آيه سيد: “ماذا لو كسرنا قواعد عالمنا”؟
آية سيد★
خلقت شركة ديزني عالم مختلفاً خاصاً بها، عالماً يجوز فيه تحقيق ما ترفضه الطبيعة والبشرية، وقد خلقت العديد من الشخصيات، التي تتناسب مع هذا العالم، تستطيع هذه الشخصيات تحقيق ما تعجز عنه البشرية من معجزات وخيالات، وترتب على ذلك تحويل هذا العالم السحري، إلى واقع يعشقه الصغير والكبير.
في عام ٢٠٠٦م، قامت شركة ديزني، بشراء شركة بيسكار المتخصصة في الرسوم المتحركة بالكمبيوتر، وقد نتج عن هذا التعاون، أفلام رسوم متحركة عديدة، تميزت بالحركة الخفيفة والألوان المبهجة، محققة نجاحات كبيرة في هذا المجال، واستحوذت على حب كل من شاهدها بشخصياتها الخيالية.
يرى الكثيرون أن أفلام ديزني موجهة إلى الصغار فقط، باعتبارها أفلام رسوم متحركة، لكن بمجرد مشاهدة هذه الأفلام، يقع في حبها جميع الأشخاص، بمختلف الفئات العمرية، فدائماً ما تقدم شركة ديزني، أفلاماً تحمل أفكاراً عميقة، بأسلوب بسيط ومميز، يتخلل قلب المتفرج.
مع بداية صيف عام ٢٠٢٣م، أطلقت شركة ديزني وبيسكار فيلم Elemental، أي: ( مدينة العناصر) حيث إن الفيلم يجمع بين عناصر البيئة الأربعة، من ماء ونار وهواء وتربة، كل عنصر من هؤلاء لديه حياة مستقلة، تنسجم عناصر البيئة مع بعضها في هذه المدينة، ماعدا عنصر النار، الذي تخشاه باقي العناصر، وقد ظهر ذلك بعد هجرة عائلة صغيرة، تدعي أسرة لومين إلى مدينة العناصر، هذه العائلة مخلوقة من عنصر النار، مكونة من زوج وزوجة، وابنة اسمها إمبر، وبعد انتقالهم إلى المدينة، يتعرضون للتنمر والعنصرية من باقي العناصر، خشية من التسبب في حريق ما.
تنجح أسرة لومين في تكوين عالم مستقل بعنصر النار داخل المدينة، وإنشاء متجر خاص بعنصرهم، ولكن حدث ما هو غير متوقع، حيث تتعرف ابنتهما إمبر، على أحد أفراد عنصر الماء، الذي يُدعى وايد، وهذا يعد خارقاً لقواعد عائلة لومين.
يكتشف وايد أن هناك مصدراً لدخول المياه، داخل منطقة عنصر النار، وقد يؤدي إلى حدوث فيضان، يهدد مدينة العناصر بأكملها، ومصدر هذا الفيضان أسفل متجر عائلة لومين، فيقوم وايد بمساعدة إمبر، للحفاظ على متجر أبيها من الإغلاق، وخلال رحلتهما تنشأ لأول مرة علاقة صداقة، تجمع بين عنصري الماء والنار، وفي أحداث تمزج ما بين الرومانسية والكوميديا، تتطور هذه العلاقة إلى علاقة حب لطيفة، يسعى كل طرف إلى إسعاد الأخر.
يكتشف كل واحد منهما صفات ومواهب جيدة، حيث تكتشف إمبر من خلال وايد ووالدته، أنها تقوم بصنع الزجاج، وتقوم بزخرفته أيضاً، فقد كانت إمبر، مكرسة نفسها للعمل في متجر أبيها فقط، ولا تلتفت إلى أي شيء آخر، وبعد معرفتها بوايد، اِكتشفت موهبتها، لتقرر العمل بها، وتترك متجر أبيها، كما أنها كانت تعطي دائماً ردود فاعلة غاضبة، تُنَفِّرُ منها الجميع، لكنها أثناء تواجدها مع وايد، أصبحت إمبر هادئة، متحكمة في غضبها.
فكرة قصة الحب المستحيلة المليئة بالمخاطر، فكرة شائعة، تم تنفيذها في أعمال كثيرة من قبل، لكن الفكرة في الفيلم هنا، جاءت بسيطة تم تقديمها في قالب غير تقليدي، كما تم إدخال بعض القضايا الأخرى عليها، كقضية العنصرية التي يتعرض لها المهاجرون، فقد كانت تتم معاملة عنصر النار في الفيلم، كأنه عنصر منبوذ، يجب الابتعاد عن الجميع، حتى لا ينشب حريق، خاصة يجب الِابتعاد عن الأشجار.
أهم ما يميز الفيلم، الاهتمام بالتفاصيل، وقد ظهر ذلك من خلال ألوان إمبر الساخنة، التي تختلف وفقاً للموقف، والحالة العاطفية التي تمر بها، وعلى عكس ذلك جاء وايد، ذو الألوان الهادئة، ومن الإضافات المهمة بالفيلم، تصميم مشاهد تفاعل العناصر مع بعضها البعض، حيث لا يمكن الاستغناء عن أي عنصر من عناصر الطبيعة، فإن اتحاد العناصر، يشكل أرضأ قوية، وهذا ما يحاول الفيلم توضيحه، أن الطبيعة متناغمة بتفاعل جميع العناصر مع بعضها، بالنهاية نجحت فكرة الفيلم في أخذ المتفرج إلى حالة خيالية، استطاع بها الانغماس مع فكرة الفيلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ناقدة-مصر