إذاعة وتليفزيونمشاركات شبابية

شيماء مصطفى: (تحت الحزام) لغادة عبد الرازق مباراة ليست بالودية.


شيماء مصطفى *

يُقاس مدى نجاح أي عمل درامي معروض على المنصات في السنوات الأخيرة بتصدره التريند،وتحقيقه لأعلى نسب مشاهدة،سواء كان هذا العمل متكامل دراميًا أم لا.
فالكلمة الأولى والأخيرة للجمهور من خلال تفاعلهم مع العمل، ولانختلف في ذلك، فالناقد وزوايا رؤيته للعمل لا تشكل أي وصاية على الجمهور، فالجمهور على وعي كافٍ بما يتلائم مع خلفيته الثقافية.
فأصبحت المنصات أكثر خبرة في معرفة احتياجات سوق العمل الدرامي، فمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة باتت كاشفة لكل تشوهات المجتمع، بحيث أصبحنا نعتاد رؤية الأعمال التي تناقش القضايا من منظور نفسي أكثر من مناقشتها لها من منظور اجتماعي .

كما أصبحوا على دراية بمتطلبات العصر وتحدياته الاقتصادية، ومعوقات الإنتاج، ولهث الجميع خلف لقمة العيش، فصرنا نشاهد أعمال متميزة مكثفة من سبع حلقات. وخمس عشرة حلقة موزعة على حلقة كل أسبوع أو حلقتين.

فساهمت المنصات بشكل كبير وملحوظ في استمرار رؤية أعمال جديدة على مدار العام وليس الموسم الرمضاني فحسب.
كما ساهمت في الحفاظ على صناعة الدراما من الإندثار في ظل معوقات الإنتاج للمسلسلات التي تطلب ميزانية كبيرة، فضلًا عن مساهمتها من التحرر من احتكار جهات منتجة بعينها دون الأخرى.
تحت الحزام ومباشرة الصراع
تدور أحداث المسلسل في إطار تشويقي، عن صراع بدأ مباشرًا في الحلقات الأولى بين عليا الأم (غادة عبدالرازق)، وأميرة (سلمى أبو ضيف) خطيبة أحمد ابنها (خالد أنور)، وبالرجوع للحكاية نجد أن مباشرة العنوان وعدم وجود تأويلات له، جاءت لتدفع الجمهور داخل الصراع ليشعر وكأنه جزء منه، فالضرب تحت الحزام وسيلة غير مباشرة يستخدمها طرفي الصراع أو أحد طرفيه لإلحاق الأذى بالطرف الآخر،كون تلك المنطقة -ما تحت الحزام – محظورة ولا يعلم خفاياها إلا صاحبها،ولكن بما أن أميرة (سلمى أبو ضيف) كانت إحدى مريضات الطبيبة النفسية عليا (غادة عبد الرازق) لم يكن الضرب تحت الحزام في هذا الصراع عسيرًا عليها، كونها الوحيدة التي وصلت إلى البؤرة المظلمة لدى مريضتها، وتعرف نقاط ضعفها، فكان الضرب تحت الحزام في مقتل كما نقول.
فاستغلت عليا أسرارها ووظفتها لصالحها، تمامًا مثلما فعل خالد الصاوي مع سمسم (أحمد حلمي) وندى ( منة شلبي) في فيلم كدة رضا.
حتى أميرة (سلمى أبو ضيف) رغم عدم ندية الصراع إلا أنها ودون وعي استفزتها حين ارتدى أحمد خطيبها أمام أمه هديتها.

غادة عبدالرازق..المرأة التي تجيد الأدوار المركبة.

اعتدنا على رؤية غادة عبدالرازق في الأدوار المعقدة المركبة التي تعاني من خلفية مرضية وصراعات نفسية،كأدوارها في مسلسلات: تلت التلاتة، الخانكة، الكابوس، حدوتة مرة، وغيرها. فلم تخرج غادة عبدالرازق أبدًا من منطقة الكمفورت زون.
عكس يسرا التي رأينها في مسلسل فوق مستوى الشبهات إخراج هاني خليفة وسيناريو وحوار الكاتب محمد رجاء، حيث تفاجئنا جميعًا بشخصية رحمة (يسرا) التي اعتدنا على رؤيتها في ثوب ثائر وأحيانًا ملائكي، ولكن في مسلسلها فوق مستوى الشبهات خرجت يسرا من عبائتها وأطلت علينا بشخصية رحمة الأستاذة الجامعية التي تخفي وجهًا أكثر قبحًا وجُرمًا من الذي تظهره.


وأحمد فهمي في مسلسله الأخير سفاح الجيزة إخراج هادي الباجوري وتأليف محمد صلاح العزب، اذي رأيناه لأول مرة في ثوب جديد بعد انفصاله عن الثنائي هشام ماجد وشيكو،وزينة وسماح أنور وعلاء مرسي في مسلسل الليلة واللي فيها من إخراج هاني خليفة وسيناريو وحوار محمد رجاء.
ولكننا لا يمكن أن نصدر حكمًا نهائيًا، فالعمل لم يعرض منه سوى حلقاته الأولى.
كذلك لم نستطع الوقوف على نوعية الاضطرابات النفسية التي تعاني منها عليا(غادة عبد الرازق)، هل اضطرابات الشخصية النرجسية، أم التعلق المرضي غير الآمن، أم غير ذلك، فكل الخيوط الدرامية سيتم كشفها في الحلقات القادمة.
حكاية تحت الحزام إحدى حكايات مسلسل حدث بالفعل،إخراج هشام الرشيدي،وتأليف فادي النجار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتبة _ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى