سينمامشاركات شبابية

محمد الشحات: ماذا لو خلت السينما من الكومبارس؟!

 

محمد الشحات ★

على مرّ العقود، كانت مهنة الكومبارس، تلعب دورًا حيويًّا في صناعة السينما المصرية؛ فكانت النساء والرجال العاديون الذين يشاركون في مَشاهد، الجمهور يعرفُ بأنهم “كومبارسات”، يُقَدِّمون دور الجمهور في المَشاهد، ويُعَبِّرون عن أحاسيس، ومشاعر الشخصيات الأخرى، وبالرغم من أن العديد منهم أدّوا الأدوار الثانوية، إلا أنهم تركوا بصمة قوية في السينما المصرية.

منسيون دائمًا؟!
لا يمكننا إلقاء اللوم الكامل على الوسط الفني، في تهميش هؤلاء الفنانين، فرغم أن بعض الكومبارسات، كان لهم دور فَعّال في نجاح الأعمال الفنية، إلا أنهم غالبًا ما يُنسَون بسرعة من قِبَل صنّاع الأعمال الفنية. يمكن تفسير ذلك بسبب عدم وجود أدوارًا بارزة لهم، بل كان ظهورهم مقتصرًا على لحظات قصيرة، أو تعبيرات صامتة.

تغيير النظرة!
مع ذلك، ينبغي أن نُشِيد بدور الكومبارسات في صناعة السينما المصرية؛ فقد كانوا يُضْفُون واقعية إلى المَشاهد، وكانت لديهم القدرة على توصيل المشاعر، والتعابير الجسدية، التي تُعزّز حكاية الفيلم؛ مما ترك أثراً قوياً في الإنتاج السينمائي، وساهموا في تحقيق نجاح العديد من الأفلام.
ولحسن الحظ، يبدو أن هناك اتجاهًا متزايدًا لإعادة التفكير في دور الكومبارسات، وإعطائهم المزيد من الِاهتمام، والتقدير في صناعة السينما المصرية.
يجب على الوسط الفني، والجمهور أن يعملوا معًا لتغيير النظرة، التي تُهَمّش دور الكومبارسات، ولاتُقدِّر العمل الذي يقدمونه.
ومن أبرز هذه الشخصيات، الذين تركوا بصمة كبيرة، في صناعة السينما المصرية

أنور عبدالمنعم: تميّز بصوته الأجشّ، الذي أهَلّه للدخول في عالم السينما.

فايزة عبد الجواد: اِشتهرت بدور السجينة، والست التي تدخل في شجارات، مثل الفتوات.

عبد الرازق الشيم: الشهير بفرعون، وقدمه الفنان محمد هنيدي، في معظم أعماله.

-نبوية السيد : ظهرت في فيلم اللمبي، وكانت تضحك مع محمد سعد، أثناء أداء الِامتحان، وتركت بصمة خاصة بضحكتها لدى الجمهور، وكذلك دورها كأم لمحمد هنيدي في فيلم إسماعيلية رايح جاي مع محمد فؤاد.

-فاطمة كشري : ظهرت في فيلم “لا تراجع ولا استسلام” في مشهد على الشاطئ، مليء بكوميدية الموقف.


في الختام، على الرغم من أن الكومبارسات لم يحظوا بالِاهتمام، الذي يستحقونه في صناعة السينما المصرية، إلا أنهم ساهموا بشكل كبير في تحقيق النجاحات الفنية. يجب علينا جميعًا أن نعترف بالدور المهم، الذي لعبوه، وندعمهم، ونُقدّر جهودهم في صناعة الفن، ونتذكرهم، خاصة من رحلوا عنّا، دون أن ينالوا ما يستحقون، من المال والشهرة والمجد.


خريج قسم الدراما والنقد المسرحيجامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى