سينما

ونحن نحتفل بـ “ذكرى أكتوبر المجيدة” نهى إبراهيم: حكايات الغريب للغيطاني جسدت بطولات أبناء مصر بكل بسالة.

نهى  إبراهيم

دائماً ما تصنع التجارب القاسية الإنجازات ومنها الحضارات ، فلقد عانت بلدنا العظيمة  جراء الاحتلال لسنوات تلتها سنوات، والشعب المصري ما زال يكافح ويقاتل من أجل حرية أولاده ، لتتكرر نفس جملة سعد زغلول التى أطلقها بثورة ١٩١٩ “الاستقلال التام أو الموت الزؤام”
تلك الجملة  التي تتناقلها الأجيال  بلغة عصرها لتظل مصر الآبية شاهدة على طمع المحتلين و قتال المصريين واستبسالهم من أجل تراب بلدهم .

ومن أكثر المعارك شراسة كانت الحرب مع إسرائيل التي تعد من أكثر البلدان سطواً واحتلالاً للأراضي التي لا تمتلكها ،تعرضنا للهزيمة عام ١٩٦٧ بعد كسرة كبيرة وانهيار فيكل هياكل الدولة، لكن العالم كله لم يدرك حينها أن المصري أبداً لا يستسلم بل يعاند الظروف، وفالأغلب يقهرها عندما يكون على حق ، لم يع الجميع ذلك إلا بعد حرب أكتوبر المجيدة التي أعدوا لها بصورة مذهلة لتكون النتيجة النصر بعد الهزيمة فتشفى القلوب وتعود الطيور المهاجرة إلى سكنها من جديد .

تناولت السينما بتلك الفترة تلك الحرب من أوجه مختلفة وقصص متباينة لكنها ضمت كل مشاعر الشعب المصري بكل أطيافه وطبقاته ،لم تكن فحسب حرب بل كانت أبعد من ذلك بكثير
،ومن هذه الأفلام  “حكايات الغريب” رائعة الكاتب جمال الغيطاني ،سيناريو وحوار محمد حلمي هلال والإخراج لإنعام محمد على ،بطولة: محمود الجندى ،محمد منير ،شريف منير وغيرهم من الفنانين ..
يسطر الفيلم تلك الحالة التي بات عندها المواطن عبد الرحمن بعد حرب ٦٧ من الانهزامية التي صاحبته خلال تلك الفترة خاصة بعد استشهاد أخوه وضياع محبوبته منه ،كما رصد الفيلم اختفاءه بعربة الصحافة بعد دخوله السويس قبل الحصار، مع رصد رحلة البحث عن عبد الرحمن المفقود ،كيف تغير عبد الرحمن بالسويس ،وكيف تحولت تلك الهزيمة إلى مقاومة وصمود حتى أن الجميع باتوا غير متأكدين أنه نفس عبد الرحمن الثاني ليكرر لهم الجميع أنه نفس الشخصية لكن باسم مختلف بكل بلد ،تعددت بطولاته ليذكرنا بأن عبد الرحمن هو  رمز للمصري الذي مهما تكابلت الظروف عليه لا يستسلم أبداً بل تظهر قوته الكبرى عندما يوضع بمأزق أو شدة كبرى هنا يظهر معدنه الحقيقى وتتجلى بطولاته ..

اختيار مدينة السويس بيوتها القديمة التى تهدمت بفعل الزمن فكانت الصورة حقيقية إلى أبعد الحدود.

المشاهد التي جمعت المجموعات الغنائية   بأماكن داخل الأنفاق كي تطلق صياحتها بصورة مقطوعة موسيقية كانت رائعة ومتفردة ..
اختيار الممثلين كان موفقاً على مستوى الأداء من جانب محمود الجندى ،شريف منير ،وغيرهم من أبطال الفيلم ..

يعد الفيلم من التجارب المختلفة التي تروي البطولات بطريقة غير مباشرة فلقد دخل عبد الرحمن السويس ليظل اسمه تتناقله الألسن هناك ببطولات عديدة وأسماء مختلفة فتبقى تلك البطولات ويظل جسد عبد الرحمن مجهول.
لذلك تذكر دائماً هناك آلاف عبد الرحمن ممن أنجبتهم تلك الأرض لكن تظل مصر شامخة ، ومعروفة باسمها ،وتاريخها وبطولاتها المتفردة عن أي بلد ..فتظل هي أرض الكنانة ..منبع الحضارة ..حائط سد ..رمز لكل وأي بطولة .


كاتبة  ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى