سينمامشاركات شبابية

أسماء طارق: Jawan يكتسح شباك التذاكر لعام 2023.

أسماء طارق★

يعود النجم الهندي، SHAH RUKH KHAN للسينما الهندية مرة أخرى، بفيلم JAWAN، الذي تم عرضه في مصر، في اليوم الثالث عشر من شهر سبتمبر، لعام 2023، ويعد هذا الفيلم، ثاني أفلام شاروخان، بعد فيلمPATHAAN ، الذي تم عرضه في شهر يناير الماضي، لعام 2023 أيضاً، ولم يحقق فيلم باثان، النجاح المتوقع لدى الجمهور، وسرعان ما تجدد الأمل لديهم مرة أخرى، بعد إعلان شاروخان، عن فيلمه الجديد “جوان”، فقد تم الترويج له بشكل مميز، مما ساهم في تشويق الجمهور لمشاهدة الفيلم، وبعد أول أسبوع من عرضه، اِنهالت التعليقات الإيجابية، عن جدارة الفيلم، والأداء القوي لشاروخان، وسائر فريق العمل، وقد وصلت إيرادات الفيلم في مصر حتى الآن، إلى مليون ونصف.

 

الفيلم من تأليف وإخراجATLEE KUMAR وهي أول تجربة سينمائية له، وإنتاج GURI KHAN زوجة شاروخان، وGAURAV VERA.

شارك في التمثيل: NAYANTHARA، VIJAY SETHUPATHI، كما شارك كلٌ من الممثلة DEEPIKA PADUKONE ،والممثل SANJAY DUTT كضيفَي شرف.

من هو جوان؟

“جوان” هو مصطلح يعني بالهندية “الجندي”، حيث تدور أحداث الفيلم، حول الجندي فيكرام راثور، وابنه آزاد مأمور السجن، ويلعب شاروخان الشخصيتين، أي دوراً مزدوجاً، تأتي شخصية آزاد في البداية، ونرى أنه يكرس حياته في سبيل تحقيق العدل في مجتمعه، والقضاء على الفساد وكذلك الظلم، الذي يتعرض له عامة الشعب من قبل الحكومة، فيقوم آزاد بالتنكر في أكثر من شخصية، ليتمكن من محاربة الوزارت الفاسدة، وبالأخص خصمه كالي، تاجر الأسلحة، وأكبر نظام فاسد في المجتمع، وتساعده مجموعة من الفتيات، اللاتي تختص كل واحدة منهن في مهمة محددة، ومع تتابع الأحداث، نتعرف على ماضي كل شخصية فيهن، وعلى الأسباب، التي دفعتهن للعمل مع آزاد، ثم يحدث انقلاب في ذروة الأحداث، في جو يسوده الأكشن، والدموية، والإثارة، وتنكشف لنا حقائق غامضة، وينتهي الفيلم كما هو معروف في حبكة الدراما الهندية، بالنهاية السعيدة، التي تتمثل في انتصار الخير على الشر.

أكشن واقعي

بعد عرض فيلم باثان، كانت ردود الأفعال تجاهه سلبية بعض الشيء، حيث لم يقدم لنا الفيلم قصة جديدة، حتى أسلوب الإخراج، كان تقليدياً مبالغاً في مشاهد الأكشن، غير الواقعية، وقد وصفه البعض أنه كان فيلماً تجارياً ليس إلا، فجاء فيلم “جوان” مغايراً تماماً، كاسراً أفق التوقعات، حيث تم إخراج الفيلم في جو يسوده مشاهد الأكشن، والدموية، والقسوة، ولكن في إطار واقعي، بالإضافة للجرأة في الحوار، والنقد السياسي الصريح للنظام الحكومي، وإبراز مشاهد الظلم، وقهر الفقراء، على مستوى نظامي الصحة والعمل، وصولاً لمشاهد توجيه الشعب، نحو السؤال عن النظام الحاكم، وعن الخدمات التي ستمنح لهم مقابل انتخابه، وعلى الرغم أن هناك استعراضاً لقوة أو مظاهر البطل المنقذ، في المشاهد الخاصة بالقتال، والتي تبدو مألوفة في الأفلام الهندية، حتى إن هناك بعض مشاهد الأكشن، تشبه مشاهد بعينها في فيلم باثان مثل: اِستخدام الدراجات النارية، والقفز على الشاحنات أثناء سيرها، إلا أن قصة الفيلم، تستحوذ على وجدان الجمهور، وتجعله متخطياً، متجاوزاً تلك المشاهد، ويمكن القول إن السبب أيضاً، هي المشاهد الدرامية المؤثرة الخاصة بعامة الشعب، والتي تتجسد في فرحتهم، وشعورهم بالاِنتصار، و التخلي عن الاِنتحار بعد مساعدة آزاد لهم.

هل وُفق المخرج في أولى تجاربه السينمائية؟

تنوع التصوير السينمائي ما بين التصوير البطئ “slow motion” خاصة في المشاهد الدرامية المأساوية، وهذا الأمر ساهم في خلق حالة من التأثر والتعاطف، والتصوير السريع في مشاهد القتال، وتنوعت اللقطات، مابين اللقطة الواسعة “long shot” ، التي تتجلي لنا في المشاهد التي تُبرِزُ طبيعة المكان، وتفاصيله، مثل القرية التي عاش فيها فيكرام، وبين اللقطة القريبة جداً “extreme close up” ، وهي التي برزت، وكشفت تفاصيل محددة من وجه شاروخان، مثل عينيه وشفتيه، لأنه كان ملصماً بقطعة قماش على وجهه، وهذا تمهيد لظهوره، باعتباره بطل الفيلم، وبين اللقطة القريبة “close up” وقد ظهرت في المشاهد، التي تركز على الوجه كله، لإظهار المشاعر والاِنفعالات، خاصة في المشاهد الخاصة بديبكا بادكون، والمشاهد الخاصة بالفتيات، وبين اللقطة المتوسطة “medium shot” ، وهي اللقطات الخاصة بظهور شاروخان عبر التلفاز، من أجل التهديد تارة، وتوجيه الشعب تارة أخرى، أما عن اللقطة الرئيسية “master shot” ، فقد كانت لقطة واسعة، مهدت لظهور البطل في إطار غامض، وهي لقطة تأسيسية،  تترك في ذهن الجمهور، الكثير من الأسئلة، لحين العودة لها مرة أخرى، فتنكشف لنا الأحداث الغامضة، باستخدام خاصية الفلاش باك، وهذا يدل على مهارة المخرج، في إثارة وتشويق الجمهور.

أما عن الإكسسورات، والمكياج، فقد تم تنفيذهما بشكل متقن، خاصة أن الدور يعتمد على تقمص شخصيتين، والتنكر في أكثر من شخصية، بِسن و شكل مختلفين، فقد ظهر شاروخان، بشعر ولحية بيضاء في دور الأب، وبشعر ولحية سوداء في دور الاِبن، وظهر في هيئة أصلع، و في شكل آخر بباروكة، وفي مظهر آخر يرتدي نصف قناع، وكان قناع القماش، الذي ظهر به في البداية، عنصراً مهماً مرتبطاً، بظهور الشخصية أو اختفائها، وهو رمز أيضاً، يخص البطل أو المنقذ، فالمشهد الخاص بالمترو، نرى خروج الناس منه، وهم يرتدون نفس القناع، وهذه دلالة على اتحادهم معه، أما عن الموسيقى والأغاني، فقد كانت الموسيقى التصويرية في الفيلم، مميزة أكثرعن الأغاني، حيث تم توظيفها بما يناسب حالة كل مشهد، بالإضافة إلى أنها تستقر في الأذهان، أما الأغاني فكانت الأغنية الأخيرة في ختام الفيلم، هي أكثرها تميزاً، سواء في إيقاعها، أو كلماتها، والأغنية الخاصة بمشاهد ديبكا مع ابنها في السجن، كان من الممكن أن يتغير إيقاعها، لأنها تحتوي على كلمات مؤثرة، تخص الأمومة، لكن إيقاعها كان مملاً بعض الشيء.

ويتصدر عنصر الأداء التمثيلي، قائمة هذه العناصر، ليست هذه المرة الأولى، التي يجسد فيها شاروخان، دوراً مزدوجاً، فقد كان هناك الكثير من الأفلام القديمة له، التي لعب فيها دوراً مزدوجاً، أو تنكر في شخصيات مختلفة، مثل: ” DUPLICATE” و فيلم  “BAAZIGAR”

ولكن يظل فيلم “جوان”، حالة خاصة، حيث يمتلك شاروخان، قدرة فائقة من التنوع في الأداء والتقمص، لدرجة تجعل الجمهور يصدق أنه بالفعل أمام شخصيتين، فشخصية الأب، التي تقمصها تؤكد ذلك، فقد كانت لديه القدرة، على التحول في الاِنفعالات.

قوة العنصر الأنثوي

يتمثل ذكاء المخرج، وشاروخان، في اختيارهم للعنصر النسائي، سواء مجموعة الفتيات اللاتي شاركن آزاد في التصدي للظلم، وهن SANYA MALHOTRA، PRIYAMANI، LEHER KHAN، SANJEETA BHATTACHARVA، GIRIJA OaK، RUTUJA SHINDE، ويبدو أنهن وجوه جديدة، وقد ساهم الفيلم في تسليط الضوء على موهبتهن التمثيلية، بالإضافة لكسر قاعدة أنه لابد، أو من الأفضل، وجود عنصر ذكري في الفريق من أجل القتال والتخطيط، أما شخصية المحققة التي قامت بها ممثلة الجنوب  “NAYANTHARA”  فقد كان اختياراً موفقاً، فقد كان هناك توافق في الأداء بينها وبين شاروخان، بالإضافة أنها كانت العنصر، الذي يسلط الضوء على الجانب العاطفي لدى شخصة آزاد، ثم ننتقل إلى شخصية ديبكا بادكون، فعلى الرغم من صغر دورها، إلا أنه كان دوراً مؤثراً، جعلها بمثابة الحاضر الغائب، حيث لعبت دور زوجة فيكرام راثور، و أم آزاد، ونتيجة الظلم الذي تعرضت له هي وزوجها، كانت هي من حركت شعور الثأر بداخل ابنها آزاد، كي يعيد العدالة لمجراها، وهذا هو الأمر الذي شكل شخصيته وهدفه، واختيار ديبكا مع شاروخان، هو اختيار ذكي، ويعود ذلك لقوة الاِنسجام الذي ينشأ بينهما، ونلاحظ ذلك من خلال المشاهد الحميمية التي جمعت بينها، وبين زوجها فيكرام، وإبراز دور الأمومة والتضحية، فقد وفقت ديبكا في تقمص الشخصية، وتجسيد الاِنفعالات، بدون مبالغة في الأداء.

ثلاث ساعات بدون ملل

من الممكن أن تسبب المدة الطويلة لعرض فيلم ما مللاً للجمهور، خاصة إذا كان فيلماً هندياً، ولكن فيلم “جوان” يكسر هذه القاعدة أيضاً، حيث يستغرق الفيلم ثلاث ساعات، من الإثارة، والأكشن، والتشويق، والاِنقلابات الدرامية، وقد وازن المخرج في مستوى الأحداث، من حيث إبراز المشاهد القاسية والدموية، ومن ثَمَّ إضفاء الجانب الفكاهي والاِستعراضي الغنائي، وقد عالج الفيلم قضايا اجتماعية شائكة، تمس المجتمع الهندي بشكل خاص، والجميع في كل أنحاء العالم، بغض النظر عن الهوية، وسيستمرعرض الفيلم حتى اليوم الثالث من شهرأكتوبر، والجدير بالذكر صدور الفيلم الثالث لشاروخان، في شهر ديسمبر نهاية عام2023 ، وهو فيلم DUNKI ، وهو بذلك يستحق لقب نجم سنة 2023.

★ناقدة _ مصر. 

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى