مسرحمشاركات شبابية

شيماء مصطفى: المسرح المدرسي إلى أين؟

شيماء مصطفى★ 

قبل بضع سنوات،أعلنت وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية عن خطتها لتطوير العملية التعليمية،فيما عُرف للجميع ب(المنظومة الجديدة).

واجهت الوزارة عدة اتهامات عقب تفعيل العمل بهذه المنظومة أبرزها صعوبة المحتوى المقدم للطفل،فضلًا عن الكم الهائل للمحتوى الذي لا يتناسب مع السنة الدراسية ،فكثرت النداءات من أولياء الأمور للمطالبة بالعودة للنظام التدريسي  القديم.

ورغم كثرة الانتقادات الموجه للمنظومة إلا أنها نجحت في تقديم محتوى هادف للأطفال في مادة اللغة العربية أهمها التوعية  بقضايا تخصهم وتواجههم كظاهرة التحرش بالأطفال وكيفية التعامل عند التعرض لمثل هذه الظاهرة أو لأي شكل من أشكال العنف،مع العمل على تحسين علاقتهم بالبيئة ومفهوم التنمية المستدامة، علاوة على التفرقة بين المفاهيم كالتواضع والخضوع،والفضول والتطفل،والحماسة والتعصب،والتنمر،وتعريفه بحقوقه من خلال دروس مخصصة للحديث عن حقوق الطفل.

رأينا لأول مرة خطة واضحة فيما يخص الكتابة السردية عكس  ما كان سائدًا في النظام التدريسي القديم من اقتصار على موضوعات إنشائية مستهلكة عن فضل الوالدين والوطن والنظافة وأعياد الربيع وغيرها من المواضيع المكررة.

أصبحنا نجد الصغار يدركون الفرق بين الرسالة الشخصية والرسالة الرسمية،يستطيعون التمييز بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية،يمتلكون القدرة على كتابة نص وصفي ونص معلوماتي،تقنيات كتابة القصة القصيرة والنصوص المسرحية من حبكة وحوار وزمان ومكان وشخصيات.

هل يمكن للوزارة أن  تنجح وحدها؟

شاهدنا في ديسمبر الماضي العرض المسرحي” تقدر ” من تأليف دكتور مدحت العدل،وشارك في العرض العديد من النجوم يسرا،محمد فراج،حنان مطاوع،وغيرهم،ضمن مبادرة إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس المصرية.

وكي تعبر وزارة التربية والتعليم بأبنائها لبر الأمان لا بد من وجود دعم حقيقي من وزارة الثقافة المصرية فلا يقتصر الدعم على استقبال دار الاوبرا المصرية للعرض الرسمي للمبادرة.

فلماذا لا تقيم الوزارة ورشًا للكتابة والتمثيل في الإجازة الصيفية بالتعاون مع وزارة الثقافة؟

لماذا لا يتم التنسيق بين قصور الثقافة والمدارس لاستقبال الطلاب الموهوبين ووضع برنامجًا يعزز مواهبهم ؟

 نقدر.. هل هو عنوان فقط؟

تشبثنا جميعًا بالأمل،انتظرنا أن نشاهد خطوات ملموسة على أرض الواقع  لنخرج من حيز النظرية إلى التطبيق، فلا يقتصر الأمر على معرفة أساسيات كتابة النصوص المسرحية،فلا مفر من عودة المسرح المدرسي للريادة ضمن الأنشطة المدرسية اللاصفية.

لا ننفي  وجود  المسرح المدرسي في المدارس الخاصة والدولية ولكن نعني أن حضوره في التعليم الحكومي ما زال باهتًا خاصة في الإدارات المهمشة،حاله كحال قصور الثقافة هناك.

لماذا لا يكون هناك مهرجان للمسرح المدرسي على غرار مهرجان المسرح الجامعي؟، وهل سيتم إحياء المسرح المدرسي من جديد أم أنها ستظل مبادرة ؟

العام الدراسي الجديد سيبدأ بعد أيام حينها سنعرف إذا كنا نمتلك الرغبة الحقيقية في الخروج من النظرية إلى التطبيق أم لا.

سنعرف إذا كنا نقدر كما عنون دكتور مدحت العدل مسرحيته أم أنه مجرد عنوان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ناقدة- مصر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى