الكلمات، كان المقصود فيها الشاعر فايق عبدالجليل ، وذلك بسبب الشائعات التي سبقت صدور الأغنية .
من قام بكتابة هذه الكلمات فارس ابن الشاعر، وأتصور بأنه لا يريد لفت الانتباه، من خلال هذه الأغنية، وذلك بسبب أنها صدرت باسم “فارس العياضي” وليس فارس فايق عبدالجليل، وأتصور بأنه قام بكتابة هذه الكلمات، ليعبر عن شوقه، الذي دام لأكثر من عشر سنوات.

معاناة فارس
كنت أظن بأن هذه الأغنية، مجرد أغنية عاطفية، وأن فارس يريد أن يجرب خياله الشعري، الذي ورثه من والده، إلى أن قمت بسماع الأغنية لأكثر من مرة، وأن هناك كلمات تثبت تحليلي للأغنية، على سبيل المثال في المقطع الأخير، عندما قال ” عطني وعد انطر بعد عوضني كل اللي نفقد .. طمني ارسلي خبر شوقي من الجمرة احر” لا أتصور بأن هذه الكلمات، تخرج بسبب شوق شخص لمحبوبته، وإنما خرجت بسبب معاناة. 
الجدير بالذكر، بأن فارس بعد هذه الأغنية، كتب فقط أغنيتين للفنان أصيل أبو بكر، وأتصور بأن الغرض من كتابة الأغنية، كان توصيل حالة شعورية، دامت لسنوات، وليس تقديم نفسه كشاعر.
في كل الأحوال، وعلى الرغم من قلة أعمال فارس فايق عبد الجليل.. إلا أن محاولاته الشعرية مميزة شفافة، تشابه الروح، التي كانت في أشعار والده فايق عبدالجليل ، ولا ندري السبب، الذي منع فارس من الاستمرار في كتابة الشعر، فحرمنا من شاعر جميل، قد يكون استمراراً للشاعر الشهيد فايق عبد الجليل، الذي كان، ولا زال، يسكن ذاكرتنا.


★ناقد فني ــ الكويــت.

 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى