مشاركات شبابية

بدر الأستاد: لا نريد لمـهـرجـان أيام الـشـبـاب أن يـحـتـضر!

بدر الأستاد★

اِنتهى مهرجان أيام الشباب المسرحي بدورته الرابعة عشرة، يوم الإثنين الماضي، والذي قدم على مسرح حمد الرجيب في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد شارك فيه العديد من شركات الإنتاج، وفرقة مسرحية واحدة..!! حيث قدمت العديد من العروض.

أين الفرق المسرحية!؟


البداية كانت مع عرض (عين) لشركة مسرح السلام، إخراج وتأليف محمد المسلم، ومن ثم عرض (ثغرات) للمعهد العالي للفنون المسرحية، إخراج الطالب سلطان المذن، الذي شارك بالتأليف والإخراج

المخرج سلطان المذن يتوسط الممثل أحمد الرشيدي ومصمم الديكور فهد الرشيد

ومن ثم عرض (فانتين تحتضر) لفرقة المسرح الشعبي، تأليف وإخراج داوود أشكناني، وعرض (الصعاليك) إنتاج شركة ستارز، تأليف مصعب السالم، وإخراج هيا السعيد، ومن ثم ختم المهرجان بعرض (صورة عائلية)، لشركة ترند برودكشن، تأليف مريم نصير، وإخراج هاني الهزاع.

عرض الصعاليك


وقد استغربت كثيراً من عدم مشاركة الفرق المسرحية بالمهرجان، باستثناء فرقة المسرح الشعبي، وسبب استغرابي أننا كثيراً ما كنا نسمع الأصوات تتعالى لتشجيع الشباب، وإعطائهم الفرص حتى ينطلقوا، ولكن المشاركات في المهرجان تؤكد أن الواقع مختلف، وأكبر دليل على ذلك التكريم أيضاً.

عرض صورة عائلية

تكريم النجوم الكبار


فرحنا كثيراً كشباب، بأن المهرجان اختار الفنانة القديرة سعاد عبدالله كشخصية للمهرجان، فمشاهدتها تسعدنا بالتأكيد، وصورتها المعلقة أمام بوابة مدخل المعهد العالي للفنون المسرحية حمست الطلبة، لكن وللأسف، لم تحضر الفنانة سعاد عبدالله الافتتاح، كما أنها لم تشاهد معظم العروض، رغم أن المبدعين الشباب يتمنون حضور الفنانين النجوم لعروضهم، خاصة الفنانة القديرة سعاد عبدالله، ولكن المهرجان لم يبرر عدم حضورها، وإنما اكتفت مقدمة الافتتاح الإعلامية إيمان نجم بأن تؤكد بأن سندريلا الشاشة الخليجية، ستكون موجودة في حفل الختام ..!! فالشباب بحاجة لدعم النجوم الكبار، وليس لحضورهم حفل الختام فقط من أجل التكريم!

الفنانة سعاد عبد الله

أعتقد أن الفنان حين يكرم في المهرجان، الهدف من ذلك هو حضوره الذي ينتظره الجميع، ومتابعته لجميع العروض المسرحية كنوع من التشجيع، لأني حين أتابع المهرجانات الخليجية، أجد أن الفنانين يحضرون جميع العروض، لكني ألاحظ هنا حينما يتم تكريمهم، لا نراهم إلا في الافتتاح والختام فقط…!
طبعا لا بد أن نلتمس العذر للجميع، ومن المعروف أن الفنانة القديرة سعاد عبدالله لديها أعمال رمضانية، ومشاركة في مسرحية (سدرة اللؤلؤ)، والبعض من الفنانين لديهم أعمالهم الفنية، استعداداً لبرامج ومسلسلات رمضان، وهناك فنانون مشاركون في مهرجانات أخرى، ومنها أيام الشارقة المسرحية، والبعض الآخر كانوا منشغلين في مهرجان القرين الثقافي، ولكن كما يقول المثل ” اللي بقلبه الصلاة ما تفوته” فقد شاهدت بعض المسرحيين الذين حضروا دعماً للشباب مثل:

د. أحلام حسن
  • الفنانة والأستاذة د. أحلام حسن، فرغم انشغالها في بروفات مسرحية (طاهرة)، التي قدمت في مهرجان القرين الثقافي، وفي نفس توقيت مهرجان الشباب، إلا أنها حضرت، وشجعت كما تفعل دائماً في احتضانها للمبدعين، وتشجيعهم.
  • المخرج هاني الهزاع (مخرج عرض طاهرة) الذي كنت أشاهده بصورة شبه يومية يحضر ويساعد الشباب، رغم انشغاله في عرض طاهرة المشارك في مهرجان القرين الثقافي، بالإضافة لعرضه المشارك في أيام الشباب (صورة عائلية).
  • حصة العباد التي أراها دائماً من الداعمين للعروض الشبابية، من خلال لمساتها السحريه في المكياج والأزياء.

كما أسعدني حضور الأستاذ علاء الجابر، والدكتورة سعداء الدعاس، فرغم أني أعرف أن لدى الدكتورة سعداء موقفاً من مهرجان الشباب منذ سنوات، لكنها حضرت لمشاهدة مسرحية الصعاليك، لتشجيع الطلبة كعادتها في ذلك، وحتى تعطي الإدارة الجديدة للمهرجان فرصة للتعرف على المهرجان، بالشكل الجديد كما قالت لي.

من اليمين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. حسين حكم، علاء الجابر، هيا السعيد، د. سعداء الدعاس، فرح الحجلي، آلاء سليم، شهد وعثمان الشطي

أما أكثر الداعمين للمهرجان فهي الناقدة ليلى أحمد، التي سعدت جداً بمعرفتها، ونصائحها لي، ولجميع الشباب في الندوات التطبيقية كما سأبين، أيضاً هناك من أبدع الإضاءة الرائعة في الكثير من العروض، وهما الفنانان عبد الله النصار وفاضل النصار، اللذان عرف عنهما دعمهما للشباب.

الناقدة ليلى أحمد

وهناك شخصية رائعة عرفت بدعمها الدائم للشباب، خاصة في مهرجان أيام الشباب الدكتورة ابتسام الحمادي، التي فرحت برؤيتها في لجنة التحكيم، رغم أنها لم تُدَرِّسْ لي، حين كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن في الواقع كانت من المشجعين لي، ولا أنسى كلماتها لي بعد ما حدث لإحدى المقالات، التي كتبتها حيث شجعتني أن أكتب ولا أخاف، وقالت “كلنا معاك”، ومن هنا أتساءل أين أعضاء لجان التحكيم السابقة عن تشجيع الشباب، وحضور المهرجان في هذا العام..؟؟ أم أنهم لا يحضرون، إلا حين يكونون أعضاء في اللجان فقط؟

د. ابتسام الحمادي

العروض المسرحية


شاهدت جميع عروض المهرجان الذي أنتظره كل عام، وفي الحقيقة استمتعت بالتغيير الذي حصل في عرض (ثغرات) لسلطان المذن، حيث كان العرض مختلفاً عن العرض الأول، والكثير من الجماهير أعجبها ذلك، كما أحببت فكرة عرض (صورة عائلية) لهاني الهزاع، واستمتعت بعرض (الصعاليك) لهيا السعيد.

مشهد يجمع بين أسرار سلطان ونوح الحسني في عرض الصعاليك

وبالنسبة للتمثيل وجدت وجوها مميزة سيكون لها اسماً لامعاً في المستقبل مثل: أحمد الرشيدي، الذي مثَّل في مسرحية (ثغرات)، لأنه من السهل أن تبكي الجمهور، ولكن من الصعب أن تضحكهم، ومن خلال دور صامت أيضاً، لكن بالنسبه لي استطاع أحمد أن يضحك الجمهور بالكوميديا البعيدة عن الإسفاف، وما نراه اليوم من كوميديا مليئة بالتنمر والاستهزاء.
أما عن أسرار سلطان، ونوح الحسني، فقد كان عرض (الصعاليك) خطوة رائعة لهما، فأنا أفتقد كثيراً التمثيل الواقعي، بعيداً عن النمطية، والأداء الكلاسيكي، أو الميلودرامية، وقد تحدثت في كثير من ندوات المهرجان عن ذلك، والبعض يعلم بأن بداية أغلب الفنانين، تكون من خلال المبالغة في الأداء، ولكن نوح، وأسرار كسرا القاعدة، واستطاعا بالأداء الواقعي أن يجعلونا نستمتع بوجودهما على الخشبة.

أحمد الرشيدي في ثغرات

الندوات التطبيقية التدميرية

لاحظت في الندوات العديد من الأمور، التي لا تحدث في المهرجانات الأخرى، فنجد مثلاً بعض أعضاء لجنة المشاهدة، أو اللجنة الفنية مشاركين في عروض كتصحيح لغوي!؟ كما أن بعض أعضاء اللجنة الفنية، ولجنة المشاهدة يشاركون في الندوات التطبيقية، بل ويعطون الجمهور محاضرات عن التأليف، والاقتباس كنوع من الرد على من يتحدث على المنصة..!!

إسراء جوهر تتوسط المخرج هاني الهزاع والكاتبة مريم نصير

كانت إسراء جوهر، تدير جميع الندوات، ولكنها لم تستطع أن تمنع أعضاء اللجان من المشاركة، بل إن الغريب عدم وجود معقبين في جميع الندوات، وفي نفس الوقت اللجان الفنية تشارك في التعقيب؟!. فإذا كان المهرجان للشباب، والهدف منه تشجيعهم، يفترض أن يكون هناك معقبين، حتى يتم الاستفاده من خبراتهم مثل الناقدة ليلى أحمد، التي كانت تحضر الندوات، وتهتم برأي الشباب، وكان حضورها على المنصة ــ لإعطاء أرائها النقدية في العروض ــ أمراً مهماً، وله قيمة كبيرة لدى الفنانين الشباب، كما كان لها دور في المهرجان مع المتحدثين أيضاً، فلا أنسى كلامها الإيجابي، وتحفيزها لي على الاستمرار في التعقيب على العروض، كما ساهمت في النشرة اليومية، لتوصيل رسالة مهمة إلى المهرجان حول الندوات التطبيقية والمشاركين فيها، تحت عنوان “لنتطور” فتحدثت عن مشكلة النفاق في الندوات، وعدم الجرأة في الآراء، وعدم إعطاء الفرصة للشباب للتعبير عن رأيهم، وكان هذا ما يحدث فعلاً، فحين يعبر أحد عن وجهة نظره، أو ملاحظته، سرعان ما نجد من يدافع، أو يعترض، قد يكون هذا الدفاع بهدف نبيل، ولكن لا يعني ذلك الاعتراض، والرد على أي تعقيب، فمثلاً حين عبرت عن رأيي حول أحد العروض المقتبسة، وتساءلت لماذا تم وضع كلمة تأليف أمام اسم الكاتب والمخرج، وفي نفس الوقت كتب في البروشور كلمة اقتباس، وأيضاً طَرَحَتْ نفس السؤال الكاتبة فلول الفلكاوي، فوجدنا د. أيمن الخشاب، وهو عضو في إحدى لجان المهرجان يخرج، ليجيب على السؤال الذي يفترض أن يجيب عليه الكاتب والمخرج!! وبعد ذلك التساؤل خرج عضو من المسرح الشعبي، وقال: بأن لجنة المشاهدة هي التي قررت وضع كلمة تأليف، وليس كلمة اقتباس! كما شاركت الكاتبة فاطمة العامر، وعندما قال لها البعض إنه لا يجوز مشاركتها في الندوة، ردت بأن فلاناً قال لي أن أشارك!
كما استغربت أيضاً من الفنان والمخرج نصار النصار، الذي أراه دائماً داعماً للشباب، من خلال الورش، التي يقدمها، ومن خلال مشاركته الدائمة معهم، ولا أنسى أنه كان يُدَرِّسُ لي مادة ديكور، حين كنت طالباً في مدرسة الوهيب، وكنت ولازلت أحب أن أشاهد أعماله، لكنني استغربت مشاركته في جميع العروض، ليمدحها، ويطلب من المخرجين عدم الاستماع للنصائح، أو الملاحظات، واستغربت أكثر حين خرج في آخر ندوه تطبيقية، ليرد على أحد الآراء حول الإيقاع بأسلوب انفعالي..!! كما أنه لم يقدم أي ملاحظات تطور من العرض المسرحي، وكان هذا ما كنت أتمناه من مخرج لديه خبرة مثله.!!

بدر الأستاد مشاركا في الندوات

وفي الواقع لقد أعجبت كثيراً بجرأة المخرج هاني الهزاع، حين تحدث بالندوة، وعبر عن ما يحصل بطريقته، حين أكد بأنه يعلم جيداً، بأن ٨٠٪ من الآراء مزيفة، فشكراً لصراحته.

كانت الندوات التطبيقية باختصار تؤكد أنه يجب أن تمدح، وإلا سيأتيك الرد .. فهل هذا هو المهرجان الداعم للشباب ..؟! أتمنى أن يعالج مهرجان الشباب موضوع الندوات التطبيقية، لأن من وجهة نظري، تكرار هذا الأمر سيؤدي لأن يحتضر المهرجان، ولن يستطيع الشباب إنعاشه.

ــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى